لمن تعطى الزكاة ؟

لمن تعطى الزكاة

فرض الله تعالى الزكاة وجعلها ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي حق واجب في المال في أحوال خاصة بتوقيتٍ محدد، والزكاة هي المقدار الواجب إخراجه من أموال المسلمين لمُستحقّيه، فـ لمن تعطى الزكاة ؟ وما هي شروط وجوب الزكاة من الأساس ؟ نجيب على هذه الأسئلة بالتفصيل في هذا المقال استنادًا إلى القرآن الكريم وأقوال الفقهاء.

لمن تعطى الزكاة ؟

حدّد الله تعالى مصارف الزكاة في القرآن الكريم في قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60]،
فهؤلاء المذكورون في هذه الآية الكريمة هم أهل الزكاة الذين جعلهم الله محلاً لدفعها إليهم، ولا يجوز صرف شيء منها إلى غيرهم إجماعاً، وفيما يلي نوضح بالتفصيل مصارف زكاة المال:

  • الفقراء: الفقراء أشد حاجة، حيث لا يجد الواحد منهم ما يكفيه وعائلته لنصف سنة.
  • المساكين: المساكين أعلى حالاً من الفقراء؛ لأنهم يجدون نصف الكفاية فأكثر دون كمال الكفاية،
    وهؤلاء يعطون لحاجتهم.
  • العاملون عليها:  أي الذين لهم ولاية عليها من قبل أولي الأمر،
    ولهذا قال تعالى: (وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا)، ولم يقل: العاملون فيها، إشارة أن لهم نوع ولاية،
    وهم جباتها الذين يجبونها من أهلها ، وقسامها الذين يقسمونها في أهلها، وكتابها ونحوهم،
    وهؤلاء عاملون عليها يعطون من الزكاة.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يعطون لتأليفهم على الإسلام: إما كافر يرجى إسلامه،
    وإما مسلم نعطيه لتقوية الإيمان في قلبه، وإما شرير نعطيه لدفع شره عن المسلمين،
    أو نحو ذلك ممن يكون في تأليفه مصلحة للمسلمين.

ومن مصارف زكاة المال أيضًا:

  • في الرقاب: فسر العلماء الرقاب بثلاثة أشياء:- الأول: مكاتب اشترى نفسه من سيده بدراهم مؤجلة في ذمته، فيعطى ما يوفي به سيده.
    – الثاني: رقيق مملوك اشْتُرِيَ من الزكاة ليعتق.
    – الثالث: أسير مسلم أسره الكفار فيعطى الكفار من الزكاة لفكهم هذا الأسير، وكذلك: الاختطاف،
    فلو اختطف كافر أو مسلم أحد من المسلمين فلا بأس أن يفدى هذا المختطف بشيء من الزكاة،
    لأن العلة واحدة ، وهي فكاك المسلم من الأسر، وهذا إذا لم يمكننا أن نرغم المختطف على فكاكه
    بدون بذل المال إذا كان المختطف من المسلمين.
  • الغارمين: والغرم هو الدين، وقسم العلماء رحمهم الله الغرم إلى قسمين:
    غرم لإصلاح ذات البين، وغرم لسداد الحاجة.
  • في سبيل الله: وسبيل الله هنا المراد به الجهاد في سبيل الله لا غير، فيطعى المقاتل في سبيل الله،
    الذين يظهر من حالهم أنهم يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، يعطون من الزكاة ما يحتاجون إليه
    من النفقات والأسلحة وغير ذلك، ويجوز أن تشترى الأسلحة لهم من الزكاة ليقاتلوا بها،
    ولكن لابد أن يكون القتال في سبيل الله.
  • ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطع به السفر ونفدت نفقته، فإنه يعطى من الزكاة ما يوصله لبلده،
    وإن كان في بلده غنيًّا؛ لأنه محتاج، ولا نقول له في هذه الحال: يلزمك أن تستقرض
    وتوفي لأننا في هذه الحال نلزمه أن يلزم ذمته ديناً، ولكن لو اختار هو أن يستقرض ولا يأخذ من الزكاة فالأمر إليه.

