تفسير سورة الكهف

تفسير سورة الكهف

تعتبر سورة الكهف إحدى سور القرآن الكريم المكية، وعدد آياتها 110 آية، وسميت بهذا الاسم لأنها تضمنت قصة أصحاب الكهف، وقراءة سورة الكهف لها عظيم الفضل لمن يقرأها في كل وقت وحين، ولكن ارتبطت قارئة الكهف بيوم الجمعة،  باعتبارها إحدى سنن الجمعة، وفي هذا المقال نستعرض سويًا تفسير سورة الكهف كاملة.. تابعنا للمزيد.

تفسير سورة الكهف (آية 1 – 5) 

(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ( 1 )
قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات
أن لهم أجرا حسنا 
( 2 )
ماكثين فيه أبدا ( 3 ) وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا
( 4 ) ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم
إن يقولون إلا كذبا 
( 5 ))

نبدأ تفسير سورة الكهف حيث تبدأ الآيات الكريمة بحمد الله نفسه لإنزاله الكتاب المبين على رسول الله -صل الله عليه وسلم- فهو من أعظم نعم الله التي رزقها الله أهل الأرض، حيث يعدهم ووعده حق أن من آمن بالله وعمل عملاً صالحًا يبشره بالجنة خير مثوبة، ومن ثم فالقرآن الكريم خير هادٍ نهتدي به، في حين أن الله سبحانه وتعالى ينذر المشركين، حيث قالوا أن الملائكة هم بنات الله، وليس لديهم من ذلك دليل سوى أنه كلم يخرج من أفواههم.

الكهف تفسير الآية (6 – 12)

(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ( 6 )
إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ( 7 )
وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ( 8 )

يستكمل الله جل وعلا حديثه إلى رسوله الكريم، فيقول “لعلك مهلك نفسك حزنًا لإعراض قومك عنك، وعدم تصديقهم للقرآن، ويستكمل أنه خلق كل ما على الأرض لاختبار أهل الأرض، فمنهم الصالح، ومنهم الفاسد، وفي الآخرة يجزي كل شخص بما يستحق، ففي الآخرة تنقضي الدنيا وتصبح تراب.

أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ( 9 )
إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ( 10 )
فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ( 11 ) ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين
أحصى لما لبثوا أمدا 
( 12 )

لا تظن يا محمد أن قصة أصحاب الكهف، واللوح الذي كُتبت فيه أسماؤهم، أمر عجيب، ففي خلق السماوات والأرض ما هو أكثر غرابة، وعجبًا، وتذكر أن الفتية حين اختبئوا في الكهف خشية من الفتن، وعبادة الأصنام، قد طلبوا من الله الرحمة، والثبات، والحفظ من كل شر، وتيسير الأمر الذي يمهد لهم الطريق إلى عمل ما يحبه الله، غير ضالين أو مضلين، فألقيت عليهم النوم العميق، وظلوا في الكهف لسنوات عديدة، ولأن النوم هو الموتة الصغرى، فقد بعثناهم من نومهم هذا، لنبين للناس ما علمناه في الأزل، وأي طائفة هي الأدق في حساب عدد الأيام التي لبثوها.

اقرأ أيضًا: سورة الكهف مكتوبة للقراءة كاملة

تفسير سورة الكهف الآيات (13 – 16)

(نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
( 13 ) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات
والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا 
( 14 )
هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 
( 15 ) وإذ اعتزلتموهم
وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته
ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 
( 16 ))

نقص عليك قصصهم يا محمد صدقًا، فهم شباب آمنوا بربهم، ولجأوا إليه، فثبتناهم، وزدناهم إيمانًا على إيمانهم، وشددنا من عزيمتهم، حيث قالوا للملك الذي دعاهم لعبادة الأصنام، أنهم يعبدون الله رب السماوات والأرض، الواحد، وما نقوله هو قول الحق، ودون ذلك قولاً جائرًا، ومن أشد الظلم هو اختلاق الكذب على الله، والشرك به.. ففارقوا قومهم، وتركوهم، ولجؤوا إلى كهف بعيد في الجبل لعبادة الله الواحد، الذي ييسر لهم العيش برحمة منه في الدارين.

