الميت في حاجة إلى الدعاء و الصدقات ، و أفضل ما يمكن فعله للميت هو دعاء للميت فى العالم الآخر الموجود به ، الدعاء له بظهر الغيب
الدعاء له و الترحم عليه ، و سؤال الله سبحانه أن يغفر له و أن يتغمده بالرحمة ، و أن يعفو عنه و يرفع درجاته في الجنة و نحو هذا من الدعاء الطيب.
وكذلك التصدق للميت الصدقة بالنقود بالطعام بالملابس بغير هذا من أنواع المال، كل هذا ينفع الميت
و هكذا الحج عنه ، و العمرة عنه ، كل هذه الأعمال تنفع الميت ، و إن كان عليه ديون وجب قضائها عنه
من ماله إن كان له مال ، و إن كان ما له مال شرع لأوليائه من ذريته و قراباته أن يوفوا عنه ، فالوفاء
عنه من أعظم الصدقات عليه ، كل هذا مطلوب .
عن أبي عبدِ الرحمنِ عوفِ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه قال : “صلَّى رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- عَلى جَنَازَةٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ ” :
” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، و ارْحمْهُ، و عافِهِ، و اعْفُ عنْهُ ، وَ أَكرِمْ نزُلَهُ ، وَ وسِّعْ مُدْخَلَهُ ، و اغْسِلْهُ بِالماءِ ، و الثَّلْجِ ،
و الْبرَدِ، و نَقِّه منَ الخَـطَايَا ، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَ أَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ،
وَ أَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ ، و زَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، و أدْخِلْه الجنَّةَ ، وَ أَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ،
وَ مِنْ عَذَابِ النَّار ” ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ . رواه مسلم.
و عن أبي هُريرة و أبي قَتَادَةَ ، و أبي إبْرَاهيمَ الأشْهَليَّ عنْ أبيه ، و أبوه صَحَابيٌّ رضي اللَّه عنهم
عَنِ النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- أنَّه صلَّى عَلى جَنَازَة فقال :
” اللَّهم اغفر لِحَيِّنَا وَ ميِّتِنا، وَ صَغيرنا وَ كَبيرِنَا ، و ذَكَرِنَا وَ أُنْثَانَا ، و شَاهِدِنا وَ غائِبنَا .
اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ ، وَ مَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ ” .
رواه التّرمذي .