بهجة وحب.. قطيعة وفراق.. وجع ووطن.. قصة حياة «جارة القمر»

منذ 5 سنوات

بهجة في الصباح.. وسلطنة في الليل.. قادر صوتها على تحويل ملامح يومك في الصباح، وأن يزين سهرتك في الليل، نتحدث اليوم عن سيدة الصباحات المبهجة أو كما أطلقوا عليها «ملكة الصباح» فيروز وقصة حياتها منذ ولادتها حتى اليوم

بهجة وحب.. قطيعة وفراق.. وجع ووطن.. قصة حياة «جارة القمر»

انتقلت فيروز بعد ذلك إلى حي زقاق البلاط في بيروت، وبدأت مشوارها الغنائي وهي في الخامسة من عمرها ولفتت انظار الجميع

أعجب بتلك الفتاة الصغيرة أستاذ بمعهد الموسيقى يدعى «محمد فليفل»، فقدمها إلى لجنة الاستماع بالإذاعة اللبنانية

كانت اللجنة حينها تضم الموسيقار حليم الرومي، الذي أعجب بصوتها وقرر إلحاقها بكورال الإذاعة، وهو من أطلق عليها لاحقا اسم فيروز

تمردت فيروز.. لم تغني كيفما اتفق، وأحدثت ثورة في عالم الموسيقى حينها عندما خرجت عن السائد في تلك الفترة وعنت أغاني بسيطة وقصيرة المدة

إضافة إلى بساطة أغانيها فهي متنوعة، حيث غنت فيروز للأطفال، والوطن والأم والقضية الفلسطينية وليست أغاني رومانسية فقط

اعتبر بعد النقاد أن انطلاقة فيروز الحقيقية كانت في عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني

في وقتها كانت أغلب أغاني فيروز للأخوين الرحباني عاصي ومنصور، وبدأت شهرتها في العالم العربي كله

وفي عام 1955 تزوجت من عاصي الرحباني، وأنجبت منه زياد وهالي وليال وريما

مكانة فيروز ليست في قلوب اللبنانيين فقط، فقد غنت لمصر وبغداد والشام وعمان وفلسطين، فتتمتع بمكانة في قلوب الجميع في أنحاء العالم

شاركت فيروز في الغناء لمسرحيات من تأليف الأخوين الرحباني أيضًا، وصل عدد المسرحيات التي غنت ضمنها فيروز إلى 15 مسرحية

وكان آخر ظهورٍ لفيروز على المسرح في يناير 2011 في مسرحية «صح النوم»

انتشرت أغانيها في كافة أنحاء العالم، وأصبحت فقرة رئيسية في إذاعات العالم العربي، وأطلقوا عليها لقب «ملكة الصباح» ووصل عدد أغانيها لأكثر من 800 أغنية، و3 أفلام و400 ألبوم خلال فترة زمنية امتدت لـ3 عقود

وغنت ملكة الصباح لكثير من الشعراء العرب القدامى والمحدثين بداية من قصائد الأخطل الصغير وجرير وعنترة بن شداد وأبي نواس وصولا إلى إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران ونزار قباني

كما لحن لها كبار الملحنين، أبرزهم: سيد درويش، والأخوان رحباني، ومحمد عبد الوهاب، وفيلمون وهبة

ملكة الصباح ليس لقبها الوحيد، فقد أُطلق على فيروز العديد من الألقاب من بينها «قيثارة السماء» و«سفيرة العرب» و«ياسمينة الشام» و«ملكة الصباح» و«جارة القمر» و«سفيرة النجوم» و«صوت الملائكة»

أما عن الجوائز فحصدت خلال مسيرتها الفنية العديد من الجوائز والأوسمة، أبرزهم وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس «كميل شمعون» عام 1957 وهو أعلى وسام في الدولة

بالإضافة إلى وسام الأرز عام 1962، ووسام الاستحقاق اللبناني، كما حصلت علي ميدالية الكرامة عام 1963 من الملك حسين، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى

