دعاء موت الفجأة ما هو ؟ “راحة للمؤمن وأسف للفاجر”

دعاء موت الفجأة

يعتبر موت الغفلة من أقدار الله -جل وعلا- التي يقضي بها في عباده، فيصاب العبد بالموت مفاجأة، دون أي مقدمات تذكر، ولكن هذا ما تراه أعين البشر، فالروح من أمر ربي، فقد يرى العبد أن فلانًا قد توفي غفلة، وفجأة، وحيدًا، دون أهل أو صاحب، ودون سابق إنذار، وفي حقيقة الأمر أنه لم يكن كذلك، فالله عز وجل خير صاحب، وخير أهل، فهو لا يترك عباده وهم أحياء يرزقون، فما بالنا حين تكون الروح في يد بارئها، فما أحن يد الله، وما أكرم وجهه الكريم.. وخوفًا من الموت غفلة يبحث الكثير من الأشخاص عن دعاء موت الفجأة خوفًا وطمعًا في حسن الختام.

 

فكيف لنا أن نرى من منظور ضيق بأن هذه الميتة مأساوية؟ ولا تدل على حسن الخاتمة، أو سوء العمل؟ فكيف يكون المتوفى وحيدًا في لحظاته الأخيرة وقد كان في صحبة بارئه؟ فهذا الشقاء والمأساة التي تراه أعين الأحياء ما هي إلا نعيم في صحبة المولى -جل وعلى- فإن كان للموت غفلة حكمة فهى بالطبع حكمة للأحياء، وليس لمن ذهب وترك الدنيا.

دعاء موت الفجأة ما هو ؟

إن موت الفجأة أحد صوت الموت، المنتشرة منذ القدم، وذكر في “المقاصد الحسنة” أن موت الغفلة علامة من علامات الساعة، وقيل أن موت الفجأة قد يدل على الصلاح والخير، وقد يدل على التقصير والظلم، وهذا من الصعب أن يلتمسه العبد، حيث أن العمل بالنية، ولا يمكن الجزم بأن فلان صالح، والآخر طالح، وعليه نحن نلتمس الخيرات للمتوفى إن كان صالحًا، وإن مخطئًا فندعو له بالرحمة والعفو، فرحمة الله أشمل وأعم مما يتصور عقل بشر.

ومن رحمة الله على البشر اختلاف الفقهاء في أمر الموت غفلة، ففيهم من رأى أن الموت غفلة رحمة، وعفوًا، وفرجًا، وفيهم من استعاذ من الموت فجأة، طالبًا من الله أن يكفر خطاياه، ويخفف سكرات موته، وجاء في السلف هذا التعارض، فعن عبد الله بن مسعود، وعائشة، رضي الله عنهما، قالا عن الموت غفلة:

 “أسف على الفاجر، وراحة للمؤمن”

وذكرت العديد من الأحاديث التي تقول أن الرسول -صل الله عليه وسلم- كان يستعيذ من الموت غفلة، ولكن هذه الأحاديث ليست صحيحة، ولم يستعذ الرسول من موت الفجأة، ولم يذكره مادحًا أو ذامًا، الأمر نفسه في دعاء موت الفجأة، الذي ورد عن رسول الله، فهو من الأدعية الكاذبة، الموضوعة، التي لا أصل لها في الكتاب أو السنة، وجميعها إجتهادات شخصية.

وخير ما دعى به رسول الله -صل الله عليه وسلم- ما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله- عنه حين قال:

دعاء موت الفجأة

 

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ،
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ

إذًا لا يوجد دعاء يحفظك من موت الفجأة ولكن هناك بعض الأمور الواجب عملها لحسن الختام، مثل: حسن العمل، والإخلاص إلى وجه الله تعالى، والسير على خطى نبيه، وذلك ليس فقط المداومة على إقامة الفروض، ولكن العمل بها بإخلاص، دون أن يخالطك قلبك، مع مداومة الاستغفار، والعودة إلى الله، وابتغاء مرضاته في أصغر الأمور، فبأي هيئة تود أن تقابل المولى -جل وعلا-؟ هذا هو اختيارك، وصنيع عملك.

