دعاء الرسول في ليلة الإسراء والمعراج

دعاء الرسول في ليلة الإسراء والمعراج

لاقى رسول الله ألواناً كثيرة من المحن من أهل قريش، خاصةً بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة ـ رضي الله عنها ـ،
وكان آخر هذه المعاناة عند عودته من الطائف مهموم النفس لما ناله من الأذى من أهل الطائف، وفي هذه الغمرة من المآسي والأحزان، وصدود قومه عن الإيمان، ومحاربة الدعوة الإسلامية بشتى الوسائل، كان من رحمة الله بعبده ونبيه أن سرّي عن فؤاده المحزون، فكانت معجزة ورحلة الإسراء والمعراج. وفي السطور القادمة نعرض دعاء الرسول في ليلة الإسراء والمعراج .

دعاء الرسول في ليلة الإسراء والمعراج

لم يرد في السنة النبوية المشرفة دعاء مخصص يقال في تلك الليلة، إلا أنها من الليالي المباركة
نظراً للأمر العظيم والجلل الذي حدث بها، من إسراء رسول الله ومعراجه من الأرض إلى السماء.

وفيما يلي نعرض دعاء الرسول قبل الإسراء والمعراج، فقد ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وقد كذبه أهل الطائف،
ووقف يدعو الله وقال:

“اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ. يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ،
وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي،
وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،
مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ”.

وبعد انتهاءه أرسل الله إليه ملك الجبال يأمره بطاعته، وأن يطبق على قومه أخشبي مكة وهما جبلاها إن أراد فقال:
لا بل أستأني بهم، لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئاً.

دعاء الرسول في ليلة الإسراء والمعراج

فضل دعاء ليلة الإسراء والمعراج

يسأل البعض عن صحة دعاء ليلة الإسراء والمعراج، ونقول أنه لم يأتِ في الكتاب، والسنة الشريفة
ما يفيد أن الدعاء ليلة الإسراء والمعراج مستجاب، أو أنها من الأوقات التي هي مظنة إجابة الدعاء،
كما جاء في الدعاء حال السجود، أو في الثلث الأخير من الليل،
ولم يرد عن السلف الصالح أنهم خصوها بشيء من العبادات لا دعاء، ولا صلاة ولا غيرها.

قال ابن باز -رحمه الله تعالى- في مجموع فتاواه: ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها.. هذا لو عُلمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف،
وقول من قال إنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل، لا أساس له في الأحاديث الصحيحة، ولقد أحسن من قال:
وخير الأمور السالفات على الهدى … وشر الأمور المحدثات البدائع .. اهــ.

مواضيع قد تعجبك