قضاء الصيام بعد سنوات “إليك إجابات جميع الأسئلة في هذا الشأن”

قضاء الصيام بعد سنوات

تُريد قضاء الصيام بعد سنوات ، ولكنك لا تعلم كيفية القيام بهذا أو حكمه وماذا يجب عليك فعله بالضبط حتى لا تقع في الإثم؟ تابعنا في هذا المقال وسنجيب لك عن جميع الأسئلة التي تدور في ذهنك.

قضاء الصيام بعد سنوات

  • يجب على من أفطر في شهر رمضان أن يقضي الأيام التي أفطرها قبل دخول رمضان الثاني عليه، وفي حال لم يفعل هذا فقد أثم.
  • وإذا أراد بعد رمضان الثاني أن يصوم الأيام التي عليه، ففي حال لم يكن هُناك عُذر ما فعليه مع الصيام الكفارة/ الفدية.
  • ولكن إذا كان هُناك عُذر وجب عليه قضاء الصيام فقط.
  • ويظهر من السابق، أنه يمكنك، بل عليك، قضاء ما أفطرته من رمضان حتى
    وإن فاتت العديد من السنوات عليه، وإن كان هذا بسبب عذر
    ما فليس عليك فدية، وإن لم يكن هُناك عذر ما فعليك الفدية مع القضاء.
  • وإن كنت عزيزي القارئ تجهل حتمية قضاء الصيام؛ فعليك في هذه الحالة
    القضاء فقط دون الفدية/ الكفارة؛ فقال ابن حجر المكي في تحفة المحتاج: “قَالَ الْأَذْرَعِيُّ: لَوْ أَخَّرَهُ لِنِسْيَانٍ أَوْ جَهْلٍ فَلَا فِدْيَةَ كَمَا أَفْهَمَهُ كَلَامُهُمْ وَمُرَادُهُ الْجَهْلُ بِحُرْمَةِ التَّأْخِيرِ وَإِنْ كَانَ مُخَالِطًا لِلْعُلَمَاءِ لِخَفَاءِ ذَلِكَ”،
وقال الشيخ العثيمين في الشخص الذي أفطر جهلًا بوجوب الصوم:
  • يلزمه القضاء، لأن عدم علم الإنسان بالوجوب لا يسقط الواجب،
    وإنما يسقط الإثم، فهذا الرجل ليس عليه إثم فيما أفطره، لأنه
    جاهل، ولكن عليه القضاء.”
  • وأما في حالة عدم القدرة على تحديد الأيام التي تم الإفطار فيها؛ فعليك
    العمل بالتحري، ثم القضاء حتى يحصل اليقين أو غلبة الظن ببراءة
    ذمتك؛ فقضاء هذه الأيام دينٌ في الذمة لا يبرأ العبد إلا به؛ فقال
    الرسول، صلى الله عليه وسلم: “فدينُ الله أحق أن يُقضى.” متفقٌ عليه.
  • وقال ابن قدامة في المغني:” وجملة ذلك أن من عليه صوم من رمضان فله
    تأخيره ما لم يدخل رمضان آخر، لما روت عائشة قالت: كان يكون علي
    الصيام من شهر رمضان فما أقضيه حتى يجيء شعبان ـ متفق عليه،
    ولا يجوز تأخير القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر، لأن عائشة ـ
    رضي الله عنها ـ لم تؤخره إلى ذلك، ولو أمكنها لأخرته ولأن الصوم
    عبادة متكررة فلم يجز تأخير الأولى عن الثانية كالصلوات المفروضة، فإن
    أخره عن رمضان آخر نظرنا فإن كان لعذر فليس عليه إلا القضاء، وإن
    كان لغير عذر فعليه مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، وبهذا قال ابن
    عباس وابن عمر وأبو هريرة ومجاهد وسعيد بن جبير ومالك والثوري
    والأوزاعي والشافعي وإسحاق.”

وبعدما عرضنا قضاء الصيام بعد سنوات … إذا كنت تتساءل عزيزي القارئ عن قيمة الكفارة أو الفدية، وحكم المريض الذي لا يستطيع الصيام؛ فتابعنا في السطور التالية لنوضحهما لك.

فدية المريض الذي لا يصوم

  • وعن فدية من لا يستطيع الصوم لمرض لا يُرجى برؤه؛ فعليه
    أن يفطر ويكفر عن كل يوم أفطره مدًا لمسكين، وإذا كان مرضه
    يُرجى برؤه فإنه يفطر ثم يقضي، ولكن، وكما ذكرنا في الأعلى، إذا
    أخر القضاء إلى ما بعد رمضان آخر دون عذر فعليه القضاء مع دفع الكفارة،
    وإذا كان هُناك عذر فعليه القضاء فقط.

قيمة كفارة قضاء الصيام

  • يكون مقدار كفارة تأخير قضاء الصيام إطعام مسكين عن كل يوم مدًا من طعام؛ فقال
    النووي، رحمه الله: “وهي، أي الفدية، مد من طعام لِكُلِّ يَوْمٍ جِنْسُهُ
    جِنْسُ زَكَاةِ الْفِطْرِ فَيُعْتَبَرُ غَالِبُ قُوتِ بَلَدِهِ فِي أَصَحِّ الْأَوْجُهِ … ومصرفها الفقراء أو المساكين، وكل مد منها منفصل عن غيره.”
  • والمد يساوي 750 جرامًا من الأرز أو غيره، مما يعد طعامًا يُطعم به حسب اختلاف العادات والأعراف، وهو ما تحدده الجهات المسؤولة عن هذا الأمر في بلدك، مثل دار الإفتاء في مصر.

