سورة الفيل : لماذا سميت بهذا الاسم؟ وما هي أسباب نزولها؟

سورة الفيل

تعد سورة الفيل إحدى السور المكية، وهي السورة رقم 105 في المصحف الشريف، وعدد آياتها 5 آيات، وتقع في الجزء الـ 30، وهي من السور التي تبدأ بأسلوب استفهام، في قوله تعالى “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ”.

 

ونزلت سورة “الفيل” بعد سورة الكافرون، وحسب النزول هي السورة رقم 19، ونزلت السورة على النبي -صل الله عليه وسلم- تذكيرًا لقبيلة قريش بما فعله الله -جل وعلا- بأصحاب الفيل، حيث حاولوا هدم الكعبة، بأمر من أبرهة الحبشي، وبمعاونة جيشه، وفيها تذكير بقدرة الله تعالى، حيث عادت قريش النبي -صل الله عليه وسم- ولم تكن بند لأبرهة الحبشي، يذكر أن أسباب نزول السورة قد تعددت، ونتعرف على أسباب النزول جميعًا فيما يلي، كما نتعرف على تفسير مبسط للسورة.

سورة الفيل مكتوبة 

سورة الفيل

بسم الله الرحمن الرحيم

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ

تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ

قصة أصحاب الفيل

بعد أن قرأنا سورة “الفيل”، نتطرق إلى قصة أصحاب الفيل، حيث ذكرت هذه القصة في السيرة، حيث يحكى أن حكامًا ظالمًا، حكم اليمن قبل أن يولد النبي -صل الله عليه وسلم-، وكان هذا الحاكم يدعى “أبرهة الحبشي”، استاء أبرهة من تردد الحجيج على الكعبة المشرفة، وأمر بإصرافهم عن النسك والعبادة.

قام هذا الحكام ببناء بيتًا اسماه “قليس” ودعى وفود الحجيج للعبادة، والنسك، في هذا البيت،
بدلاً من بيت الله الحرام، ولكن أحدًا لم يأتِ، وقرر أن يذهب بجيشه الذي احتوى على أفيال،
ومن ثم توجه إلى الكعبة لهدمها، ولكن توقف الركب في منطقة تدعى “المغمس”
حيث توقفوا جميعًا بقدرة الله تعالى، وجاءت طيرًا أبابيل ترمي هؤلاء القوم بحجارة من نار،
فهلكوا جميعًا، ومن هنا انتهت قصحة أصحاب الفيل،
ولكن ما هي أسباب نزول السورة كما ورد في السنة النبوية؟ هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.

يذكر أنه في طريق أبرهة وجيشه إلى مكة، قابل جد الرسول -صل الله عليه وسلم- عبد المطلب، وهو سيد قريش، وكان معه مجموعة من النوق، فأخذها أبرهة وجيشه غصبًا، ولكن طلب منه عبد المطلب أن يرد النوق له، ويتوقف عما يريد أن يفعله في الكعبة، فأعاد النوق لعبد المطلب، ورفض الرجوع عن مكة، حيث ركد أهل مكة بعيدًا، خوفًا من جيش أبرهة، وأفيلته، وقال له عبد المطلب جملته الأكثر شهرة:

أما النوق فأنا ربها، وأما الكعبة فلها رب يحميها

أسباب نزول سورة “الفيل” 

لا نستطيع الجزم بأسباب نزول الآيات، نظرًا لأن علم أسباب نزول آيات القرآن الكريم من العلوم واسعة المجال، والتي كان الصحابة على دراية بها، نظرًا لكونهم شهود عيان على نزولها على رسول الله -صل الله عليه وسلم- كما أن معرفة أسباب نزول الآيات تسهل عملية تفسير الآيات.

تسرد سورة “الفيل” قصة أبرهة الحبشي، الذي أم بهدم الكعبة،
وذلك قبل أن يولد رسول الله -صل الله عليه- ونزلت الآيات على رسول الله
-عليه أفضل الصلاة والسلام- تذكيرًا لقريش بقدرة الله تعالى، حيث كانوا يعادوا رسول الله.

وسمي العام الذي وقعت فيه تلك الحادثة بعام “الفيل”، ويوافق هذا العام 570 – 571 بعد الميلاد، حيث نسب العام للحادثة التي قام بها أبرهة الأشرم الحبشي في الحرم المكي، وقيل أن الحبشي قد توفي بعد العودة من مكة بقليل، وقيل أن عام الفيل هو عام ميلاد الرسول -صل الله عليه وسلم-.

