قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

أرسل الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة بالبشرية والخلق أجمعين،  وكان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم
من أكثر الأيام حزنًا على جميع المسلمين، لذا قررنا أن نسرد لكم في هذا المقال قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

كان يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 11هـ، هو اليوم الأكثر حزنًا لدي جميع المسلمين،
والذي شهد أعظم كارثة في تاريخ البشرية، وهي وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك،
كما روى أحمد والدارمي: ما رأيت يومًا قَطُّ كان أحسن، ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله،
وما رأيت يومًا كان أقبح، ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله، وقد حكى أنس عن ذلك اليوم فقال:
بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه
ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون
أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. 
رواه البخاري، وكانت تلك آخر صلاة تأتي على حبيبنا أشرف الخلق،
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

مشهد وفاة الرسول

 بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتضار، فأسندته السيدة عائشة رضي الله عنها إليها وهي تقول:
 إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري،
وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن -ابن أبي بكر- وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته. رواه البخاري.

وما أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من السواك حتى رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى. ثم كرر ” اللهم الرفيق الأعلى” ثلاث مرات، ومالت يده الشريفة ولحق بالرفيق الأعلى.

حزن الصحابة على وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت من أصعب اللحظات على جميع المسلمين وقد روت السيدة عائشة ما أصاب الصحابة من حزن بعد موت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت: ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وأبو بكر بالسُّنح، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنَّه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقبله، قال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رِسْلِك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ” ألا من كان يعبد محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت “، وقال: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }(الزمر:30)، وقال: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }(آل عمران:144)، فنشج الناس يبكون ) رواه البخاري ..