صلاة الحاجة وكيفية أدائها والدعاء الخاص بها

صلاة الحاجة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة واليوم ومن خلال المقالة التالية نتعرف سويًا على صلاة الحاجة وكيفية أدائها وعدد ركعاتها وغيرها من الأمور الأخرى وإليكم التفاصيل.

صلاة الحاجة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي وسيلة من وسائل التواصل بين العبد وربه الكريم
فالمسلم يتقرب إلى خالقه بالصلاة والدعاء في يومه وليلته، حينما يحتاجه ودون أن يحتاجه سواء في أوقات الشدة أو الرخاء
وقد وعد الله عزّ وجل باستجابة الدعاء لكل إنسان لجأ إليه ودعاه

و صلاة الحاجة، هي صلاة يتوسل بها الإنسان إلى ربه، لقضاء حوائجه وتفريج ما يمر به من كربٍ أو هم.
قال الله (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ).

أصل صلاة الحاجة

كان النبي محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أهمّه أمرٌ ما استعان بالله في سجوده، أو في آخر صلاته
ودليل ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ فزعَ إلى الصَّلاةِ)

وقد وجّه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من كان له حاجةٌ من المسلمين أنْ يقوم فليتوضأ، ويصلِ ركعتين لله -عزّ وجلّ- داعياً بدعاءٍ معينٍ، رجاءً أنْ يعطيه الله -تعالى- حاجته
وقد سمّى العلماء الكيفية التي ذكرت في الحديث بصلاة الحاجة
وفي حديث رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- ذُكرت أيضاً صفتها ودعاؤها.
واختلف العلماء في جواز العمل بالحديث المذكور؛ لاختلافهم في ثبوته، فمنهم من يرى عدم جواز العمل به
لأنّ في سنده فائد بن عبد الرحمن الكوفي، الذي روى عن عبد الله بن أبي أوفى؛ وهو متروكٌ عندهم
ومنهم من يرى جواز العمل به لسببين؛ الأول منهما أنّ للحديث شواهدٌ وطرقٌ يتقوّى بها، وفائد يُكتب حديثه عندهم
والثاني أنّ الحديث المذكور يعدّ من باب فضائل الأعمال، ويجوز العمل بالحديث الضعيف إن دلّ على فضائل الأعمال بشرطين
إن لم يعارضه ما هو أصحّ منه، وأن يكون مندرجاً تحت أصلٍ ثابتٍ في الشرع.

معنى صلاة الحاجة

معنى الحاجة في اللغة: المَأربة.
يقول عليه الصّلاة والسّلام: “اسْتَعِينُوا عَلَى نَجاحِ الْحَوَائِجِ بالكِتْمانِ لَهَا”.
والحاجة في الفقه جاءت بنفس معناها اللغوي، وقد عرفها الشاطبي فقال: أنها ما يفتقر إليه المرء من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي غالباً إلى الحرج والمشقة.
والحاجة اصطلاحًا، هي الصّلاة التي يُؤدّيها العبد ليلجأ إلى الله، ويتمّ ذلك عن طريق الدّعاء، والتضرّع
والتوسّل إلى الله تعالى في قضاء أيّ أمر هو بأمسّ الحاجة إليه.

مشروعية صلاة الحاجة

استنبط الفقهاء مشروعيّة صلاة الحاجة من حديث عبد الله بن أبي أوفى:
(منْ كانتْ لهُ إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ فلْيتوضأ فلْيحسنِ الوضوءَ ثم لْيصلِّ ركعتَينِ…).
وهي من السنن غير المؤكدة، ولكن هذا لا يعني تركها فقد اتفق الفقهاء على أنها مستحبة.
وتعتبر هذه الصلاة من الصلوات المستحبة بإجماع أهل العلم والمشايخ، ولكنهم اختلفوا قي تحديد عدد الركعات الخاصة بها
وصيغة دعائها، حيث ذهب الحنابلة إلى أنها ركعتين
فيما ذهب المالكية والشافعية إلى كونها أربعة ركعات، وفى المقابل يرى الإمام الغزالي أن عدد ركعاتها أثنى عشر ركعة.

حُكم صلاة الحاجة

ورد في سنن التّرمذي وابن ماجه وغيرهما من حديث عبد الله بن أبي أوفى أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام
قال: “منْ كانتْ لهُ إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ فلْيتوضأ فلْيحسنِ الوضوءَ ثم لْيصلِّ ركعتَينِ ثم لْيُثنِ على اللهِ
ولْيُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم لْيقلْ لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ أسئلكُ موجباتِ رحمتِكَ وعزائمَ مغفرتِكَ والغنيمةَ من كلِّ برٍّ والسلامةَ من كلِّ إثمٍ
لا تدَع ْلي ذنبًا إلا غفرتَهُ ولا همًّا إلا فرَّجتهُ ولا حاجةً هي لكَ رضًا إلا قضيتَها يا أرحمَ الراحمِينَ”.
وزاد ابن ماجه في روايته: (ثمّ يسأل الله من أمر الدّنيا والآخرة ما شاء، فإنّه يقدر).