أسباب تسمية السورة بهذا الاسم 

وضحنا فيما سبق أنه لا يمكن الجزم بأمر أسباب النزول والتسمية، ولكن نحن ننقل ما وصل إلينا عن الصحابة، والتابعين، وجمهور العلماء، والعهدة على الراوي، ومن ثم هناك سببان وراء تسمية السورة باسم “الفيل”: السبب الأول: أن بعض السور القرآنية تسمى بمطالعها، أي ما ورد في أولى آياتها، ومن ثم بدأت السورة بـ “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ”. 

السبب الثاني وراء تسمية السورة بهذا الاسم، هو: تسمية بعض سور القرآن باسم القصص التي وردت فيها، ومن ثم وردت قصة أصحاب الفيل في هذه السورة، وسميت باسم الفيل، الأمر نفسه في سورة البقرة، التي تضمن أكثر من قصة، أهمها قصة البقرة وبني إسرائيل، ومن ثم سميت باسم البقرة، ويرجح الفقهاء أن السبب الثاني هو الأكثر صحة، حيث تضمنت السورة قصة أصحاب الفيل، وأبرهة الحبشي.

إن سورة “الفيل” تأتي بعد سورة “الهمزة” والتي ورد فيها أن المال لا يغني من الله شيئًا، ليأتي الدليل في السورة التي بعدها بهلاك أصحاب الفيل على الرغم من قوتهم ونفوذهم وسيادتهم، حيث كانت هجمة أبرهى الحبشي حملة عسكرية كبيرة قادها من اليمن إلى مكة

تفسير مبسط لمعاني السورة 

يحدث الله -جل وعلا- نبيه -صل الله عليه وسلم- ويقول له: ألم تعلم يا محمد ماذا فعل ربك بأصحاب الفيل؟ أي أبرهة الأشرم الحبشي، وجيشه، حين أرادوا أن يقوموا بتدمير الكعبة؟

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل 
ألم يجعل كيدهم في تضليل 

ثم يكرر الله السؤال، ألم يقم الله بإبطال شرهم، وكيدهم، وتبديد قوتهم، حين أرسل عليهم طيرًا في جماعات، تحمل حجارة من طين متحجر، وقيل من نار، فنزل عليهم، وحطمهم، وجعلهم مثل أوراق الزرع اليابس الذي تأكله البهائم ثم ترميه.

وأرسل عليهم طيرا أبابيل
ترميهم بحجارة من سجيل
فجعلهم كعصف مأكول 

شرح مفردات السورة 

تعرفنا على أسباب النزول، وأسباب تسمية السورة بهذا الاسم، وبعد تعرفنا على تفسير آيات السورة بشكل مبسط، وفيما يلي نعرض أهم معاني ومفردات بعض الكلمات التي وردت في سورة “الفيل”، وهي:

  • الكيد: وقوع الضرر بغيرك على وجه الإخفاء.
  • التضليل: الإبطال، والتضييع.
  • الطير: كل ما صار في الهواء.
  • الأبابيل: جماعات، وأسراب.
  • السجيل: الطين المتحجر.
  • العصف: أوراق الزرع المتبقي بعد الحصاد، وتعصف به الرياح لتأكله الماشية.
  • مأكول: تأكله الدواب تارة، وتنثره تارة أخرى.

قيل في “فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ”  أن فيها تشبيه لأصحاب الفيل بعد هلاكهم بأنهم أصبحوا مثل الزرع الذي أكلته الدواب، وتفرقه، وتنثره، وقيل أن العصف: هو القشرة الخارجية للحنطة،  وقيل أن العصف: هو التبن، وقيل أن العصف، هو لحاء البر.

المعنى الإجمالي للسورة

في سورة “الفيل” تبليغ عظيم بقدرة الله تعالى، فكل قدرة دونها هالكة، حتى وإن حمت نفسها في كائن ضخم مثل الفيل، فقدرة الله -تعالى- تفوق كل القدرات، فهو صاحب، وخالق، القدرة، وكل قدرة دون قدرته خاضعة لسلطانه.

حيث جاء أصحاب الفيلم، محتمين به، هذا الفيل الذي هو إحدى مخلوقات الله،
حيث جائوا متعززين بهذا المخلوق بعد أن سولت نفس حاكمهم بأن يهدم الكعبة،
التي يذهب لها النساك من كل حدب وصوب، ولا يأتون إلى بيته القليس المزخرف، الكبير، الهائل.

ولكن ما أن يقتربوا لهدم بيت الله، يتوقف الفيل بقدرة الله وأمره، ويهلكوا جميعاً بالشتات، ويبطل الله تدبيرهم، ويجعل كيدهم تدمير لهم، فكل هذه العدة والعدد والعتاد لا شئ في مقابل قدرة الله العلي.

 

قدمنا فيما يلي سورة “الفيل” مكتوبة، وقصة أصحاب الفيل، كما تعرفنا على أهم معاني سورة “الفيل”، وتفسير وشرح مبسط لآياتها.

مواضيع قد تعجبك