دعاء سيد الاستغفار وفضائله وأوقاته المستحبة

سيد الاستغفار

دعاء سيد الاستغفار يفتح الأبواب المغلقة، ويجعل العبد في راحة وصفاء، ولذلك دعانا الرسول الكريم
لترديد دعاء سيد الاستغفار، فما هو ، ولمَ هذا الدعاء تحديدًا، وما فضله؟

نستعرض الإجابات في السطور التالية، ولكن نُعرّف معنى الاستغفار أولاً..

تعريف الاستغفار

الاستغفار في اللّغة (طلب المغفرة)
وأصل الغفر التّغطية والسّتر، يُقال: غفر اللّه ذنوبه أي سترها.
وفي الاصطلاح: طلب المغفرة بالدّعاء والتّوبة أو غيرهما من الطّاعة.

وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ رحمه الله: “المَغْفِرَةُ مَعْنَاهَا وِقَايَةُ شَرِّ الذَّنْبِ بِحَيْثُ لا يُعَاقَبُ عَلَى الذَّنْبِ
فَمَنْ غُفِرَ ذَنْبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ عَلَيْهِ”.
وَقَالَ رحمه الله: “فَمَنْ غُفِرَ لَهُ لَمْ يُعَذَّبْ وَمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ عُذِّبْ وَهَذَا مَذْهَبُ الصَّحَابَةِ وَالسَّلَفِ وَالأَئِمَةِ”.

ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار الأخرى في الفضيلة والرتبة
وهذا ما قرّره النبي الكريم صلوات الله عليه.

فضل دعاء سيد الاستغفار

في صحيح البخاري، عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
“سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي
فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ.

مَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ”.

وهذا الدعاء سيد الاستغفار لثلاثة أسباب

أولهم أن الدعاء به أجزل إثابة، وثانيهم أنه أعجل إجابة
وأخيرًا، نظرًا لما اشتمل عليه من المعاني العظيمة.

قال ابن القيّم الجوزيّة -رحمه الله- في فضل الاستغفار إنّه إذا استقر في نفس الإنسان الاعتراف بنعم الله -تعالى- عليه
وبإرتكابه الذّنوب؛ كان هذا طريقاً لتمام العبوديّة وسلامتها من الآفات
فيرتقي في درجات الإيمان، وتهون عليه نفسه ويتواضع لله تعالى، ممّا يُوصل إلى كمال العبوديّة.

دعاء سيد الاستغفار

“اللَّهمَّ أنتَ ربِي، لَا إلهَ إلَّا أنتَ، خلَقْتَني وأَنَا عبدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما استطعتُ
أعوذُ بِكُ مِنْ شَرِّ ما صنعْتُ، أبوءُ لكَ بنعمتِكَ عَلَيَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي، فاغفرْ لِي، فَإِنَّه لَا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أَنْتَ”

الأوقات المستحبة لدعاء سيد الاستغفار

من الجائز أن يردّد المسلم سيد الاستغفار في كل وقت وفي أي حال
لكنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خصّ أوقاتاً معيّنة مسّتحبة ليردد المسلم سيد الاستغفار
منها: أدبار الصّلاة المكتوبة، و كذكر من أذكار الصباح والمساء .

سيد الاستغفار

شرح دعاء سيد الاستغفار

اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيّد الاستغفار.
فقد بدأ باعتراف العبد بربوبية الله ، ثم بعدها بتوحيد الإلهية بقوله : “لا إله إلا أنت”.

ثم ذكر اعترافه بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئًا، فهو حقيق بأن يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه
كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه .
ثم قال:  “وأنا عبدك” فاعترف له بالعبودية.

والمتأمل في هذا الدعاء يجد أن هذا الدعاء قد اشتمل على التوبة والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى.
“اللهم أنت ربي”: إقرار لله عزوجل بتوحيد الربوبية،  “لا إله إلا أنت”: إقرار بتوحيد الألوهية لله وحده.
“خلقتني وأنا عبدك”: إقرار من العبد بالعبوٍدية والتذلل والخضوع لله عزوجل .

“وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت” : إقرار من العبد بالتزام الطريق المستقيم ومنهج رب العالمين
قدّر استطاعته واستفراغ الجهد في ذلك.
“أعوذ بك من شر ما صنعت” : فيه لجوء العبد وتحصنه باللّه من جميع الشرور والآثام والمعاصي التي ارتكبها.

“أبوء لك بنعمتك علي”: إقرار العبد واعترافه بنعم الله عليه وتفضله وتكرمه على عبده بشتى أنواع النعم التي لا تعد ولا تحصى.
“وأبوء بذنبي”: اعتراف وإقرار العبد بالذنب سواءً كان هذا الذنب ذنباً معيناً أو الذنوب بصفة عامة.

“فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”: طلب المغفرة من الله عز وجل والتذلل بين يديه.
وبالنظر إلى ما اشتمله هذا الاستغفار من المعاني العظيمة سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، سيد الاستغفار.

 

مواضيع قد تعجبك