تفسير سورة الكهف مكتوبة

تفسير سورة الكهف مكتوبة

نعرض لكم في هذا المقال تفسير سورة الكهف مكتوبة كاملًا، لتتمكن من فهم المعانى والكلمات
وموضوعات السورة وتيسير قراءة التفسير ومشاركته من خلال جوالك.

تفسير سورة الكهف مكتوبة

﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾

الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابَ وَلَم يَجعَل لَهُ عِوَجًا ﴿١ قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا ﴿٢ ماكِثينَ فيهِ أَبَدًا ﴿٣ وَيُنذِرَ الَّذينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤ ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ وَلا لِآبائِهِم كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفواهِهِم إِن يَقولونَ إِلّا كَذِبًا ﴿٥ 

  • تبدأ السورة بحمد الله والثناء عليه، ويوضح لنا المولى عز وجل أنه قد أنزل على عبده ورسوله
    محمد صلى الله عليه وسلم القرآن، ولم يجعل فيه شيئًا من الميل عن الحق.
  • ثم يوضح لنا الله تبارك وتعالى أنه قد جعل هذا الكتاب مستقيمًا، لا اختلاف فيه ولا تناقض؛
    لينذر الكافرين من عذابه الشديد، ويبشر المصدقين بالله ورسوله الذين يعملون الأعمال الصالحات،
    بأن لهم الجنة وهي خير ثواب، يقيمون فيها ويتمتعون بنعيمها ولا يفارقوها أبدًا.
  • كما ينذر به أيضًا الذين أدعوا أن لله ودلدًا، ويوضح أن  هؤلاء المشركين لا يملكون شيء من العلم،
    على ما يَدَّعونه لله من اتخاذ الولد، لا هو لا آبائهم من قبلهم، ويوضح مدى قبح وشناعة ما يدعون،
    وأن كل قولهم هذا كاذبًا.

تفسير سورة الكهف مكتوبة من الآية (5) إلى الآية (10)

فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلى آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنوا بِهـذَا الحَديثِ أَسَفًا ﴿٦ إِنّا جَعَلنا ما عَلَى الأَرضِ زينَةً لَها لِنَبلُوَهُم أَيُّهُم أَحسَنُ عَمَلًا ﴿٧وَإِنّا لَجاعِلونَ ما عَلَيها صَعيدًا جُرُزًا ﴿٨ أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا ﴿٩ إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ فَقالوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا ﴿١٠

  • ثم يوجه المولى عز وجل الخطاب إلى رسوله الكريم، ليحذره ألا يهلك نفسه مع من يتولى عنه من قومه،
    إن لم يصدقوا بهذا القرآن ويعملوا به، ثم يخبره أنه قد جعل جميع ما على الأرض من مخلوقات، جمالًا
  •  ومنفعة لأهلها؛ لنختبرهم: أيُّهم أحسن عملا بطاعتنا، وأيهم أسوأ عملا بالمعاصي، ونجزي كلا بما يستحق.
  • كما يخبره أن جميع ما غعلى الأرض سوف يتحول إلى تراب عندما يقضى الله أمره بقيام الساعة.
  • ثم يأمر نبيه ألا يتعجب من قصة أصحاب الكهف واللوح الذى كتبت فيه أسماؤهم،
    ففى خلق السماوات والأرض ما هو أعجب من ذلك.
  • إذ لجأ الفتية المؤمنون إلى الكهف؛ خوفًا من فتنة قومهم لهم، وإرغامهم على عبادة الأصنام،
    فقالوا: ربنا أعطنا مِن عندك رحمة، تثبتنا بها، وتحفظنا من الشر، وأهدنا للطريق الصواب
    الذي يوصلنا إلى العمل الذي تحب، فنكون راشدين غير ضالين.

