فضل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان

فضل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان

سنّ الله الصيام في شهر رمضان، إلا أن هناك أيام يصومها العبد تطوعاً واقتداءً بنبينا الكريم-صلوات الله عليه- ومنها الصيام في شهر شعبان، فما فضل هذا الشهر بعينه؟ إليك فضل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان من السنة النبوية.

فضل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان

شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، وهو الشهر الذي يلي رجب ويسبق رمضان.
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: «وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام».

وينبغي على المسلم في هذا الشهر أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة. ومن هذه الذنوب: الشرك بالله، فإنه مانع من كل خير، ومنها الشحناء والحقد على المسلمين،
فهو يمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة.

فضائل شهر شعبان

  • تُرفع الأعمال فيه إلى الله عز وجل:
    لما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ
    مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ
    إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ”.
  • كثرة صيام النبي ﷺ فيه:
    ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ،
    وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ”..
    وفي رواية: “لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ”.
    وفي رواية: “وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا”.

فضل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان

فضل ليلة النصف من شعبان

  • يطّلع فيها الله سبحانه وتعالى إلى جميع خلقه:
    جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان مزية خاصة من حيث أنه جل في علاه يطِّلِع
    فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد الله تبارك وتعالى،
    والمشاحن حتى يدع شحنائه ويصطلح مع من خاصمه.
    فلقد روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
    “إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”.
    والمشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
  • وكذلك ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله ﷺ: ” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين،
    ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” ورواه الطبراني، وحسنه الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 771.

ولم يثبت في تخصيص ليلة النصف من شعبان صلاة معينة، أو دعاء معين، لا عن النبي ﷺ ولا عن أحد من أصحابه،
وأول ظهور لذلك كان من بعض التابعين.

وأما صيام النصف من شعبان فيُسن على أنه من الأيام البيض الثلاثة، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر،
لا على أنه يوم النصف من شعبان، فإن حديث الصيام فيه لا يصلح للاحتجاج، بل هو حديث موضوع،
وهو قوله (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها).

مواضيع قد تعجبك