الضيف أحمد.. عراف تنبأ بوفاته صغيرًا ومثل دور متوفي فانقلب التمثيل لحقيقة

منذ 4 سنوات

لم يكن "الضيف" مجرد اسم أطلقه عليه والديه عند ولادته، بل قدر له أن يكون من اسمه نصيب في الحياة، ليكون ضيفًا خفيف رسم لنا البسمة لنتذكره أضعاف الأعوام التي عاشها بيننا

الضيف أحمد.. عراف تنبأ بوفاته صغيرًا ومثل دور متوفي فانقلب التمثيل لحقيقة

قابل عرافًا باكستانيًا، خلال فترة دراسته بالجامعة، وتنبأ له بالنجاح والشهرة، وأنه سيموت شابا

قبل ساعات من وفاته، كان الضيف أحمد عائدًا مع جورج سيدهم وسمير غانم من الأردن، بعدما شاهدوا العرض الأول لفيلم «المجانين الثلاثة» في إحدى دور السينما في عمان، كما اشتركوا في إحياء حفل زفاف شقيقة الملك حسين

وفي السينما مثل في العديد من الأفلام، منها (الأصدقاء الثلاثة، الزواج على الطريقة الحديثة، 30 يوم في السجن، شاطئ المرح) وقام أيضًا بكتابة فيلم ربع دستة أشرار من بطولة فؤاد المهندس وشويكار

لكنه أسلم الروح إلى ربه وهو في الطريق قبل أن يصل إلى المستشفى، ليرحل عن عالمنا في 16 أبريل 1970، وخلال هذه المدة القصيرة من حياته لكنه استطاع ترك بصمة متميزة في تاريخ السينما المصرية والمسرح

عندما عاد، اتفق الضيف أحمد مع ثلاثي أضواء المسرح على القيام بالبروفة الأخيرة على مسرحية “الراجل اللي جوز مراته”، التي كان يخرجها ويمثل فيها دور الرجل الميت وهو آخر مشهد في المسرحية

توجه الضيف أحمد إلى منزله، والإرهاق يظهر عليه بصورة غير عادية وقال لزوجته إنه يشعر بالإجهاد وضيق التنفس، واستراح على السرير فتضاعف الألم عليه ولم يحضر الطبيب الذي طلبته زوجته، فأسرع به الجيران إلى مستشفى العجوزة

وكان المشهد يقتضي أن يضع الحانوتي الضيف في النعش، ليقبض من حوله قيمة التأمين على حياته وهو ما حدث بالفعل

وعقب الانتهاء من البروفة الأخيرة وكانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، ودع زملاءه على أساس اللقاء في اليوم التالي، وهو يوم بدء عرض المسرحية أمام الجمهور على مسرح "الهوسابير"

في ظهر اليوم نفسه، كان الضيف في النعش وحوله أصدقاؤه، لكن هذه المرة حقيقية وليست ضمن مشاهد المسرحية، مما أصاب أصدقاؤه بالدهشة

اسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف، ولد في قرية تمي الأمديد التابعة لمحافظة الدقهلية في عام 1936 لأسرة مكونة من سبع ابناء، وكان ترتيبه قبل الأخير

كتب صديقيه وعضوا فرقته سمير غانم وجورج سيدهم، نعيًا بعد وفاته: "إلى توأم الروح وزميل العمر الفنان الضيف أحمد، لا نملك تجاه مشيئة الله سوى أن نقول اللهم إنك أعطيت وأخذت ومنحت وسلبت وحكمت وقضيت، فأفرغ علينا صبرا نستعين به على ما قدرت"

لمعت موهبته الفنية منذ أن كان طالبًا في المدرسة الثانوية حيث كان يقلد جميع المدرسين، وفي جامعة القاهرة حيث أخرج ومثل في عدة مسرحيات على خشبتها حتى حاز على الميدالية الذهبية في مسابقة كأس الجامعات

لم يعرف الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقه " ثلاثي أضواء المسرح" التي قدم من خلالها عدة اسكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية أشهرها " طبيخ الملائكة" كل واحد له عفريت" و"زيارة غرامية" و"الرجل اللي جوز مراته" التي أخرجها للفرقة

تخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب في عام 1960، حين شاهده فؤاد المهندس في إحدى المسرحيات التي شارك بها في الجامعة، اختاره للمشاركة بمسرحية (أنا وهو وهي) عام 1964

لم يكن الضيف أحمد عضو بالفرقة فقط، بل كان العقل المدبر الذي يقوم بإدارة المسرح والعمل على الإشراف الفني على العروض المقدمة، وكان مخرجا ومؤلفا بالفرقة

للنجم الراحل الضيف أحمد إطلالة مميزة على الشاشة وكاريزما خاصة، فرغم أن ملامحه لم تكن وسيمة ولا ينطبق عليه مقاييس نجوم السينما، لكنه حجز لنفسه مكانة خاصة في قلوب المشاهد، ظلت حتى الآن رغم سنوات طويلة على رحيله

تزوج الفنان الراحل الضيف أحمد، من خارج الوسط الفني وله ابنة واحدة تدعى رشا

صورة للضيف أحمد برفقة الفنان القدير محمود المليجي في أحد الأفلام

صورة برفقة صديقيه وعضوا فرقته سمير غانم وجورج سيدهم أثناء تمثيلهم لأحد الأفلام