حكم صلاة التراويح وراء التلفزيون

حكم صلاة التراويح وراء التلفزيون

تعد صلاة التراويح من أبرز العبادات المميزة بشهر رمضان، ويكثر تسائل الناس في ذلك الوقت،
حول حكم صلاة التراويح وراء التلفزيون لعدم قدرة الشخص الذهاب للمسجد؟
لذلك سوف نقوم بالإجابة عن هذا التساؤل من خلال هذا المقال، مع الاستدلال بفتاوى
وآراء بعض أهل العلم.

حكم صلاة التراويح وراء التلفزيون

  • أجمع أهل العلم بعدم جواز الصلاة وراء التلفزيون، لعدم توافر أهم شرط للجماعة
    وهو اجتماع الإمام والمأموم في مكان واحد.
  • وقد صرح الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد: أنه لا يجوز الاقتداء بالإمام من خلال الإذاعة أو التلفزيون،
    لعدم اجتماعهم في مكان واحد ، والشاشة لا تفيد القدوة مع بعد المسافة،
    فعلى الإنسان أن يستمع القرآن ويتدبر من خلال متابعته الصلاة والقراءة،
    وإذا أراد أن يصلي فيصلي مع من حضر لينال فضيلة الجماعة، فإن لم يجد صلى منفردا.
  • وقال الكاساني في بدائع الصنائع وهو حنفي: ومنها اتحاد مكان الإمام والمأموم،
    ولأن الاقتداء يقتضي التبعية في الصلاة والمكان من لوازم الصلاة فيقتضي التبعية في المكان ضرورة،
    وعند اختلاف المكان تنعدم التبعية في المكان فتنعدم التبعية في الصلاة لانعدام لازمها.
  • وقد رأى المالكية أن من الجائز الاقتداء بالإمام بالمسمع من مسافة بعيدة،
    وقد أوضح أهل العلم أن ذلك لا يجيز الصلاة وراء التلفزيون، لأنه من المستبعد أنهم قصدوا بالمسمع
    تلك المسافة شديدة البعد فوسائل التكنولوجيا الآن لنقل الصوت مثل التلفزيون والراديو و الإنترنت،
    لم تكن تخطر في بالهم في ذلك الوقت، ولا فرق في هذا الرأى بين صلاة الفرض وصلاة النفل.
  • كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “حاشية الروض المربع”
    يصح اقتداء المأموم بالإمام إذا كانا (في المسجد وإن لم يره ولا من وراءه إذا سمع التكبير)
    لأنهم في موضع الجماعة، ويمكنهم الاقتداء به، بسماع التكبير أشبه المشاهدة،
    (وكذا) يصح الاقتداء إذا كان أحدهما (خارجه) أي خارج المسجد (إن رأى) المأموم (الإمام أو) بعض (المأمومين) الذين وراءَ الإمام ولو كانت الرؤية في بعض الصلاة أو من شباك ونحوه.

هل يجوز صلاة النساء وراء التلفزيون؟

  • لا يوجد فرق بين النساء والرجال في حكم الصلاة وراء التلفزيون فهو غير جائز لكلاهما،
    لعدم اجتماع الإمام والمأموم في مكان واحد.
  • لا فرق في هذا الحكم بين صلاة الفرض والنوافل مثل صلاة التراويح في رمضان.

هل يجوز صلاة الجمعة من المنزل وراء التلفزيون أو الراديو؟

  • صرح أهل العلم بعدم جواز صلاة الجمعة وراء التلفزيون أو الراديو،
    لافتقار شروط الجماعة وهي اجتماع الإمام والمأموم، والتقاء الصفوف.
  • وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذا الأمر، وأجاب في “مجموع الفتاوى
    عن الحوانيت المجاورة للجامع من أرباب الأسواق، إذا اتصلت بهم الصفوف،
    فهل تجوز صلاة الجمعة في حوانيتهم؟ فأجاب: “أما صلاة الجمعة وغيرها فعلى الناس أن يسدوا الأول فالأول؛
    كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟
    قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يسدون الأول فالأول ويتراصون في الصف»،
    فليس لأحد أن يسد الصفوف المؤخرة مع خلو المقدمة، ولا يصف في الطرقات والحوانيت مع خلو المسجد،
    ومن فعل ذلك استحق التأديب، ولمن جاء بعده تخطيه ويدخل لتكميل الصفوف المقدمة، فإن هذا لا حرمة له،
    كما أنه ليس لأحد أن يقدم ما يفرش له في المسجد، ويتأخر هو، وما فرش له لم يكن له حرمة،
    بل يزال ويصلي مكانه على الصحيح، بل إذا امتلأ المسجد بالصفوف صفوا خارج المسجد،
    فإذا اتصلت الصفوف حينئذ في الطرقات والأسواق صحت صلاتهم.

مواضيع قد تعجبك