فَضَرَبنا عَلى آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنينَ عَدَدًا ﴿١١ ثُمَّ بَعَثناهُم لِنَعلَمَ أَيُّ الحِزبَينِ أَحصى لِما لَبِثوا أَمَدًا ﴿١٢ نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى ﴿١٣ وَرَبَطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَقالوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤ هـؤُلاءِ قَومُنَا اتَّخَذوا مِن دونِهِ آلِهَةً لَولا يَأتونَ عَلَيهِم بِسُلطانٍ بَيِّنٍ فَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥

التفسير:

  • وهنا يخبر الله تبارك وتعالى رسوله بمعجزة فتية الكهف، حيث ألقى عليهم نومًا عميقًا لسنين كثيرة،
    ثم أيقظهم من نومهم ليوضح للناس ما علمناه في الأزل؛ فتتميَّز أي الطائفتين المتنازعتين
    في مدة نومهم أضبط في الإحصاء، وهل لبثوا يومًا أو بعض يوم، أو مدة طويلة؟
  • ولكننا نقص عليك أيها النبى الخبر الصادق في قصتهم، إن أصحاب الكهف فتية آمنوا بربهم
    فزدناهم هدى وثباتًا على الحق.
  • وقوينا قلوبهم بالإيمان، وشددنا عزيمتهم به، حين قاموا بين يدي الملك الكافر،
    وهو يلومهم على ترك عبادة الأصنام ويهددهم بالقتل إن لم يعودوا،
    فقالوا له: ربنا الذي نعبده هو رب السموات والأرض، لن نعبد غيره من الآلهة،
    ولو قلنا غير هذا فإننا نقول غير الحق.
  • ثم قال بعضهم لبعض: هؤلاء قومنا اتخذوا لهم آلهة غير الله، فهل يملكون على عبادتهم دليل واضح،
    فلا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب وجعل له شريكًا في عبادته.

 وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأووا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا﴿١٦ وَتَرَى الشَّمسَ إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عَن كَهفِهِم ذاتَ اليَمينِ وَإِذا غَرَبَت تَقرِضُهُم ذاتَ الشِّمالِ وَهُم في فَجوَةٍ مِنهُ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ مَن يَهدِ اللَّـهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَمَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِدًا ﴿١٧ وَتَحسَبُهُم أَيقاظًا وَهُم رُقودٌ وَنُقَلِّبُهُم ذاتَ اليَمينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلبُهُم باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالوَصيدِ لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِرارًا وَلَمُلِئتَ مِنهُم رُعبًا ﴿١٨ وَكَذلِكَ بَعَثناهُم لِيَتَساءَلوا بَينَهُم قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هـذِهِ إِلَى المَدينَةِ فَليَنظُر أَيُّها أَزكى طَعامًا فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَليَتَلَطَّف وَلا يُشعِرَنَّ بِكُم أَحَدًا ﴿١٩ إِنَّهُم إِن يَظهَروا عَلَيكُم يَرجُموكُم أَو يُعيدوكُم في مِلَّتِهِم وَلَن تُفلِحوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠

تابع: تفسير سورة الكهف مكتوبة:

  • وهنا يخبرهم الله أنهم في حال مفارقتهم لأهل قريتهم وملكهم الظالم، فالجؤوا إلى الكهف في الجبل
    لعبادة ربكم وحده، ليبسط لكم من رحمته ما يستركم به في الدارين،
    وييسر لكم من أمركم ما تنتفعون به في حياتكم من أسباب العيش.
  • وهنا ألقى عليهم ربهم النوم، فإذا نظرت إليهم، تجد الشمس إذا طلعت انقلبوا نحو اليمين،
    وإذا غربت توجهوا نحو اليسار، ويوضح الله إنه وحده الذى يهدى للتقى.
  • وعندما تنظر إليهم، تظن أنهم ايقاظًا وهو في الواقع نيام، وهم في رعية ومعية الله
    فيقلبهم أثناء نومهم مرة للجنب الأيمن ومرة للجنب الأيسر؛ لئلا تأكلهم الأرض، وكلبهم يمد ذراعيه بفناء الكهف،
    لو نظرت إليهم لأدبرت عنهم هاربًا، وملأت نفسك منهم فزعًا.
  • ثم ايقظناهم بعد ذلك من نومهم لكي يسأل بعضهم بعضًا: كم من الوقت مكثنا نائمين هنا؟
    فقال بعضهم: مكثنا يومًا أو بعض يوم، وقال آخرون ربكم أعلم بالوقت الذي مكثتموه، فأبعثوا أحدكم بنقودكم
    إلى القرية فليأتكم بطعام وشراب طيب، وليتلطف في شرائه مع البائع حتى لا ننكشف،
    ويظهر أمرنا، ولا يعلم بكم أحدًا من القوم الظالمين.
  • إن قومكم إن علموا بأمركم يرجموكم بالحجارة، فيقتلوكم، أو يردوكم إلى دينهم، فتصيروا كفارًا،
    ولن
    تفوزوا بمطلبكم  بطاعة الله ودخول الجنة.

وَكَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَموا أَنَّ وَعدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ لا رَيبَ فيها إِذ يَتَنازَعونَ بَينَهُم أَمرَهُم فَقالُوا ابنوا عَلَيهِم بُنيانًا رَبُّهُم أَعلَمُ بِهِم قالَ الَّذينَ غَلَبوا عَلى أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِم مَسجِدًا ﴿٢١ سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجمًا بِالغَيبِ وَيَقولونَ سَبعَةٌ وَثامِنُهُم كَلبُهُم قُل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا ﴿٢٢ وَلا تَقولَنَّ لِشَيءٍ إِنّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدًا ﴿٢٣ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّـهُ وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ وَقُل عَسى أَن يَهدِيَنِ رَبّي لِأَقرَبَ مِن هـذا رَشَدًا ﴿٢٤ وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا ﴿٢٥

التفسير:

  • وبعد أن أنمناهم كل هذه الفترة، أرسلناهم للناس ليعلموا أن وعد الله بالبعث حق، وأن القيامة آتية لا شك فيها
    بعد أن اكتشف البائع الدراهم التى جاء بها أحد الفتية، فكانوا حجة للمؤمنون والكافرون،
    ثم مات فتية الكهف فقال بعض الناس ابنوا على باب الكهف بناءً يحجبهم، واتركوهم وشأنهم، ربهم أعلم بحالهم، وقال أصحاب الكلمة والنفوذ فيهم: لنتخذنَّ على مكانهم مسجدًا للعبادة. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، ولعن مَن فَعَلَ ذلك في آخر وصاياه لأمته، كما أنه نهى عن البناء على القبور مطلقًا، وعن تجصيصها والكتابة عليها؛ لأن ذلك من الغلو الذي قد يؤدي إلى عبادة مَن فيها.
  • ثم تختلف أقاويل الناس حول عددهم، ولكن الله هو وحده الأعلم بعدتهم، فلا تجادل أهل الكتاب في عددهم،
    وقص عليهم ما أخبرك به الوحي فحسب، ولا تسألهم عن عددهم وأحوالهم؛ فإنهم لا يعلمون ذلك.
  • ولا تقول لشئ تعزم على فعله لاحقًا، إني فاعل ذلك الشيء غدًا إلا أن تسبق قولك بالمشيئة،
    فتقول: إن شاء الله. واذكر ربك عند النسيان بقول: إن شاء الله، وكلما نسيت فاذكر الله،
    وقل: عسى أن يهديني ربي لأقرب الطرق الموصلة إلى الهدى والرشاد.
  • وظل فتية الكهف نيامًا في كهفهم ثلاثمائة سنة وتسع سنين.

قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦ وَاتلُ ما أوحِيَ إِلَيكَ مِن كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دونِهِ مُلتَحَدًا ﴿٢٧ وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨ وَقُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا ﴿٢٩ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠

تابع: تفسير سورة الكهف مكتوبة

  • وإذا سُئلت – أيها الرسول- عن مدة نومهم في الكهف، وليس عندك علم في ذلك من الله،
    وقل: الله أعلم بمدة نومهم، له غيب السموات والأرض، وتعجب من كمال بصره وسمعه وإحاطته بكل شيء.
  • ليس للخلق أحد غيره يتولى أمورهم، وليس له شريك في حكمه وقضائه وتشريعه، سبحانه وتعالى.
  • واتل – أيها الرسول- ما أوحاه الله إليك من القرآن، فإن ذلك الكتاب لا تبديل ولا تغيير لكلماته لصدقها وعدلها،
    ولن تجد من دون ربك ملجأً تلجأ إليه، ولا معاذًا تعوذ به.
  • واصبر نفسك – أيها النبي- مع أصحابك من فقراء المؤمنين الذين يعبدون ربهم وحده، ويدعونه في الصباح والمساء، يريدون بذلك وجهه، واجلس معهم وخالطهم، ولا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم من الكفار لإرادة التمتع بزينة الحياة الدنيا، ولا تُطِعْ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.
  • وقل أيها النبي لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به،
    فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظلم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها،
    وإن يستغث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء من شدة العطش، يؤت لهم بماء كالزيت العكر شديد الحرارة يشوي وجوههم. ساء هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقبحت النار منزلا لهم ومقامًا. 
  • إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحات لهم أجر عظيم، إنا لا نضيع أجورهم،
    ولا ننقصها على ما أحسنوه من العمل.

أُولـئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلبَسونَ ثِيابًا خُضرًا مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ نِعمَ الثَّوابُ وَحَسُنَت مُرتَفَقًا﴿٣١ وَاضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَحَفَفناهُما بِنَخلٍ وَجَعَلنا بَينَهُما زَرعًا ﴿٣٢ كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا وَفَجَّرنا خِلالَهُما نَهَرًا﴿٣٣ وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴿٣٤ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَن تَبيدَ هـذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥ وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُدِدتُ إِلى رَبّي لَأَجِدَنَّ خَيرًا مِنها مُنقَلَبًا ﴿٣٦

التفسير:
  • إن الذين آمنوا لهم جنات تجري من تحتها الأنهار العذبة، يحلون فيها بأساور الذهب، ويلبسون ثيابًا ذات لون أخضر
    مصنوعة من رقيق الحرير وغليظه، يتكئون فيها على الأسرّة المزينة بالستائر الجميلة، نعم الثواب ثوابهم،
    وحسنت الجنة منزلًا ومكانًا لهم.
  • واضرب – أيها الرسول- لكفار قومك مثلا رجلين من الأمم السابقة: أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد جعلنا للكافر حديقتين من أعناب، وأحطناهما بنخل كثير، وأنبتنا وسطهما زروعًا مختلفة نافعة.
  • وقد أثمرت كلتا الجنتين بأفضل الثمار، وشق الله بينهما نهرًا.
  • وكان لصاحب الحديقتين ثمر وأموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث،
    والغرور والجحود يملؤه: أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا.
  • ودخل حديقته، وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث، وشكه في قيام الساعة، فأعجبته ثمارها وقال: ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة، وما أعتقد أن القيامة واقعة، وإن فُرِضَ وقوعها – كما تزعم أيها المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا ومردًا؛ لكرامتي ومنزلتي عنده.

 قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرتَ بِالَّذي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا ﴿٣٧ لـكِنّا هُوَ اللَّـهُ رَبّي وَلا أُشرِكُ بِرَبّي أَحَدًا﴿٣٨ وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّـهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّـهِ إِن تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَوَلَدًا ﴿٣٩ فَعَسى رَبّي أَن يُؤتِيَنِ خَيرًا مِن جَنَّتِكَ وَيُرسِلَ عَلَيها حُسبانًا مِنَ السَّماءِ فَتُصبِحَ صَعيدًا زَلَقًا ﴿٤٠
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ( 41 )

التفسير:
  • قال صاحبه المؤمن ناصحًا كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة الأبوين، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخلق؟ وفي هذه المحاورة دليل على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم.
  • لا أشرك في عبادتي لله أحدًا غيره.
  • وهل حين دخلت حديقتك فأعجبت بها حمدت الله، وقلت: هذا ما شاء الله لي، لا قوة لي على تحصيله إلا بالله.
  • إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن يعطيني أفضل من حديقتك، ويسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على حديقتك عذابا من السماء، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم، ولا ينبت فيها نبات،
    أو يصير ماؤها الذي تسقى منه غائرًا في الأرض، فلا تقدر على إخراجه.

وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها وَيَقولُ يا لَيتَني لَم أُشرِك بِرَبّي أَحَدًا ﴿٤٢ وَلَم تَكُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرونَهُ مِن دونِ اللَّـهِ وَما كانَ مُنتَصِرًا ﴿٤٣ هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلَّـهِ الحَقِّ هُوَ خَيرٌ ثَوابًا وَخَيرٌ عُقبًا ﴿٤٤ وَاضرِب لَهُم مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ فَأَصبَحَ هَشيمًا تَذروهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ مُقتَدِرًا ﴿٤٥

التفسير:

  • وبعدجحوده وكفره أرسل الله عليه العذاب فزالت حديقته، وأصبحت ترابًا، وهنا ندم على ما فعل وعن شركه بالله.
  • ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به، وما كان ممتنعًا بنفسه وقوته.
  • وهنا تكون الولاية والجزاء والعقاب من الله.
  • واضرب أيها الرسول للناس – وخاصة المتكبرين منهم – صفة الدنيا التي اغترُّوا بها في بهجتها وسرعة زوالها،
    فهي كماء أنزله الله من السماء فخرج به النبات بإذنه، وصار مُخْضرًّا، وما هي إلا مدة يسيرة حتى صار هذا النبات يابسًا متكسرًا تنسفه الرياح إلى كل جهة. وكان الله على كل شيء مقتدرًا، أي: ذا قدرة عظيمة على كل شيء.
تابع: تفسير سورة الكهف مكتوبة

المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا ﴿٤٦ وَيَومَ نُسَيِّرُ الجِبالَ وَتَرَى الأَرضَ بارِزَةً وَحَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَدًا ﴿٤٧وَعُرِضوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَد جِئتُمونا كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ بَل زَعَمتُم أَلَّن نَجعَلَ لَكُم مَوعِدًا ﴿٤٨ وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرَى المُجرِمينَ مُشفِقينَ مِمّا فيهِ وَيَقولونَ يا وَيلَتَنا مالِ هـذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً إِلّا أَحصاها وَوَجَدوا ما عَمِلوا حاضِرًا وَلا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩ وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا ﴿٥٠ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلا خَلقَ أَنفُسِهِم وَما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلّينَ عَضُدًا ﴿٥١﴾

التفسير:

  • فالمال والأولاد هم زينة هذه الدنيا الفانية، والباقيات هى الأعمال الصالحة فقط، فسبح وحمد وهلل وكبر، وذكرهم أنهم يأتون إلي فردًا فرد، دون مال أو ولد، وكل عمل يقوموا به مكتوب في كتاب يقرأه يوم يرد إلى الله جل وعلا.
  • ولا تنسى حين أمرت الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس عصاني، وكان من المضلين،
    فكيف لهم أن يتبعوا هذا الضلال ويعصونني؟!

