علاج الحاسد

كل بني البشر لديهم طاقة من الحسد، ومنا من يتحكم فيها، ويستعين بالله، ومنا من تغلبه نفسه فيزيد حسده لجميع من حوله؛ ولأن الحسد شر، حيث قال -صل الله عليه وسلم- أن الحسد يُدخل الرجل القبر، والجمل القدر، فإن علاج الحاسد هو الاتصاف بصفات المؤمنين.. ونتعرف إليها فيما يلي.

في البداية علينا أن نفرق بين فعل الحسد، وفعل الغبطة، فالحسد هو تمني زوال النعم من الغير، في حين أن الغبطة هي عدم تمني زوال النعمة من الغير، والفيصل بينهما هو الرضا بما قسمه الله لكل منا، ولكن الحاسد لا يرضى بتلك القسمة، ولا يحقق رغباته سوى بحسد الآخرين على ما رزقهم الله من نعم، ولو صغُرت، ومن ثم فإن علاج هذا الأمر مفتاحه هو التحلي بصفات المؤمنين، وهي:

الإيمان بقضاء الله وقدره

“اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد
منك الجد”
الحمد على الحال، والنظر لمن هم أقل منا

“انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم،
فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم”
الحسد نار تأكل الحاسد ولا تضر المحسود

“وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ”
كل حسد فيما لا يقربك إلى الله فانٍ

“لا حسد إلا في اثنتين رجل أعطاه الله مالاً فسلطه على هلكته
في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها”
الإلحاح في الدعاء والتوبة عن هذا الفعل.

واعلم أن الحسود لا يسود، وأن نار الحسد تأكل صاحبها، ومن ثم على من لا يتحكم في قدرته على الحسد، والاشتغال بنفسه عن الناس، هو الخاسر الأكبر، واعلم أن الحسد والإحسان لا يجتمعان في فرد واحد.. وعن آيات التحصين من الحسد نتعرف إليها فيما يلي.