عجوز هندي واجه العنف بالسلام ودافع عن الأقلية المسلمة فتم اغتياله.. غاندي

منذ 5 سنوات

"روح عظيمة تحركه وقطعتا قماش تغطي جسده" .. ماذا تعرف عن رجل السلام والنضال.. المهاتما غاندي؟

عجوز هندي واجه العنف بالسلام ودافع عن الأقلية المسلمة فتم اغتياله.. غاندي

أسس غاندي مفهوم "المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف وهي تهدف إلى إلحاق الهزيمة بالعدو عن طريق الوعي الكامل بالخطر، وتكوين قوة تواجهه باللاعنف أولًا، ثم بالعنف إذا لم يكن هناك خيار آخر.

في عام 1882 سافر غاندي إلى بريطانيا لدراسة القانون، وعاد إلى الهند عام 1890، بعدما تمكن من الحصول على الإجازة الجامعية التي تسمح له بممارسة مهنة المحاماة.

تزوج وعمره 13 سنة، في عام 1883، بحسب التقاليد الهندية المحلية، وكانت زوجته كاستوربا في الـ14 من عمرها، ورزق منها بأربعة أولاد.

سياسة اللاعنف التي بشّر بها، اتخذت عدة أشكال، منها: المقاطعة والاعتصام والصيام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من الموت إذا أوصلت إلى ذلك.

لم يجد فرصة عمل تناسبه في الهند، فسافر إلى جنوب إفريقيا عام 1893، بعدما قبل عرض عمل جاءه من مكتب للمحاماة هناك، وكان في نيته البقاء لمدة عام واحد فقط.

لكن أوضاع الجالية الهندية هناك جعلته يعدل عن ذلك واستمرت مدة بقائه في تلك الدولة الإفريقية 22 عامًا.

ومن هناك بدأ نضاله ودفاعه عن الهنود، وعمره لم يتجاوز وقتها الـ 24 عاما، عندما اكتشف ما يتعرض له الهنود من التمييز العنصري والاضطهاد.

تحدى القوانين البريطانية التي كانت تحصر استخراج الملح لها، وقاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك، وأنهي هذا العصيان عام 1931 بعد التوصل إلى حل وسط وتوقيع معاهدة.

وكان يؤكد غاندي دائما على أن "اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية..إنها أقوى من اقوى سلاح دمار صنعته براعة الإنسان" حتى في نضاله ضد الاحتلال البريطاني.

كتب آلاف العرائض ووجها إلى السلطة "البيضاء" في جنوب إفريقيا، ونظم حزب "المؤتمر الهندي" وأسس صحيفة "الرأي الهندي" ونجح في مواجهة بعض القوانين العنصرية.

اقتربت الهند من الاستقلال في عام 1945، لكنها كانت في الوقت ذاته تواجه خطرًا أكبر، فمع تزايد الطائفية في البلاد، تعالت الدعوات التي تطالب بتقسيم الهند إلى دولتين (باكستان للمسلمين والهند للهندوس).

وهو ما رفضه غاندي بشدة، وحاول إقناع زعيم الانفصالين المسلمين وقتها، محمد على جناح، (محام ومؤسس دولة باكستان) لكنه فشل، وتم إعلان استقلال إقليم باكستان، وأصبح جناح حاكما لها.

مع هذا الإعلان، بدأت حرب طائفية في الهند راح ضحيتها الألاف، واعتبر غاندي هذه الحرب كارثة وطنية، ونادى بوقف الحرب التي نشبت بين الهند وباكستان على إقليم كشمير الحدودي.

اعترف غاندي باضطهاد الأقلية المسلمة في الهند، وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهندوس والمسلمين لكن الجماعات الهندوسية اعتبرت دعوته خيانة عظمى..

وبالفعل اغتاله شخص هندوسي عام 1948 وأطلق ثلاث رصاصات استقرت في صدر المهاتما غاندي رجل السلام وعمره 78 عامًا. وهذه هي المحاولة الخامسة لاغتياله، لكنها أصابته هذه المرة.

وفي عام 1915 عاد إلى الهند، وبعد سنوات قليلة، أصبح أبرز شخصية سياسية في الهند، وتحول إلى زعيم شعبي يقود الملايين في فعاليات احتجاجية ضد الاحتلال البريطاني من أجل استقلال الهند.