سنّ النبي ﷺ صلاة الاستخارة لأصحابه وعلّمها لهم ليستخيروا الله تعالى في جميع أمورهم،
وقد شرع الله -تعالى- الاستخارة في الأمور المباحة، كالعمل والسفر والزواج، وغيرها،
أمّا الأمور الواجبة، فلا يستخير المسلم لها، بل يفعلها من فوره، كالصلاة والصدقة وبر الوالدين.
وكثيرًا ما يتسائل الناس ماذا بعد الصلاة؟ وكيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة ؟
هل هناك علامات معينة تبيّن الرفض أو القبول؟ ونحاول في هذا المقال الإجابة على هذه الأسئلة، كما أوضحه علماء الدين.
علينا أولاً معرفة المزيد عن صلاة الاستخارة..
الاستخارة هي طلب الخيرة في شيء، وقد أجمع العلماء على أنها سنة عن رسول الله ﷺ،
وقد قال أهل العلم أن الندم لا يلحق من استخار الله عز وجل واستشار خلقه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره”
وقال قتادة: “ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم”.
وصلاة الاستخارة من الصلوات النافلة، وقد علّمنا رسولنا الكريم أن لصلاة الاستخارة كيفية معينة،
كونها تختلف عن الصلاة المفروضة.
وهي عبارة عن ركعتين مثل الفريضة، بحيث نقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون،
ونقرأ بالركعة الثانية سورة الإخلاص، وفي نهاية الصلاة التسليم، وبعد التسليم نقوم بدعاء الاستخارة.
ويمكن للمسلم أن يؤدي صلاة الاستخارة في أي وقتٍ كان، فصلاة الاستخارة لا وقت لها،
ولكن يُفضل أن تُصلَّى في غير أوقات النَّهي،
هناك عددًا من النصائح التي ذكرها علماء الدين للإجابة عن هذا السؤال، نوردها في السطور التالية:
كان النبي ﷺ يُعلّم أصحابه -رضي الله عنهم- الاستخارة في الأمور كلّها، وبيّن لهم دعاء الاستخارة، فقال:
“إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثمّ ليقل: اللهمّ إنّي أَستخيرك بعلمك
وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علَّام الغيوب،
اللهمّ إن كنت تعلم هذا الأمر -ثمّ تسمّيه بعينه- خيراً لي في عاجل أمري وآجله و في ديني
ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه،
اللهمّ وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه،
واقدر لي الخير حيث كان ثمّ ارضني به”.