مرض السكري هو من أكثر الأمراض انتشاراً و هو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات تؤثر على طريقة استخدام الجسم للجلوكوز و الذي يستهلكه الجسم بكميات لإنتاج الطاقة .
لماذا تحدث الإصابة بمرض السكري ؟
تصاب خلايا بيتا و الموجودة في الجسم في عضو البنكرياس بالضرر فتقل كمية الأنسولين المفروزة في الجسم بشكل تدريجي ، و تستمر هذه العملية لعدة سنوات .
عندما يترافق نقص الأنسولين المفروز مع حالة مقاومة من الجسم للأنسولين فهذا المزيج من الأنسولين القليل و متسوى الفاعلية المنخفض يؤدي ذلك إلى الخروج عن مستوى الجلوكوز السليم بالجسم و ذلك بانخفاض شديد في نسبة سكر الدم و في هذه الحالة يصبح صاحب هذه المشكلات مريض سكري .
المستوى السليم للسكر في الدم بعد صوم ثماني ساعات
يجب أن يكون أقلّ من 108 ملغم/ دل ، بينما المستوى الحدودي هو 126 ملغم/ دل .
أما إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم لدى شخص ما 126 ملغم/ دل و ما فوق ،
في فحصين أو أكثر، فعندئذ يتم تشخيص إصابة هذا الشخص بمرض السكري .
الأعراض المصاحبه لمرض السكري :
تتنوع الأعراض و تختلف من نوع سكري إلى آخر كما سوف نناقش فيما بعد أنواع مرض السكري .
- كثرة العطش
- الشعور بالتعب كثير من الأوقات
- كثرة التبول بفترات متقاربه
- انخفاض ملحوظ في الوزن و لأسباب غير واضحه و أحياناً زيادة في الوزن
- الجوع الشديد جدا
- شعور بتشوش في الرؤية أو حدوث ضعف في الرؤية
- صعوبة التئام الجروح و شفاءها ببطء و الإصابات المتكررة
- تشويش و عدم وضوح في الرؤية
- التعرض لحالات من العدوى مستمرة و متواترة ، في : اللثة ، الجلد ، المهبل أو في المثانة البولية.
أنواع مرض السكري :
السكري من النوع الثاني هو السكري لدى البالغين :
هو مرض يتسبب في تدمير و تلف خلايا بيتا في البنكرياس و لأسباب وراثية و هو على الأرجح يكون مدعوم بأسباب خارجية و تكون هذه العملية بطيئة جداً و مستمرة لعشرات السنين .
و لكن يجدر الإشارة إلى أنه احتمالية إصابة شخص يتمتع بوزن صحّي و بلياقة بدنية جيدة بمرض السكري ضئيل ،
حتى و إن كان لديه هبوط في إفراز الإنسولين .
أما احتمال إصابة شخص سمين لا يمارس نشاطا بدنياً بمرض السكري
فهو احتمال أكبر بكثير جداً ، نظراً لكونه أكثر عرضة للإصابة بـ “مقاومة الإنسولين”
(Insulin resistance) و بالتالي مرض السكري .
تشير الإحصائيات إلى إن عدد المصابين بمرض السكري النمط الثاني في العالم ،
سجل ارتفاعاً كبيراً جدا خلال العقود الأخيرة ، إذ وصل إلى نحو 150 مليون شخص ،
و من المتوقع أن يرتفع إلى 330 مليون مصاب بمرض السكري ، حتى العام 2025 .
السكري من النوع الأول السكري لدى الأطفال أو السكري لدى اليافعين :
هو مرض يقوم من خلاله الجهاز المناعة بمهاجمة و إتلاف خلايا البيتا في البنكرياس و ذلك لأسباب لم يتم معرفتها أو تحديدها حتى الآن
ويزداد عند الأولاد ، لأنه تجري عملية الإتلاف هذه بسرعة و تستمر من مدة بضع أسابيع
أما عند البالغين ، فهي قد تستمر لمدة سنوات عديدة .
العديد من الأشخاص الذين يصابون بالنوع الأول من مرض السكري في سن متقدم ،
يتم تشخيص حالتهم بطريقة خطأ و ذلك على أنها مرض سكري من النوع الثاني الذي تكلمنا عنه مسبقاً .
أسباب ارتفاع فرص مرض السكري من النوع الثاني :
- الإصابة بالسمنة و زيادة الوزن
- قلة بذل المجهود البدني
- التغيرات في أنواع الأطعمة : فالأغذية الشائعة اليوم تشمل المأكولات الجاهزة تسبب السكري، كونها غنية بالدهنيات والسكريات التي يتم امتصاصها في الدم بسهولة، مما يؤدي إلى ازدياد “مقاومة الإنسولين”.
