التوبة من الذنب المتكرر

التوبة من الذنب المتكرر

كتب الله عزوجل على نفسه الرحمة، ومن أسمائه جل وعلا التوّاب، وهو سبحانه يحب التائبين، كما قال سبحانه في سورة البقرة:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)، والله سبحانه وتعالى يفرح بعبده إذا تاب إليه، مع وعد التائب بالرحمة والغفران مهما بلغت ذنوبه، وفيما يلي نسلط الضوء على أدعية التوبة من الذنب المتكرر وشروط التوبة الصادقة.

أدعية التوبة من الذنب المتكرر

لا بأس من من أن يدعو العبد ويتضرع لربه طامعًا في التوبة، دون التقيد بدعاء معين، مع شرط أن يظهر
التائب الندم والتذلل لله، ورجاء التوبة والعفو والمغفرة، وفيما يلي بعض النصوص الشائعة في دعاء التوبة والاستغفار من الذنب:

التوبة من الذنب المتكرر

  • “اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعاً،
    إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ،
    وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ،
    وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.
  • “اللهمّ إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري،
    وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني،
    ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً عليّ بحلمك
    وإحسانك يا أكرم الأكرمين”.
  • “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
    أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
  • “استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة”.
  • “اللهم إني أستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك”.

شروط التوبة

تضافرت دلائل الكتاب والسنة على وجوب التوبة، ولزوم المبادرة إليها، ولكن لابد أن تتوافر عدة شروط حتى تكون توبة صادقة نصوح، وهذه الشروط هي:

  • الإخلاص: بسرعة التوجه لله عز وجل وطلب العفو والمغفرة.
  • الإقلاع عن الذنب: بالتوقف عن فعل الذنب فورًا والإقلاع عنه.
  • الندم: ويعد الركن الأعظم في التوبة، وقال في ذلك الإمام  ابن القيم رحمه الله: فَأَمَّا تَعْظِيمُ الْجِنَايَةِ فَإِنَّهُ إِذَا اسْتَهَانَ بِهَا لَمْ يَنْدَمْ عَلَيْهَا، وَعَلَى قَدْرِ تَعْظِيمِهَا يَكُونُ نَدَمُهُ عَلَى ارْتِكَابِهَا، فَإِنَّ مَنِ اسْتَهَانَ بِإِضَاعَةِ فِلْسٍ – مَثَلًا – لَمْ يَنْدَمْ عَلَى إِضَاعَتِهِ، فَإِذَا عَلِمَ أَنَّهُ دِينَارٌ اشْتَدَّ نَدَمُهُ، وَعَظُمَتْ إِضَاعَتُهُ عِنْدَهُ. وَتَعْظِيمُ الْجِنَايَةِ يَصْدُرُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: تَعْظِيمُ الْأَمْرِ، وَتَعْظِيمُ الْآمِرِ، وَالتَّصْدِيقُ بِالْجَزَاءِ.
  • العزم على عدم العودة إلى الذنب: وعدم الرغبة فيه، وصدق النية على ذلك.
  • أن يتوب العبد قبل أن يصل إلى غرغرة الموت.

طالع أيضًا: كل ما تريد معرفته عن دعاء التوبة وشروط صحتها

كيفية صلاة التوبة

صلاة التوبة كما وردت عن نبينا محمد ﷺ، هي عبارة عن ركعتين، ولم يحدد قراءة سورة معينة من سور القرآن الكريم،
بل يقرأ العبد ما تيسر له.
ثم يقوم العبد بالدعاء والتضرع إلى الله وطلب العفو والمغفرة.
وإظهار التذلل وأنه قد تاب وأناب، ولا نية في نفسه في العودة إلى الذنب، ويكثر من دعاء التوبة.

ونستدل على ذلك بحديث النبي ﷺ: “ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له،
ثم قرأ هذه الآية: [وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ]”. صححه الشيخ الألباني.

مواضيع قد تعجبك