آية 17 – 20

وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم
ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتدي
ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا 
( 17 ) وتحسبهم أيقاظا وهم رقود
ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت
عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا 
( 18 )  وكذلك بعثناهم ليتساءلوا
بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم
فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه
وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا 
( 19 ) إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم
في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا 
( 20 ) )

ألقى الله عليهم نومًا خفيفًا، جعلهم يتقلبون يمينًا ويسارًا، بل وتزورهم الشمس عند المشرق والمغرب، حيث لا تؤذيهم من حرارتها، ولا ينقطع عنهم الهواء، حيث إذ نظر إليهم أي شخص يحسبهم أيقاظًا، ولكنهم في نوم عميق، وأيقظهم الله على هيئتهم، دون تغيير، والله وحده يعلم كم مكثوا في الكهف، حيث عرفوا ذلك حين بعثوا أحدهم إلى السوق بعملة نقود، ولكنهم كانوا خائفين من أن يكشفهم أهل مدينتهم ويردوهم إلى دينهم.

تفسير سورة الكهف الآية 21 – الآية 26

(وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها
إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال
الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا 
( 21 )
سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ
مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ
مِنْهُمْ أَحَدًا ( 22 )

وبعد أن عثر أهل القرية على أصحاب الكهف، بعد أن أماتهم الله، تنازعوا في أمرهم، وقال فريق منهم ابنوا عليهم بنيانًا يحجبهم، وقال آخرون اتركوهم وشأنهم، في حين قال أصحاب النفوذ أن يبنوا مسجدًا عليهم، وأمر الله سبحانه وتعالى رسوله ألا يجادل أهل الكتاب في عدد أصحاب الكهف، فالله وحده من يعلم عددهم.

وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ( 23 ) إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ
وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ( 24 ) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ
ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ( 25 ) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ( 26 )

ويأمر الله سبحانه وتعالى بألا نعتزم فعل شئ إلا بتعليقه بمشيئته سبحانه، حيث تقول “إن شاء الله” وينبه الله على أن نذكره حتى وإن نسينا، عسى أن يهدينا سبل الهداية، ويقول الله تعالى أن أصحاب الكهف قد ناموا ثلاثمائة سنة وتسع سنين.

وإذا سُئلت يا محمد عن مدة مكثهم في الكهف وليس لديك يقين فقل “الله أعلم” فهو متولي الأمور، ولا شريك له في الحكمة والقضاء.

تفسير آيات (27) – (33) 

 وَٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدٗا (27) وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ
مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ
وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا
قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا (28)
وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ
إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ
وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ
وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا (29)

اتل يا محمد ما يوحيه الله لك من القرآن، فلا ملجأ منه إلا إليه، واصبر واصطبر مع أصحابك الذين يعبدون الله الواحد، ولا تصرف نظرك عنهم، ولا يغرنك متاع الدنيا، ولا تطع من غفل قلبه، فأعماله حسرات ضائعة، وقل للغافلين أنك جئت بالحق من ربك، فمن آمن فهو خير له ومن أعرض فقد ظلم نفسه، ووعد الله حق، والنار حق.

 إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا (30)

أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ
فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرٗا مِّن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ
مُّتَّكِ‍ِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقٗا (31) ۞وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلٗا
رَّجُلَيۡنِ جَعَلۡنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيۡنِ مِنۡ أَعۡنَٰبٖ وَحَفَفۡنَٰهُمَا بِنَخۡلٖ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمَا زَرۡعٗا (32) كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَيۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَيۡ‍ٔٗاۚ وَفَجَّرۡنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَرٗا (33)

أما من آمن بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة لهم الثواب العظيم، ولا يضيع الله أجرهم، ووعدهم الله الجنة، ووعد الله حق، واضرب يا محمد المثل للكفار برجلين من الأمم التي سبقتهم، أحدهما كافر والآخر مؤمن، فجعلنا للكافر حدائق من أعناب، وأحسنا صنعها، وشققنا بين الحدائق بنهر.