فهذه الصّلاة بهذه الصّورة سمّاها أهل العلم صلاة الحاجة، وقد اختلف أهل العلم في العمل بهذا الحديث
بسبب اختلافهم في ثبوته؛ فمنهم من يرى عدم جواز العمل به لعدم ثبوته عندهم
ففي سنده فائد بن عبد الرّحمن الكوفيّ الراويّ عن عبد الله بن أبي أوفى، وهو متروك عندهم.
ومنهم من يرى جواز العمل به لأمرين: الأوّل أنّ له طرقاً وشواهد يتقوّى بها، وفائد عندهم يكتب حديثه
والثّاني أنّه في فضائل الأعمال، وفضائل الأعمال يُعمل فيها بالحديث الضّعيف، إذا اندرج تحت أصل ثابت
ولم يُعارض بما هو أصحّ وهذا الحاصل في هذا الحديث.
ولكنَّ أهل العلم قد اختلفوا في عدد ركعات هذه الصّلاة وصيغة دعائها، فمنه من يرى أنّها ركعتان:
وهذا ما ذهب إليه المالكيّة والحنابلة، وهو قول مشهور عند الشافعيّة، ولكنّهم اختلفوا في صيغة الدّعاء.
ومنهم من يرى أن صلاة الحاجة أربع ركعات، وهو قولٌ عند الحنفيّة.
وفريق ثالث يرى أنها اثنتي عشرة ركعة، وهي روايةٌ عن أحد كبار تابعي التابعين وهو وهيب بن الورد -رضي الله عنه-
فقد قال أنها تكون اثنتي عشرة ركعة، وعلى المصلّي أن يقرأ في كل ركعةٍ سورة الفاتحة وآية
ويكون الدعاء فيها من الدعاء الذي لا يُرد.

الكيفية الخاصة بأداء صلاة الحاجة

صلاة الحاجة صلاة تتكوّن من ركعتين، يُصلّيها المسلم وقت الحاجة باعتبارها وسيلة اتّصالٍ بينه وبين ربّه سبحانه وتعالى
فهي مُخصّصةٌ للطلب، أو لقضاء أمرٍ من الله عزّ وجلّ، وبعد الانتهاء من الصّلاة يبدأ العبد بالتضرّع والدّعاء وطلب الحاجة التي يُريدها من الله تعالى والتي يتمنّى أن يقضيها له، أو يطلب العبد من الله تعالى إزالة الأمر، أو الهمّ والغم أو المُشكلة التي تزعجه وتسبّب الأرق له. وتُعدّ صلاة الحاجة كباقي الصّلوات المفروضة في كيفيّة أدائها وشروط صحّتها؛ فهي تحتاج إلى الوضوء، والطّهارة، وستر العورة، والتوجّه باتّجاه القبلة، تُقرأ فيها الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ الرّكوع، والسّجود، وغيرها من أركان الصّلاة الرئيسيّة.

وفي الحديث عن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى الله حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَليَتَوَضَّأُ وَليُحْسِنْ الوُضُوءَ ثُمَّ لِيصَلِّ ركعَتينِ ثُمَّ ليُثْنِ عَلَى الله وَليُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لِيَقُلْ:
لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ، سُبحَانَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينِ
أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمَتِكَ وَعَزَائمَ مَغفِرَتِكَ وَالغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ
لا تَدَعْ لي ذَنباً إِلاَّ غَفَرْتَهْ وَلا هَمَّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهْ، وَلا حَاجةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيتَهَا يَا أَرحَمَ الرَّاحمينَ”
.

آداب الدعاء

الدعاء له آداب في الإسلام آداب عظيمة وهي:

  • الإقبال على الله، وحضور القلب في الدعاء أن تحضر قلبك في الدعاء
  • استقبال القبلة
  • رفع اليدين و الإلحاح بالدعاء وتكراره
  • ثم تبدأ بحمد الله والصلاة على النبي ﷺ ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة فهو أكمل.
  • ومن آداب الدعاء أيضًا، الحذر من أكل الحرام، فتكون حريصًا على أن يكون طعامك طيبًا وملبسك طيبًا ومكسبك طيب
    فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة.

صلاة الحاجة

دعاء صلاة الحاجة

“لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك
وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلّا غفرته
ولا همّاً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد
يا فعّال لما يريد، اللهم إني أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك:
أن تقضي حاجتي ثم تذكرها”.
وصلّي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أوقات صلاة الحاجة

وبالنسبة لوقت الصلاة فهي لا ترتبط  بوقت معين، حيث يجوز للمسلم أدائها في أي وقت من الأوقات سواء في النهار أو الليل
هذا مع ضرورة الابتعاد عن الأوقات المكروه فيها الصلاة
ومن الممكن أداء هذه الصلاة في المسجد أو في المنزل، وصلاة المسلم في بيته أفضل في هذه الحالة
حيث ورد عن النبي الكريم حديثًا نبويًا في هذا الصدد وهو
“ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ”

 

مواضيع قد تعجبك