من مهندس إلى جاسوس .. قصة العميل 1001 الذي ضحى بمستقبله في البداية ثم حياته من أجل مصر

منذ 4 سنوات

بعد نكسة 1967 ، بدء رجال المخابرات المصرية في التفكير بشكل مختلف في صراع الجاسوسية والعمالة ضد اسرائيل

من مهندس إلى جاسوس .. قصة العميل 1001 الذي ضحى بمستقبله في البداية ثم حياته من أجل مصر

دخل العميل 1001 في أحد الكتائب الموجودة خلف خط برليف ليمد المخابرات المصرية بالمعلومات بشكل مستمر والتي ساهمت بشكل كبير في تحويل الدفة لصالح مصر لأنه كان ينقل المشهد بوصف دقيق كأنه بث حي

ألهمت هذه القصة المؤلف الدرامي نبيل فاروق لعمل مسلسل بأسم العميل 1001 بطولة الفنان مصطفى شعبان وقد لاقى المسلسل نجاح كبير بين أوساط الشعب المصري

وبعد أن أصبحت هذه المنطقة في يد الجيش المصري تفاجئ الجنود بزيارة أحد الرتب العسكرية المصرية الكبيرة لهذا المكان والبحث عن جثمانه وبالفعل وجدوه وتم ارساله للقاهرة ملفوفًا بعلم مصر ومرتديًا زي الجيش الاسرائيلي

ولكن الصدفة قادت رجال المخابرات للمعجزة بعد أن وجدوا شاب يهودي يعيش في مصر من أصول مغربية يدعى موشي رافي توفت عائلته بالكامل ويتواجد الشاب ذو الـ 16 عام في أحد المستشفيات مصابًا بمرض في الصدر ومن الواضح أنه لن يصمد أمامه كثيرًا

ليفكر سريعًا أحد الضباط المسؤولين عن العملية في أبنه الكبير عمرو طالب في كلية الهندسة نظرًا لتقارب الشبه بينه وبين الشاب اليهودي ولم يأخذ وقت يفكر ليفاتح ابنه في هذا الأمر المهم

ثم تلقى أوامر من المخابرات باختلاق مشكلة مع سوناتا، لينفذ التعليمات دون نقاش واستغل معرفته بشخصية سوناتا ليثير غضبها وهو أن يصطحب فتاة معه لشقة سوناتا لتجدهما سويًا ثم تبدأ في صب غضبها على الشاب بإرساله لأماكن العمليات في سيناء وهو المطلوب

ووصل تل أبيب ثم عمل سريعًا في مكتبة لدى امرأة عجوز تدعى شوشان أحبته نظرًا لوسامته وذكائه وحاز على ثقتها ليكون صاحب الكلمة العليا في المكتبة

رويدًا رويدًا بدأ في تكوين علاقة مع سوناتا التي كانت عضو في الكنيست الاسرائيلي والتي أحبته أيضًا ليدخل منحنى أخر برفقة صفوة المجتمع الاسرائيلي قبل أن تكتشف شوشانا العلاقة التي تجمعه مع سوناتا لتشي به أنه متهرب من التجنيد الإجباري

وسرعان ما بدء التنفيذ وتم تغيير أوراق الشاب موشي الذي لم يستطع مواجهة المرض وتوفى سريعًا ودفنه بأوراق أخرى، ثم عملية تجميل لعمرو في وجهه لتحويله إلى نسخة من موشي وتدريبه سريعًا على أهم ما يحتاجه ليكون جاهزًا لميدان الجاسوسية

وفي صباح يوم 6 أكتوبر تلقى العميل 1001 أوامر بالابتعاد عن مكان تواجده لأن هذه المنطقة سيتم دكها بالكامل ولكنه رفض لأول مرة الانصياع للأوامر وظل يرسل المعلومات وارشاد الطائرات المصرية لأماكن السلاح والذخيرة بالجيش الاسرائيلي قبل أن يستشهد بعد عمل بطولي

وبالفعل تم استدعائه للجيش الاسرائيلي قبل أن توصي عليه سوناتا بأن لا يتم ارساله للكتائب القتالية وأن تكون خدمته في تل أبيب وهو ما حدث بالفعل ليكون في مكتب البريد ليكون قادرًا على جمع معلومات مهمة ولكنه لا يستطيع أن يرسلها لمصر قبل أن يتلقى أوامر بذلك

عاش في معسكرات المهاجرين حياة صعبة قبل وصوله لتل أبيب في نفس الوقت الذي قامت فيه المخابرات المصرية بإطلاق شائعات تخص موشي أنه كان يساعد اليهود للسفر من مصر لليونان خلال عمله على مركب باليونان

كان العميل 1001 هو منعطف أخر في الجاسوسية المصرية ضد اسرائيل حيث قررت المخابرات المصرية الاعتماد على شاب أقل من 20 عام ليكون ذراع مصر داخل الجيش الاسرائيلي

وفي أحد الأيام تلقى رسالة من اليونان بها كلمة السر لبدء ارسال المعلومات لمصر ثم تلقى رسالة أخرى بمناسبة عيد ميلاده من صديقه باليونان مرفق معها ماكينة حلاقة التي حولها لجهاز ارسال لا سلكي متصل بمصر طبقًا للتدريبات التي تلقاها في مصر قبل سفره

ودخل رجال المخابرات في معاناة لسببين الأول: صعوبة إيجاد هذا الشاب المراهق الذي يمكن الاعتماد عليه في هذه المهمة الصعبة خاصة أن التدريبات اللازمة تحتاج سنوات حتى لا يتم كشفه

والسبب الثاني: أنه لا يمكن بسهولة اختلاق تاريخ وحياة لشاب يهودي يعيش في مصر خاصة أن التركيز مع الجالية اليهودية الموجودة في مصر ازداد بعد نكسة 67 وبالأخص مع ترديد شائعات باضطهادهم داخل مصر

وعرض ضابط المخابرات على ابنه أن يكون جاسوسًا يعمل لصالح مصر ويترك كل حياته بما فيها دراسته وأهله وخطيبته وأن يتحول لشخص أخر يظهر عكس ما يبطن بحيث يظهر كرهه لمصر وحبه لاسرائيل ، ليوافق الشاب أن يترك حياته ومستقبله حبًا في مصر

تم تكريمه عقب وفاته بمنحه رتبة رائد بالرغم من كونه مهندسًا ولم يدخل الكلية الحربية ولكن نظرًا لدوره البطولي في حرب أكتوبر