لمن تعطى الزكاة

بالفيديو: متى تجب زكاة المال ولمن أعطيها؟
(مناسب للباقة)

بعد أن تعرفنا على مصارف الزكاة، نستعرض شروط وجوب الزكاة بالتفصيل..

شروط وجوب الزكاة

حدّد الفقهاء ثمانية شروط لوجوب زكاة المال، وهي:

  • الإسلام: فلا تقبل من الكافر.
  • الحرية: فلا تجب على العبد؛ لأنه لا يملك، وننوه أن العبودية قد قضى عليها الإسلام فلا تجدها في زماننا.
  • الملك التام: ومعناه أن يكون المال مملوكاً لصاحبه مستقراً عنده.
  • النماء: ومعناه أن ينمو المال ويزداد بالفعل أو يكون قابلاً للزيادة، كالأنعام التي تتوالد والزروع التي تثمر،
    والتجارة التي تزداد، والنقود التي تقبل النماء، ودليل هذا قول رسو الله ﷺ:
    “ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة”، رواه البخاري.
  • الفضل عن الحوائج الأصلية: من مأكل ومشرب، وملبس ومسكن، والنفقة على الزوجة والأبناء، ومن تلزمه نفقتهم.
  • الحول: ومعناه أن يمر على امتلاك النصاب عام هجري، والدليل قوله ﷺ: “لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول”، [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن]. ما عدا الزروع والثمار لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام:141]، وكذلك نتاج بهيمة الأنعام، ونماء التجارة؛ إذ حولها حول أصلها.
  • السوم: وهو رعي بهيمة الأنعام بلا مؤنة ولا كلفة، فإذا كان معلوفة أكثر العام ويتكلف في رعيها فليس فيها الزكاة عند الجمهور، لحديث: “في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون” [صحيح ابن خزيمة]، وفي كتاب أبي بكر رضي الله عنه قوله: “وفي الصدقة الغنم في سائمتها..”، الحديث، [رواه البخاري]. حيث قيّد الزكاة بالسوم.
  • ملك النصاب: والنصاب هو القدر الذي رتب الشارع وجوب الزكاة على بلوغه، فمن لم يملك شيئاً كالفقير فلا شيء عليه، ومن ملك ما دون النصاب فلا شيء عليه، والنصاب يختلف من مال إلى مال.

بالفيديو: ما هي شروط إخراج زكاة المال؟
(مناسب للباقة)

النصاب الشرعي للزكاة 

إن نصاب زكاة المال، هو قدر من المال يجب إخراج الزكاة في حال الوصول إليه، ويختلف حسب نوع الأموال مثل:

  • نصاب الذهب: يساوي 85 جرامًا من الذهب عيار 21، بالسعر السائد وقت إخراج الزكاة، ومقدارها: ربع العشر.
    ويشمل كافة أشكال الذهب مثل المصوغات والسبائك، والجنيهات الذهبيّة، وغيرها.
  • نصاب الفضّة: يبلغ 200 درهم من الفضة، وهو ما يعادل 595 جرام.
  • نصاب الأوراق النقديّة: يكون على كافة العملات، والمعاملات البنكية، وغيرها، ويتم حسابه
    قياسًا على نصاب الذهب أو الفضة، والأفضل القياس على نصاب الفضة.

إذا  كنت تبحث عن طريقة آمنة لحساب زكاتك، تقدم لك لجنة الزكاة بمشيخة الأزهر الشريف خدمة (احسب زكاتك) وذلك تحت إشراف لجنة الزكاة بالأزهر الشريف.

إلى هنا نكون قد استعرضنا لمن  تعطى الزكاة وعلى من تجب، أما إن كنت تبحث عن المزيد حول الزكاة، طالع: زكاة المال المدخر وكيف يتم حساب نصاب الزكاة

مواضيع قد تعجبك