والآن قد تتساءل أيضًا عن: هل يجوز دفع كفارة قضاء الصيام لغير المسلم؟ وهل يجوز إخراج كفارة قضاء الصيام لشخص واحد؟

هل يجوز دفع كفارة قضاء الصيام لغير المسلم؟
  • لا يجوز دفع كفارة تأخير قضاء الصيام لغير المسلم، وإن كان الشخص
    في بلاد غير إسلامية؛ فيجب عليه إطعام المسلمين في هذه البلاد،
    أما في حال عدم تواجد مسلمين هُناك نهائيًا؛ فعليه أن يرسلها
    إلى أحد بلاد المسلمين التي يحتاج أهلها إلى هذا الإطعام.
  • وهُنا وجب التنويه أن أهل استحقاق هذه الفدية هم الفقراء
    والمساكين؛ فقال النووي، رحمه الله: “وهي، أي الفدية،
    مد من طعام لِكُلِّ يَوْمٍ جِنْسُهُ جِنْسُ زَكَاةِ الْفِطْرِ فَيُعْتَبَرُ غَالِبُ
    قُوتِ بَلَدِهِ فِي أَصَحِّ الْأَوْجُهِ … ومصرفها الفقراء أو المساكين،
    وكل مد منها منفصل عن غيره.”

هل يجوز اخراج كفارة قضاء الصيام لشخص واحد؟

  • نعم، يجوز دفع جميع الفدية الواجبة، عن تأخير قضاء الصيام،
    لمسكين واحد؛ فقال النووي، رحمه الله: “وَكُلُّ مُدٍّ مِنْهَا مُنْفَصِلٌ
    عَنْ غَيْرِهِ فَيَجُوزُ صَرْفُ أَمْدَادٍ كَثِيرَةٍ عَنْ الشَّخْصِ الْوَاحِدِ وَالشَّهْرِ
    الْوَاحِدِ إلَى مِسْكِينٍ وَاحِدٍ أَوْ فَقِيرٍ وَاحِدٍ بِخِلَافِ أمْدَادِ
    الْكَفَّارَةِ فَإِنَّهُ يَجِبُ صَرْفُ كُلِّ مُدٍّ إلَى مِسْكِينٍ، وَلَا
    يُصْرَفُ إلَى مِسْكِينٍ مِنْ كَفَّارَةٍ وَاحِدَةٍ مدان لأن الكفارة
    شيء وَاحِدٌ (وَأَمَّا) الْفِدْيَةُ عَنْ أَيَّامِ رَمَضَانَ فَكُلُّ يوم
    مستقل بِنَفْسِهِ لَا يَفْسُدُ بِفَسَادِ مَا قَبْلَهُ وَلَا مَا بَعْدَهُ،
    وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِمَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ الْبَغَوِيّ وَالرَّافِعِيُّ.”

أما عن حكم إخراج فدية الصيام نقدًا؛ فتابعنا لنتعرف عليه سويًا في السطور التالية.

هل يجوز إخراج فدية الصيام نقدا؟

  • لا يجوز إخراج فدية تأخير قضاء الصيام نقدًا عند جمهور الفقهاء، ولكن
    ذهب الأحناف ومن وافقهم إلى جواز هذا، كما أجاز هذا شيخ
    الإسلام ابن تيمية للحاجة والمصلحة، ومنعه في حال عدم
    وجود ذلك؛ أي إن كان إخراج الفلوس أصلح للفقراء
    وأبلغ في سد خلتهم، وإن لم يكن كذلك فيجب إخراجها طعامًا.
  •  فقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وأما إخراج القيمة في الزكاة
    والكفارة ونحو ذلك فالمعروف من مذهب مالك والشافعي أنه لا يجوز
    وعند أبي حنيفة يجوز وأحمد رحمه الله قد منع القيمة في مواضع
    وجوزها في مواضع فمن أصحابه من أقر النص
    ومنهم من جعلها على روايتين والأظهر في هذا أن
    إخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع
    منه ولهذا قدر النبي صلى الله عليه وسلم الجبران بشاتين أوعشرين
    درهما ولم يعد إلى القيمة ولأنه متى جوز
    إخراج القيمة مطلقاً فقد يعدل المالك إلى أنواع رديئة
    إلى أن قال: وأما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة
    أو العدل فلا بأس به.”

ليس عليك عزيزي القارئ أن تخبر المسكين/ الفقير بأن ما يُدفع له كفارة، إلا إذا علمت أنه لا يقبل الكفارات.

إذا قررت أنك ستخرج قيمة الفدية نقدًا، وتُريد معرفة قيمتها؛ لأنها تختلف من زمن لآخر، ومن بلد لآخر، وإذا كنت أيضًا تُريد أن تتأكد أن إخراجها نقدًا جائز في الحالة التي ستقوم بها، وكذلك إذا كنت تُريد التأكد من كمية الإطعام الذي ستخرجه فدية للمساكين عن تأخير القضاء؛ فعليك الاتصال بدار الإفتاء المصرية مباشرةً من هذا الرقم: 107.

وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا عن قضاء الصيام بعد سنوات… نتمنى أن نكون قد أفدناكم وقمنا بالإجابة عن جميع الأسئلة التي قد تخطر على بالكم حول تأخير قضاء الصيام.

مواضيع قد تعجبك