قد تؤدي الإصابة بمرض السكري إلى:
- ارتفاع تدريجي في ضغط الدم
- اضطرابات مميزة في دهنيات الدم ، و خاصة ارتفاع ثلاثي الغليسريد (Triglyceride)
- انخفاض البروتين الشحمي رفيع الكثافة (الكولسترول الجيد – HDL)
- يصاب مرضى السكري إجمالاً بأضرار مميزة : في الكليتين ، في شبكيتيّ العينين (Retina) و في الجهاز العصبيّ
عوامل خطورة السكري من النوع الثاني :
عند إصابة الأشخاص بمقدمات مرض السكري فقد تتفاقم الحالة و تتحول إلى السكري من النوع الثاني فتقاوم الخلايا عمل الأنسولين و لكن البنكرياس يفشل في إنتاج كمية من البنكرياس تعادل تلك المقاومة .
و في هذه الحالة أيضاً يتجمع السكري و يتراكم في الدم بدلاً من توزيعه لذلك يحتاج الجسم بديل للأنسولين الطبيعي الذي يتم إفرازه .
السبب المباشر و الفعلي لحدوث تلك الحالة لايزال غير معروف و لم يجزم به العلم حتى هذا الوقت و لكن هناك عوامل اتفق عليها أنها قد تكون من أسباب زيادة فرص الإصابة و منها :
- العمر : عمر أكبر أو يساوي 45
- الوزن : الوزن الزائدو ال معرّف على أنه BMI أكبر أو يساوي 25.
- عوامل وراثية : أي تاريخ وراثي للإصابة بالمرض بالعائلة للأقارب
من الدرجة الأولى تجعل الشخص أكثر عرضه للإصابة بالمرض . - عوامل عِرقية : فئات عرقية معيّنة و معروفة أنه يزداد فيها خطورة الإصابة بتلك المرض .
- قلة ممارسة نشاط بدني كاف
- الارتفاع في ضغط الدّم : و المعرّف بواسطة قيم ضغط دم أعلى من mmHg 90/140.
- زيادة نسبة الكوليسترول الضار LDL في الدم
- مستوى مرتفع من ثلاثي الغليسيريد في الدم : وهو احد أنواع الدهون الموجودة في الجسم .
قيم أعلى من mg/dL 250 . - متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات .
- أمراض الأوعية الدموية : تاريخ شخصي للإصابة بهذه الأمراض
- ولادة طفل ذو وزن كبير : تاريخ شخصي لدى النّساء يشمل ولادة طفل
ذات وزن أعلى من 4.1 كجم (وزن الطفل وقت الولادة) - سكري الحمل : تاريخ شخصي لسكري الحمل
- قيم الهيموجلوبين الجلوكوزيلاتي : HBA1C أكبر أو تساوي 5.7%
- تحمل الجلوكوز: من لديهم نقص/ضعف في تحمّل الجلوكوز Impaired glucose tolerance
- قيم الجلوكوز: من لديهم تعلّل/مشكلة في قيم الجلوكوز (السكر) في فحص ما بعد الصيام impaired fasting glucose
علاج مرض السكري :
يختلف نوع العلاج لمرض السكري تبعاً لنوع مرض السكري سواء النوع الأول أو الثاني و يأتي كما يلي :
علاج النوع الأول :
يجب أن نعرف أنه لا يوجد علاج يشفي تماماً من مرض السكري النوع الأول ، لكن يمكن السيطرة عليه و التحكم فيه و المحافظة على عدم مضاعفته :
- الحصول على حقن الأنسولين
- مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار
- تناول طعام صحي
- تنظيم عادات تناول الطعام و حصص الكربوهيدرات التي يحصل عليها الجسم
- يجب ممارسة بعض الأنشطة البدنية الصحية بانتظام .
علاج النوع الثاني :
- يجب مراقبة مستويات السكر بصفة مستمرة
- يجب تخفيض الوزن لمن يعاني من السمنة أو الزيادة في الوزن
- ممارسة نشاط بدني
- الالتزام بتناول الأدوية
- لا يحتاج مريض النوع الثاني من السكري إلى تناول كميات من الأنسولين
سكر الحمل :
عادة ما يظهر و يتطور في أثناء فترة الحمل نفسها و أعراضه هي نفس أعراض مرض السكري العادي
و لكن تكمن خطورته في أن زيادة نسبة السكر في الدم لدى الحامل قد يؤثر على صحة الجنين و صحة الحامل و تعريضهما للخطر .
يمكن السيطرة على سكر الحمل من قِبَل المرأة الحامل نفسها عن طريق اتباع
نظام غذائي صحي يساعدها على تنظيم مستويات السكر في الدم لديها ،
و إن استلزم الأمر يتم تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب بانتظام .