وفي عام 1988 حصلت فيروز على وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، وجائزة القدس من فلسطين عام 1997م، وفي عام 1975م

كما تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها تكريما لها، كما تم منحها الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت لتصبح أول مطربة تحصل على هذا اللقب

لم تنتهي جوائزها بعد.. فقد رشحها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران لنيل وسام الجمهورية الفرنسية للثقافة والفنون، وهو أرفع وسام ثقافي في فرنسا, بالإضافة إلى حصولها على العديد من الأوسمة العالمية في الكثير من الدول الأخرى

أقامت «جارة القمر»، حفلات في العديد من الدول حول العالم من بينها البحرين والكويت والإمارات وقطر والعراق ومصر وسوريا والمغرب والجزائر وتونس وسويسرا وفرنسا وبريطانيا والمكسيك وكندا واستراليا والبرازيل والولايات المتحدة

وفي عام 2010 كان آخر ألبوماتها بعنوان «إيه في أمل"»

يقول بعض المقربون أن القطيعة بدأت منذ أن قدمت فيروز ألبوما بإشراف ابنتها «ريم»، وهو ما أثار غضب «زياد»، الذي صرح بأن فيروز لم تعد تستشيره فيما قدمته

وصرح بأنه يتواصل يوميًا مع فيروز، قائلاً: «عم تركب الأمور ورجع مشى الحال.. قريباً جداً بيكون كل شى رجع لمكانه»

وعن تفاصيل ما حدث يقول زياد: «عم نجرب نحلّ القصة مع أختى، لأن أختى عن سوء نية أو عن عدم دراية عملت عملاً لفيروز كان مش كتير موفّق، وأمى حتى ما سألتنى رأيى فيه، حكيتنى ورجعنا نشوف بعض وما سألتنى رأيى»

لكن أخيرًا وبعد سنوات عادت العلاقات بينهما، وقال زيادة «قريباً جداً بيكون كل شى رجع لمكانه»

أما عن علاقة فيروز بزوجها عاصي الرحباني، فبها الكثير من التفاصيل أجملها الجملة التي وصفته بها: «لا رجل له دمعة بجمال دمعة عاصى»

استمرت زيجة فيروز وعاصى طوال 24 عاما، لكنهما انفصلا عام 1978، وتوقف تعاونها مع الأخوين الرحباني

هناك قصة شهيرة في حياة فيروز، وهي القطيعة بينها وبين ابنها زياد الرحباني، دامت لسنوات طويلة

وقالت إنه كان مولعا بالتفاصيل والتحكم فيما تقدمه فيروز، لكنها بدأت تتمرد وتضج بتلك القيود والتحكمات

أغنية «سألوني الناس» لم تكن مجرد أغنية غنتها فيروز، فهي جسدت بها حالة مرض زوجها عاصي وغيابه لأول مرة عن تقديم عمل لها، وألحان ابها زياد

في إحدى المرات وقفت لتغني تلك الأغنية، لتدمع عيناها تحديدًا وهي تغني مقطع «لأول مرة مابنكون سوا»، حزنًا منها على انفصالهما ومرضه

وفي النهاية.. «عاصي هو اللي كان، وبعدو ما راح يكون».. هكذا قالت فيروز

وعن التفاصيل قالت في أحد حواراتها بعد انفصالهما، أن هذا الفنان المرهف، هو زوج ديكتاتور لا يريد رأيا آخر يخالف رأيه

لكن يبدو أنها لم تتحمل فراقه، حيث قالت بوجع: «غيابه تعبني، وحسسنى بكل الأشياء اللي كان حملها عني، وكل ما أغنى بمطرح أكيد بيكون هو موجود، موجود مش بس بالغنيّة موجود شخصُه، وبفتكر يعنى إنى عم بعمُل إشيا متل ما هو بيحبها»