قصة النصاب الذي تمكن من بيع برج إيفل “مرتين”

بالرغم من كون النصب يعتبر جريمة وإثم يعاقب عليه القانون، إلى أنه يحتاج الكثير من المهارة والدهاء،
ومن بين النصابين الأشهر على مر التاريخ “فيكتور لوستيج” الذي تم تلقيب “النصاب عابر البحار” لتمكن
من النصب في نيويورك وواشنطن، ولكن عمليته الأشهر كانت بيع برج إيفل ، فهو لم يكتفِ ببيعه فقط،
بل قام بعمل ذلك مرتين.

برج إيفل

قصة النصاب الذي باع برج إيفل 

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وعلى إثر الدمار الذي تسبب ففيه الحرب، تأثر برج إيفل بشكل
كبير للغاية، بل حتى أنه كان آيلًا للسقوط في هذا الوقت، واستغل “فيكتور لوستيج” مقال تم نشره
في جريدة فرنسية جلس يتصفحه على كافيه فى باريس.

وذكر هذا المقال أن برج إيفل يشهد حالة كبيرة من التدهور، وأنه يحتاج لملايين الفرانكات، وتكاليف
باهظة للغاية من أجل التمكن من إعادة ترميمه، وعدم سقوطه، واستغل فيكتور لوستيج هذا المقال
في التخطيط لعملية النصب الأشهر في العالم.

برج ايفل

قام “فيكتور” بتزوير هوية له توضح أنه يعمل متحدث رسمي باسم الحكومة الفرنسية، كما زور
أوراقًا توضح أنه نائب المدير العام لوزارة البريد والتلغراف، وجمع 6 من رجال الأعمال، في “فندق كريلون”
الذي يعتبر من أقدم فنادق باريس الراقية للغاية، وتحدث معهم على أن الحكومة تنوي التخلص من برج إيفل
من خلال هدمه وبيعه على شكل خردة، لاحتياجه لمبالغ طائلة من أجل عمليات الترميم وأن الحكومة
غير قادرة على ذلك، وأنها ستطرح البرج للبيع بشكل سري حتى لا يتسبب ذلك في بلبلة داخل البلاد.

برج إيفل

وكأي نصاب يلقي شباكه على ضحيته، أخذ فيكتور رجال الأعمال في جولة إلى برج إيفل، وراقب انفعالاتهم
حتى أحكم قبضته على أكثر شخص فيهم تأثرًا واقتناعًا، وكان لقب الضحية من نصيب “اندريه بوسيون”،
الذي اقتنع بالفكرة، ولم يتوقف فيكتور عند هذا فقط، بل أقنع ضحيته أنه موظف مرتشي، وأنه يجب
أن يأخذ رشوة حتى ترسى عملية البيع عليه، وبالفعل قام بشراء برج إيفل، رغم قلق زوجته وتحذيراتها من تلك العملية، ولك يقم الضحية  “اندريه بوسيون” بإبلاغ الشرطة عقب واقعة النصب، واكتفى بالحسرة التي حصل عليها نتيجة دفعه عشرات الآلاف من الدولارات.

ولم يتوقف النصاب الأشهر عند هذا الحد، بل عاد بعد سنوات إلى باريس مرة أخرى مكررًا نفس القصة مع تاجر آخر بنفس الأسلوب، وفي تلك المرة حصل على مبلغ يقدر بـ 200 ألف دولار وقتها، ولكن تلك المرة أبلغ التاجر الشرطة، ولكنه تمكن من الهرب إلى أمريكا، وقامت قوات الشرطة بإلقاء القبض عليه بعد عدة سنوات وحكم عليه بالسجن 20 عامًا في سجن بولاية ميسوري بأمريكا، ومات سجينًا.

برج إيفل باريس

مواضيع قد تعجبك