دعاء لمرة واحدة بالعمر يحفظك من الموت فجأة

انتشر هذا الدعاء بين العديد من الأشخاص، وخاصة على منصات شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، ويتداوله الناس فيما بينهم طمعًا في الحفظ من الموت غفلة، وأملاً في نيل الحسانات، ولكن ما مدى صحة هذا الدعاء؟ وما هو نص الدعاء؟ هذا ما نتعرف عليه فيما يلي:

أولاً: نص دعاء يحفظك من موت الفجأة ويقال مرة واحدة في العمر 

روي عن رسول الله -صل الله عليه وآله وسلم- مضمون الحديث أنه قال:
من قرأ الدعاء في أي وقت فكأنه حج 360 حجة، وختم 360 ختمة،
وأعتق 360 عبدا، وتصدق ب 360 دينارا، وفرج عن 360 مغموما.

بمجرد أن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديث نزل جبرائيل
-عليه السلام- وقال: يا رسول الله! أي عبد من عبيد الله سبحانه وتعالى،
أو أي أحد من أمتك يا محمد قرأ الدعاء ولو مرة واحدة في العمر بحرمتي
وجلالي ضمنت له سبعة أشياء: رفعت عنه الفقر. أمنته من سؤال منكر
ونكير. أمررته على الصراط . حفظته من موت الفجأة . حرمت عليه دخول
النار . حفظته من ضغطة القبر . حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم.

الدعاء : لا إله إلا الله الجليل الجبار، لا إله إلا الله الواحد القهار, لا إله إلا الله
الكريم الستار، لا إله إلا الله الكبير المتعال، لا إله إلا الله وحده لا شريك له
إلها واحدا، ربا وشاهدا، أحدا وصمدا، ونحن له مسلمون، لا إله إلا الله
وحده لا شريك له إلها واحدا، ربا وشاهدا، أحدا وصمدا، ونحن له عابدون،
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا، ربا وشاهدا، أحدا وصمدا،
ونحن له قانتون، لا إله إلا وحده لا شريك له، إلها واحدا، ربا وشاهدا،
أحدا وصمدا، ونحن له صابرون، لا إله إلا الله محمد رسول الله،
اللهم إليك فوضت أمري، وعليك توكلت، يا أرحم الراحمين.

ثانيًا: مدى صحة هذا الدعاء 

إن الدعاء السابق ليس له أي أساس من الصحة، والحديث الذي ورد فيه الدعاء هو حديث كاذب، لا أصل له في كتاب الله أو سنة نبيه، ولم يخرج عن أئمة الحديث، وأرجع بعض العلماء أن هناك بعض الدلائل الظاهرة في نص الحديث السابق تدل على كذبه، وهي:

  • تأكيد الحديث عى أن من يقرأه، مرة واحدة، وإن عمل الكبائر، يدخل الجنة، وهذا يناقض العقيدة الإيمانية.
  • المخالفة للمعقول عن كتاب الله وسنة نبيه نظرًا لترتيب الأعداد العظيمة كثواب لمن يقرأ الدعاء الاسبق.
  • وجود لفظ “علي ولي الله” يؤكد فرضية كذبه، فبطبع لاشك أن أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه-  هو من أولياء الله، ولكن تخصيص ذلك دون غيره من الأولياء يؤكد هذه الفرضية.

 

لا تنسَ أن تقول “دعاء المتوفى” لكل نفس غالية فارقت الحياة
ويمكنك التعرف على ما هي فائدة الدعاء للمتوفى ولماذا ندعو له؟

 

أدعية لدفع البلاء 

ورد عن الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام- أنه قال: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط” ومن ثم علينا أن نصبر، ونحتسب، ونتيقن في أن كل بليه ورائها حكمة إلاهية لن يتثنى عقلنا البشري عن إلتماسها، ولكن يرزق الله عباده الصبر، والرضا، إذا صبروا، وفيما يلي نعرض أدعية لدفع البلاء، وردت في السنة النبوية:

قال النبي عليه الصلاة والسلام: من قال:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات
لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
وأحمد وصححه الألباني.

 

وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
رواه مسلم.

دعاء موت الفجأة

 

وعن عائشة أن رسول الله صل الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء:
اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم،
وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم،
اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به
عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل،
وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل،
وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا.

رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.

والدعاء يقال بأي لغة، وبأي طريقة، ولا يستلزم نص بعينه، ولكن يستلزم استحضار القلب، والإخلاص إلى وجه الله تعالى.. قدمنا فيما سبق مدى صحة دعاء موت الفجأة، ونص الأحاديث الصحيحة من الموضعة عن هذا الدعاء.

مواضيع قد تعجبك