الآية (34) – (44)

وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا (34)
وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا (35) وَمَآ أَظُنُّ
ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا (36)
قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرۡتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ
ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلٗا (37) لَّٰكِنَّا۠ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا (38) وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ
جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالٗا وَوَلَدٗا (39)
فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا
مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا (40)
أَوۡ يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرٗا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبٗا (41) وَأُحِيطَ
بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا
وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا (42) وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ
وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43) هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا (44)

فكان الكافر لديه من المال والثمار، فقال لصاحبه المؤمن بغرور: “أنا أمتلك مالاً أكثر منك، ولا أعتقد أن تفنى هذه الحدائق أبدًا كما تقول أيها المؤمن”، فرد عليه المؤمن: “أتكفر بالله الذي خلقك من تراب؟ وسواك فأحسن مسواك، ولكن الله هو المتفضل وربي الواحد الأحد، ولا أشرك به، ودخلت حديقتك فأعجبتني فحمدت الله، وقلت ما شاء الله لا قوة إلا به، وترى فقد أكون أقل منك في المال والولد، ولكن عسى الله أن يعطيني النعمة ويسلبك إياها” وتحقق قول المؤمن ودُمرت الحدائق بأمر الله، والنصر لله الحق.

الآية 45 – 51

وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ
فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا (45) ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا (46)

وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةٗ وَحَشَرۡنَٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدٗا (47)
وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۢۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ
أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدٗا (48) وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ
وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ
مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا (49) وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ
فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ
مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا (50) ۞ مَّآ أَشۡهَدتُّهُمۡ
خَلۡقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ
مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدٗا (51)

اضرب لهم الأمثال يا محمد، وخاصة لمن اغتروا بالدنيا ومتاعها، وذكرهم بسرعة زوالهم وزوالها، فالمال والولد زينة في هذه الدنيا الفانية، والباقيات هى الأعمال الصالحة فقط، فسبح وحمد وهلل وكبر، وذكرهم أنهم يأتون إلي فردًا فرد، دون مال أو ولد، وكل عمل يقوموا به مكتوب في كتاب يقرأه يوم يرد إلى الله جل وعلا.

ولا تنسى حين أمرت الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس عصاني، وكان من المضلين، فكيف لهم أن يتبعوا هذا الضلال ويعصونني؟!

تفسير من آية 52 إلى آية 57

وَيَوۡمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ
فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُم مَّوۡبِقٗا (52)
وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا (53)
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءٖ
جَدَلٗا (54) وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ
إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا (55) وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ
إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ
وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا (56) وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ
عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ
وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا (57)

وفي عذاب الآخرة، سوف ينادي الله على المشركين بأن ينادوا من أشركوا بهم، ولكن لا نصرة اليوم من عذاب الله، فالأمر هو أمره، ولقد أعطانا الله القرآن الكريم وهو منوع بالأمثال، ولكن الإنسان أكثر المخلوقات جدالاً وخصومة، كما أرسل الله الرسل ليبشروا الناس بالجنة، ويخيفون الناس من العذاب، ولكن سخر بعض الناس بكتاب الله ورسله، و استهزءوا به، واعرضوا عن ذكر الله.

آية 58 – 71

وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدٞ لَّن يَجِدُواْ
مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلٗا (58) وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم
مَّوۡعِدٗا (59) وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ
أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ
فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا
مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا (62) قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ
وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبٗا (63)
قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا (64) فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ
ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا (65) قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ
عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (67)
وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرٗا (68) قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا
وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا (69) قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِي فَلَا تَسۡ‍َٔلۡنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحۡدِثَ
لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرٗا (70) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا
لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡ‍ًٔا إِمۡرٗا (71)

ولقد أهلك الله القريى القريبة منكم (قرية هود، وصالح، ولوط، وشعيب) لظلم أهلها، وكفرهم بالله، واذكر يا محمد موسى -عليه السلام- الذي خرج مع خادمه يوشع بن نون حتى يتعلم من عبد صالح لديه علم، وبعد أن أرهقهما السفر ذكره خادمه بأن الحوت الذي مات قد بعثه الله ونزل إلى الماء ليشق لهم طريقًا، فاتخذ موسى من ذلك علامة من الله لمكان العبد الصالح.

ليجدا الخضر -عليه السلام- ليخبره موسى أنه يريد أن يتعلم منه، فيقوله له أنه لن يصبر على ملازمته، ولكن يخبره موسى بأن سيصبر بإذن الله وأمره. يركبا السفينة فيخرقها الخضر فيستنكر موسى، ويذكره الخضر أنه قد قال له أنه لن يصبر.

