تفسير سورة العصر كاملة

تفسير سورة العصر كاملة

تعد سورة العصر أقصر سورة في القرآن الكريم، إذ يبلغ عدد آياتها ثلاث آيات فقط، تقع جميعها في الجزء الثلاثين المعروف بجزء عمَّ، وهي من السور القرآنية شديدة البلاغة والإيجاز، فهي تجمع منهج الحياة البشرية من المنظور الإسلامي الخالص، وهذا المقال يلقي الضوء على تفسير سورة العصر كاملة من أوجهٍ عدّة.

تفسير سورة العصر كاملة

سورة العصر هي السورة رقم 103 في المصحف الشريف، وعدد آياتها 3 آيات، وتتكون السورة من 70 حرفًا فقط.

يقول الله سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ. وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

تفسير سورة العصر كاملة

بعد أن عرضنا سورة العصر مكتوبة، إليك تفسير سورة العصر كاملة:

  • قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ)
    اختلف أهل التأويل في هذه الآيه، فقال بعضهم: هو قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر،
    فقال العصر هو الدهر والزمن كله، ومنهم من قال إن العصر هو العشي،
    ومنهم من قال إن العصر هو ساعة من ساعات النهار.
    وصواب القول في ذلك إن ربنا أقسم بالعصر، والعصر هو اسم للدهر، وهو العشي والليل والنهار،
    ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكل ما لزمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جل ثناؤه.
  • قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)
    والمعنى أن ابن آدم لفي هلكة ونقصان.
    والإنسان هو الذي جرت سنة القرآن الكريم بتوجيه الخطاب إليه وهو العاقل البالغ في أي زمن كان وفي أي عصر وجد.
  • قوله تعالى: ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
    أي: إلا الذين صدقوا الله ووحدوه، وأقروا له بالوحدانية والطاعة وعملوا الصالحات وأدوا ما عليهم من فرائضه،
    واجتنبوا ما نهاهم الله عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان؛ لأن الإنسان بمعنى الجمع،
    لا بمعنى الواحد.
  • قوله تعالى: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)
    التواصي هو أن يوصي كل واحد صاحبه ويتعهده بالوصية كلما رأى منه تكاسلاً أو غفلة عنها.
    والحق هو كتاب الله.
  • قوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
    أي أوصى بعضهم بعضًا بالصبر على العمل بطاعة الله.
    والصبر هو طاعة الله.
    والصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر ما أمر الله به ورسوله كله داخل في الإيمان والعمل الصالح، والدعوة إلى الله
    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوجيه الناس إلى الخير وإرشادهم إلى أسباب النجاة
    وتحذيرهم من أسباب الهلاك كل هذا داخل في التواصي بالحق والصبر عن محارم الله،
    والصبر على طاعة الله والصبر على كل ما شرعه الله، كل هذا داخل في قوله: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

فيديو نادر: سورة العصر كاملة بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد 

(مناسب للباقة) 

سبب نزول سورة العصر

ذكروا أن: “عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذاب وذلك بعد ما بعث رسول الله ﷺ
وقبل أن يسلم عمرو فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدة ؟ قال لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة.
فقال: وما هي؟ فقال: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)،
ففكر مسيلمة هنيهة ثم قال: وقد أنزل علي مثلها. فقال له عمرو: وما هو؟ فقال: يا وبر يا وبر، إنما أنت أذنان وصدر،
وسائرك حفز نقز. ثم قال: كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرو: والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب”.

والوبر: دويبة تشبه الهر، أعظم شيء فيه أذناه، وصدره وباقيه دميم.
فأراد مسيلمة أن يركب من هذا الهذيان ما يعارض به القرآن، فلم يرج ذلك على عابد الأوثان في ذلك الزمان.

وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت عن عبد الله بن حصن [أبي مدينة]، قال:
“كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر “سورة العصر” إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر”.

 

مواضيع قد تعجبك