فوائد سورة الفاتحة “شفاء القلوب وشفاء الأبدان”

فوائد سورة الفاتحة

تعد سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم التي ذكرت في العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم فوائد سورة الفاتحة.

فوائد سورة الفاتحة

  • قال الحافظ رحمه الله:أنها ـ مع قصرها ـ تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة،
    توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. انظر: “مدارج السالكين” (1/24-27) .
  • قال ابن القيم رحمه الله: أنها تشتمل على الرد على جميع المبطلين من أهل الملل والنحل،
    والرد على أهل البدع والضلال من هذه الأمة.
  • كما قال ابن القيم رحمه الله: أن سورة الفاتحة قد تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة.
    “مدارج السالكين” (1/74).
  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته،
    ثم رأيته في الفاتحة في: (إياك نعبد وإياك نستعين)” .
  • بالإضتفة لذلك فقد قال ابن القيم رحمه الله : ” فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني
    والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم
    والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء
    والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك.
  • تستخدم سورة الفاتحة أيضًا في الرقية الشرعية، ونستدل على ذلك بالحديث الآتي:
    «انْطَلَقَ نَفَرٌ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حتَّى نَزَلُوا علَى حَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فأبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذلكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا له بكُلِّ شَيءٍ، لا يَنْفَعُهُ شَيءٌ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: لو أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيءٌ، فأتَوْهُمْ، فَقالوا: يا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا له بكُلِّ شَيءٍ، لا يَنْفَعُهُ؛ فَهلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنكُم مِن شَيءٍ؟ فَقالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَما أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ علَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عليه، وَيَقْرَأُ: (الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ)، فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَما به قَلَبَةٌ، قالَ: فأوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذي صَالَحُوهُمْ عليه، فَقالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقالَ الَّذي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حتَّى نَأْتِيَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَذْكُرَ له الَّذي كَانَ، فَنَنْظُرَ ما يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرُوا له، فَقالَ: وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟
    ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا. فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ».
    (الراوي : أبو سعيد الخدري، المحدث: البخاري).

فوائد سورة الفاتحة للشفاء

  • أوضح أهل العلم أن سورة الفاتحة تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان .
  • ونستدل على ذلك بقول ابن القيم رحمه الله :
  • “فأما اشتمالها على شفاء القلوب: فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال،
    فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم، وفساد القصد،
    ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم،
    والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها،
    فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، ولذلك كان سؤال هذه الهداية
    أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة،
    ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه .
  • والتحقيق بـ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) علماً ومعرفة وعملاً وحالاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد .
  • وأما تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة ، وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة .
  •  فأما ما دلت عليه السنة: ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري
    أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب، ” فذكر حديث الرقية بالفاتحة ”
    ثم قال: “فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه فأغنته عن الدواء
    وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء .
  • هذا مع كون المحل غير قابل، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين، أو أهل بخل ولؤم،
    فكيف إذا كان المحل قابلاً ؟ “مدارج السالكين” (1/52-55) .
  • ثم قال : “كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني،
    وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط،
    جربت ذلك مراراً عديدة، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة
    ما لم أعهد مثله في الدواء .

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ويسعدنا مشاركتكم لنا في التعليقات.

مواضيع قد تعجبك