طالع: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

تفسير سورة الكهف الآيات 72 – 82

قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (72)
قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا (73)
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ
لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡ‍ٔٗا نُّكۡرٗا (74) ۞قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (75)
قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۢ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا (76)
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا
جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ
بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا (78) أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ
فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ
كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا (79) وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا
طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا (80) فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ
وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا (81) وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ
وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا
وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ
مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا (82)

يعتذر موسى، ويقبل الخضر الاعتذار، يترجلا من السفينة  فيقتل الخضر غلامًا، فاستنكر موسى، فيذكره الخضر، ويعتذر موسى، يذهبا إلى أهل قرية لا يرفضوا ضيافتهما، فيجد الخضر جدار مائل فيبنيه، ولكن لا يستطع موسى أن يصبر، ويطلب من الخضر أن يعرف ماذا فعل.

ويبدأ الخضر في تبرير كل فعل، فقد خرق السفينة خوفًا على عمالها من ملك جائر، وقتل الغلام لأنه سيكبر ويكون كافرًا ويرهق والديه، أما الجدار فكان أسفله كنز من الذهب والفضة، وأراد الله أن يكبرا ويستخرجا هذا الكنز، وكل هذا من أمر الله.

الكهف من (83) إلى (98) 

وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ
قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ
مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا (84) فَأَتۡبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ
ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ
قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا (86)
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا (87)
وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا (88)
ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ
قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا (90) كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا (91)
ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ
يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا (93)قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ

فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا (94)
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا (95)
ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُ
ۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا (96) فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ
لَهُۥ نَقۡبٗا (97) قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ
وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا (98)

يسألونك يا محمد عن ذي القرنين، فقص عليهم ما يعتبرون به من قصة هذا الملك الصالح، والذي رزقناه الأسباب والطرق، وأخذ بهذه الأسباب، حيث وصل إلى مكان تغرب منه الشمس، ووجد قومًا، فقال أن من آمن منهم فله الجنة، ومن كفر فقد ظلم نفسه وسنعذبه في الدنيا، ويرد إلى الله في الآخرة.

سار ذو القرنين إلى مشرق الشمس فوجد وقمًا بين جبلين لا يسترهم ساتر، وعرف أنهم يأجوج ومأجوج وهم أناس يفسدون في الأرض، فطلب منه القوم أن يجعل بينهم وبين المفسدون سدًا، فأقامه، وقال أن هذا السور سيسقط عندما يريد الله ذلك.

تفسير سورة الكهف خواتيم سورة الكهف (99 – 110) 

۞وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ
فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا (99) وَعَرَضۡنَا جَهَنَّمَ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡكَٰفِرِينَ عَرۡضًا (100)
ٱلَّذِينَ كَانَتۡ أَعۡيُنُهُمۡ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكۡرِي وَكَانُواْ لَا يَسۡتَطِيعُونَ سَمۡعًا (101)
أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ
لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلٗا (102) قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا (103) ٱلَّذِينَ ضَلَّ
سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا (104)
أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا (105) ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي
وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ
جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا (107) خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا (108)
قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي
وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا (109) قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ
إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا
وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا (110)

يوم القيامة يُعرض الكافرين في جهنم، حتى يروا نهايتهم، هؤلاء الكافرين هم من كذبوا بالله، ورسوله، ومن ثم فالنار هى عاقبة الكافر، خالدًا فيها،  وأنبأ الناس أن أخسرهم عملاً هم من أشركوا بالله، وكفروا بآياته.. أما من آمنوا بالله فلهم الجنة، خالدين فيها.

قل لهم يا محمد أنه لو كان ماء البحر حبرًا لأقلام يكتب بها كلام الله، ستنفد الماء ولا تنفد كلمات الله، وقل للمشركين أنك بشر يوحي إليك أما الله فهو إله واحد فمن كان منكم يريد لقائه عليه أن يعمل أعمال صالحات، ولايشرك به.

إلى هنا نكون قد تعرفنا إلى تفسير سورة الكهف الميسر، أما إن كنت تبحث عن أهم معاني كلمات السورة، وتفسيرها المختصر، طالع: تفسير سورة الكهف مختصر.

مواضيع قد تعجبك