تعد الزكاة ركنًا من أركان الإسلام الخمس، وقد جعل الله لها مكانة عظيمة وتوعد من لا ينفقها أو ينقص منها،
بعذاب شديد، وأكد ذلك في قوله تعالى: (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ*يَومَ يُحمى عَلَيها في نارِ جَهَنَّمَ فَتُكوى بِها جِباهُهُم وَجُنوبُهُم وَظُهورُهُم هـذا ما كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم فَذوقوا ما كُنتُم تَكنِزونَ)
تابعونا في هذا المقال للتعرف على من يستحق الزكاة وكيفية حسابها؟
من يستحق الزكاة
- ذكر الله ثمانية أصناف من مستحقي الزكاة، يطلق عليهم مصارف الزكاة،
في تلك الآية الكريمة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ
عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ) - الفقراء: هم الأشخاص الذين لا يجدون ما يسد حاجاتهم الأساسية، أو حاجة أولادهم.
- المساكين: هم الأشخاص الأقل حاجة من الفقراء، الذين يتمكنون من سد نصف احتياجاتهم،
أو جزء قليل منها، ولكن لا يتمكنون من الكفاية. - العاملون عليها: هم الأشخاص الذين يعينهم ولى الأمر للعمل بجمع الزكاة، وكتابتها وتوزيعها على المستحقين لها،
والغرض من منحهم جزء من مال الزكاة هو مجازاتهم على عملهم، وفي حال كانوا فقراء،
ولم يكفيهم راتبهم لسد حاجتهم، فيجب اعطائهم ما يكفيهم لسدها لعام كامل. - المؤلفة قلوبهم: وهم نوعين سواء كانوا من الفقراء من المسلمين الجدد،
أو الفقراء من غير المسلمين، لسد حاجتهم وترقيق قلوبهم تجاه الإسلام. - في الرقاب: وهو ثلاثة أنواع، أما مسلم وقع في أسر أو اختطف، فيفك أسره بالمال،
أو مملوك يشترى بمال الزكاة ليعتق، أو شخص اشتري نفسه بالمكاتبة بدراهم مؤجلة في ذمته،
وفي تلك الحال يحق له الأخذ من مال الزكاة لسد دينه. - الغارمين: وهو نوعين، النوع الأول شخص مسلم يستدين لسد حاجته، أو يشتري شيئًا يحتاجه،
ولا يستطيع سد ثمنهن فيحق له الأخذ من مال الزكاة لسد ذلك الدين،
والنوع الثاني هو غرم الإصلاح ذات البين، وهو النفقة التي تبذل من أجل الإصلاح بين المتحاربين،
أو المتشاجرين من المسلمين. - في سبيل الله: ويقصد به الجهاد في سبيل الله، أى دفع المال لتجهيز المحاربين، وشراء عدتهم وعتادهم،
لإعلاء كلمة الله، وقد رأى العلماء أيضًا أن من يدرسون العلم الشرعي يندرجون تحت تلك الفئة،
ويحق لهم الأخذ من مال الزكاة لشراء احتاجاتهم من مأكل وملبس ومشرب، وكتب وغيره. - ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطع عن أهله، ونفذ مال فيحق له الأخذ من مال الزكاة ليتمكن من العودة
لبلده حتي وإن كان غنيًا في أهله، فيحق له الأخذ من مال الزكاة ولا يقترض.
من يستحق الزكاة وكيفية حسابها؟
- زكاة المال: لا تجب الزكاة على المال إلا إذا بلغ النصاب، وهو ما يعادل ثمن 85 جرام من الذهب،
أو 595 جرامًا من الفضة، تقوم بعد ذلك بتحديد المبلغ، ثم تخرج ربع العشر أى ما يعادل 2.5% من مالك.
فعلى سبيل المثال إذا كان المبلغ 5000 جنيه وجب عليك أن تخرج 5000 × 2.5 % = 125 جنيهًا. - زكاة الذهب: لا تجب الزكاة على الذهب المستعمل،ولا تجب الزكاة على الذهب إذا كان أقل من 85 جرامًا.
وعند إخراج الزكاة يجب أن تعلم سعر الجرام الواحد من الذهب وقت إخراج الزكاة،
ثم تقوم بضرب عدد الجرامات التي تمتلكها في سعر الجرام الواحد،
ويتم ضرب الناتج في ربع العشر أى 2.5% والناتج هو ما يجب إخراجه زكاة للذهب،
فإذا كانت قيمة الذهب تعادل 3000 جنيهًا وقت إخراج الزكاة، وجب عليك أن تخرج 3000 × 2.5 % = 75 جنيهًا. - زكاة الزروع والثمار: صرح أهل العلم أن الزروع والثمار تجب فيها الزكاة إذا بلغت خمسة أوسق،
أي ما يعادل 647 كيلوغرام، إذا كانت من الزوع التي تكال.
أما إذا كانت من الزوع التي لا يمكن أن تكال، مثل القطن، فهنا تقدر قيمتها
بما يكال من الزروع على أن تكون قيمتها بحال الوسط بين الغلاء والبخس،
كما فرق أهل العلم أيضًا بين الزوع التي تسقي بماء المطر، أو التي يبذل جهد
أو يدفع مال مقابل ريها، فإن كانت تسقي بماء المطر فزكاتها بنسبة 10%،
أما إذا كانت مما يتكلف فيها المزارع المال والجهد فزكاتها بمقدار 5%.
قد يعجبك أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة ؟ وما هي العلاقة بينهما؟
كيفية حساب زكاة الفطر
- صرحت “دار الافتاء المصرية” عن كيفية احتساب مقدار زكاة الفطر بطريقة سهلة.
- فقد تمت الحسبة على القمح الذي يصنع منه الخبز “العيش” المتوافر شرائه وتناوله لجميع الناس فى مصر،
ولم يتم الاحتساب على الأرز أو التمر أو الزبيب، لعدم توافره في أغلب البيوت. - وقد وصل سعر أردب القمح إلى ٦٥٥ جنيهًا مصريًا.
- والأردب يحتوي على ١٥٠ كيلو من القمح.
- وبالتالى فإن سعر الكيلو كام ٤.٤٠ أربعة جنيهات وأربعين قرشًا
- فتكون الزكاة ٢.٦ كيلو
- فنقوم بضرب ٢.٦ كيلو * ٤.٤٠
- فيصبح الناتج ١١.٤٤جنيهًا.
- وقد صرحت “دار الإفتاء” إنه ١٣ جنيهًا.
- وترجع هذه الزيادة إلى احتمالية اختلاف الأسعار في الأردب.
- لذلك فإن ١٣ جنيهًا هي الحد الأدنى، مع إمكانية إخراج أكتر من ١٣ جنيهًا،
إن كان دخل الشخص وإمكانياته تسمح بأكثر من ذلك. - وفي حالة عدم السعة والاستطاعة فإن أقل مقدار يخرج عن الفرد ١٣ جنيهًا.
- وتخرج قبل صلاة العيد، وفي حالة عدم خروجها في هذا الوقت، فمن الممكن الأخذ برأي السادة الشافعية،
والذي يجيز إخراج الفرد لزكاة فطره قبل غروب شمس يوم عيد الفطر.
قد ترغب أيضًا في قراءة: زكاة المال المدخر وكيف يتم حساب نصاب الزكاة