وَيَومَ يَقولُ نادوا شُرَكائِيَ الَّذينَ زَعَمتُم فَدَعَوهُم فَلَم يَستَجيبوا لَهُم وَجَعَلنا بَينَهُم مَوبِقًا﴿٥٢ وَرَأَى المُجرِمونَ النّارَ فَظَنّوا أَنَّهُم مُواقِعوها وَلَم يَجِدوا عَنها مَصرِفًا ﴿٥٣ وَلَقَد صَرَّفنا في هـذَا القُرآنِ لِلنّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الإِنسانُ أَكثَرَ شَيءٍ جَدَلًا ﴿٥٤ وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى وَيَستَغفِروا رَبَّهُم إِلّا أَن تَأتِيَهُم سُنَّةُ الأَوَّلينَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ قُبُلًا ﴿٥٥ وَما نُرسِلُ المُرسَلينَ إِلّا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ وَيُجادِلُ الَّذينَ كَفَروا بِالباطِلِ لِيُدحِضوا بِهِ الحَقَّ وَاتَّخَذوا آياتي وَما أُنذِروا هُزُوًا ﴿٥٦ وَمَن أَظلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعرَضَ عَنها وَنَسِيَ ما قَدَّمَت يَداهُ إِنّا جَعَلنا عَلى قُلوبِهِم أَكِنَّةً أَن يَفقَهوهُ وَفي آذانِهِم وَقرًا وَإِن تَدعُهُم إِلَى الهُدى فَلَن يَهتَدوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧

التفسير:
  • وبعد حساب يوم القيامة يحين العذاب، فيأمر الله الكافرين بإن ينادوا على من أشركوا بهم، فلم يردوا عليهم.
  • وهنا يوضح لنا الله تبارك وتعالى أنه قد أوضح كل شئ في القرآن ولكن الإنسان كان أكثر المخلوقات جدلًا،
    وفوق ذلك فقد أرسل الله الرسل لينذروا الناس جميعًا، ولكن بعضهم قد استهزؤا بآيات الله ولم يستمعوا
    لأوامره ونواهيه، وظلوا يجادولوا حتى ختم الله على قلوبهم وآذانهم.
تابع: تفسير سورة الكهف مكتوبة

وَرَبُّكَ الغَفورُ ذُو الرَّحمَةِ لَو يُؤاخِذُهُم بِما كَسَبوا لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذابَ بَل لَهُم مَوعِدٌ لَن يَجِدوا مِن دونِهِ مَوئِلًا ﴿٥٨ وَتِلكَ القُرى أَهلَكناهُم لَمّا ظَلَموا وَجَعَلنا لِمَهلِكِهِم مَوعِدًا ﴿٥٩ وَإِذ قالَ موسى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا ﴿٦٠ فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ سَرَبًا ﴿٦١ فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هـذا نَصَبًا ﴿٦٢ قالَ أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ عَجَبًا ﴿٦٣ قالَ ذلِكَ ما كُنّا نَبغِ فَارتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصًا ﴿٦٤ فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا ﴿٦٥ 

التفسير:
  • وقد أهلك الله القرى الظالم أهلها.
  • ثم تسرد لنا الآيات قصة لقاء موسى بالخضر.

قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا ﴿٦٦ قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٦٧ وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا ﴿٦٨ قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا ﴿٦٩ قالَ فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ حَتّى أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرًا ﴿٧٠ فَانطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئًا إِمرًا ﴿٧١ قالَ أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٧٢قالَ لا تُؤاخِذني بِما نَسيتُ وَلا تُرهِقني مِن أَمري عُسرًا﴿٧٣ فَانطَلَقا حَتّى إِذا لَقِيا غُلامًا فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئًا نُكرًا ﴿٧٤ قالَ أَلَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٧٥

تفسير سورة الكهف مكتوبة
  • تعرض الآيات طلب سيدنا موسى من الخضر أن يعلمه مما علمه الله، فيرد عليه الخضر أنه لن يستطيع
    أن يتفهم ما سوف يقدم عليه من أفعال دون أن يسأله، فوعده موسى أنه سوف يصبر،
    ولكنه لم يستطع أن يصبر من هول ما رأى، فأقدم على سؤال الخضر وهنا ذكره أنهأخبره أنه لن يستطيع الصبر.

 قالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا ﴿٧٦ فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا ﴿٧٧ قالَ هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبرًا ﴿٧٨أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا ﴿٧٩وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا ﴿٨٠ فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا﴿٨٢)

  • فوعده موسى ألا يعاود سؤاله، فأنطلقا لاكمال الرحلة لكنه عاود سؤاله مرة أخرى، وهنا أخبره الخضر بالحكمة
    وراء كل فعل أقدم عليه.
تابع: تفسير سورة الكهف مكتوبة

 وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا ﴿٨٣ إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا ﴿٨٤فَأَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥ حَتّى إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ في عَينٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَها قَومًا قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا ﴿٨٦ قالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذابًا نُكرًا ﴿٨٧وَأَمّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُ جَزاءً الحُسنى وَسَنَقولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسرًا ﴿٨٨ ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩ حَتّى إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلى قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دونِها سِترًا ﴿٩٠ 

التفسير:

  • وهنا تروى لنا الآيات قصة الملك الصالح العادل ذى القرنين، وما رزقه الله من علم ليساعد به أهل الأرض.
  • حتى وصل إلى أهل قرية، يعيشوم بالقرب من يأجوج ومأجوج، ويعانون من ظلمهم وتجبرهم.
  • فطلبوا منه أن يكف آذاهم عنهم، فقال له ساعدونى في أن أقيم بينكم وبينهم سدًا.

 كَذلِكَ وَقَد أَحَطنا بِما لَدَيهِ خُبرًا ﴿٩١ ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢ حَتّى إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دونِهِما قَومًا لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا ﴿٩٣ قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا ﴿٩٤ قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا ﴿٩٥ آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا ﴿٩٦ فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا ﴿٩٧ قالَ هـذا رَحمَةٌ مِن رَبّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا ﴿٩٨ وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا ﴿٩٩ وَعَرَضنا جَهَنَّمَ يَومَئِذٍ لِلكافِرينَ عَرضًا ﴿١٠٠

تابع: تفسير سورة الكهف مكتوبة:
  • وهنا تسرد لنا الآيات خطوات إقامة السد المنيع، الذى لن يفنى إلا بأمر الله، عند اقتراب قيام الساعة.
  • وتركنا يأجوج ومأجوج – يوم يأتيهم وعد الله- يموج بعضهم في بعض مختلطين؛ لكثرتهم، ونفخ في « القرن » للبعث، فجمعنا الخلق جميعًا للحساب والجزاء.
  • وعرضنا جهنم للكافرين، وأبرزناها لهم لنريهم سوء عاقبتهم.

الَّذينَ كانَت أَعيُنُهُم في غِطاءٍ عَن ذِكري وَكانوا لا يَستَطيعونَ سَمعًا ﴿١٠١أَفَحَسِبَ الَّذينَ كَفَروا أَن يَتَّخِذوا عِبادي مِن دوني أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرينَ نُزُلًا ﴿١٠٢ قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا ﴿١٠٣ الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا ﴿١٠٤ أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا ﴿١٠٥ 

 التفسير:
  • الذين كانت أعينهم في الدنيا لا تبصر آياتى، وكانوا لا يطيقون سماع حججي الموصلة إلى الإيمان بي وبرسولي.
  • أفظن الذين كفروا بي أن يتخذوا عبادي آلهة من غيري؛ ليكونوا أولياء لهم؟ إنا أعتدنا نار جهنم للكافرين منزلا.
  • قل – أيها الرسول- للناس محذرًا: هل نُخبركم بأخسر الناس أعمالا؟
  • إنهم الذين ضل عملهم في الدنيا وهم مشركو قومك وغيرهم ممن ضل سواء السبيل،
    فلم يكن على هدى ولا صواب وهم يظنون أنهم محسنون في أعمالهم.

ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا ﴿١٠٦ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا ﴿١٠٧خالِدينَ فيها لا يَبغونَ عَنها حِوَلًا ﴿١٠٨ قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩ قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿١١٠

التفسير:
  • وهنا يعرض الله جزاء الذين كفروا وعذابهم في جهنم، وجزاء من آمن وأتقى.
  • ختمت السورة الكريمة بالحديث عن يوم القيامة وأحوال الكافرين والمؤمنين في الآخرة.

مواضيع قد تعجبك