كل ما تريد معرفته عن مرض ضمور العضلات.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

ضمور العضلات

تعد أمراض العضلات من الأمراض التي تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الإنسان، لما لها من آثار سلبية عليه بشكل عام، فقد تؤدي تلك الأمراض إلى فقدان الشخص القدرة على القيام بأي عمل يذكر. ومن تلك الأمراض مرض ضمور العضلات.

ويعد مرض ضمور العضلات من الأمراض الوراثية التي تهدد ما بين 700 ألف إلى مليون شخصاً في مصر، حيث يصيب الأعصاب الموجودة بالحبل الشوكي، فيؤدي إلى حدوث ارتخاء شديد في العضلات، وقد يتفاقم إلى حد فقدان الحركة في حالة عدم علاجه.
وفي هذا المقال نتناول مرض ضمور العضلات بالتفصيل.. أسبابه وأعراضه وتشخصيه وطرق علاجه.

ما هو ضمور العضلات ؟

ضمُور العضلات هي حالة طبية تصيب العضلات يتم فيها فقدان النسيج العضلي بالتدريج،
وتصبح العضلات أقل حجماً مع الوقت.

وغالباً ما يصيب ضمُور العضلات الجسم عندما يتوقف الشخص عن القيام بأي نشاط جسدي،
أو حتى عندما يبقى ملازماً للسرير لفترات مطولة نتيجة الإصابة بمرض ما أو التعرض لحادث ما،
أو يمكن أن يحدث بسبب الوراثة أو سوء التغذية.

كيف يتم تشخيصه ؟

  • يمكنك إجراء تشخيص للمرض من خلال اختبار الدم العادي عن طريق إظهار ما إذا كانت توجد حالات خلل في جين الخلايا العصبية الحركية 1 (SMN 1)، وهو المسئول عن بقاء بروتين الخلايا العصبية الحركية.
  • ويوجد أيضًا اختبار دم آخر، لا تتجاوز تكلفته 50 جنيهًا، يقيس كمية إنزيم فوسفوكيناز الكرياتين في الجسم.
    ويوجد إنزيم فوسفوكيناز الكرياتين بشكل أساسي في القلب والدماغ وعضلة الهيكل العظمي وتشير مستوياته المرتفعة إلى إصابة الشخص بضمور العضلات؛ ويتراوح فوسفوكيناز الكرياتين بين (50 إلى 200)
    في الفرد غير المصاب بضمور العضلات؛ ومع ذلك، بالنسبة لهؤلاء المصابين به، فإنه يرتفع من الدم وهو علامة للمتخصصين حيث يشير أيضًا إلى نوع الضمور العضلي المصاب به الشخص بناءً على مدى ارتفاع
    إنزيم فوسفوكيناز الكرياتين.

أنواع حالات ضمور العضلات

ضمور العضلات

  1. ضمُور العضلات الدوشيني
    ويعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً من ضمور العضلات، ويعتبر أكثر شيوعاً بين الفتيان،
    على الرغم من أن الفتيات قد تكن حاملات للمرض، وتتأثرن بشكل طفيف.

    وحوالي ثلث الأولاد الذين يعانون من ضمور العضـلات الدوشيني ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض،
    ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب أن الجين المعني قد يكون عُرضة للتغيير المفاجئ الغير طبيعي (طفرة تلقائية).وتظهر العلامات، والأعراض عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، وتتضمن ما يلي:
    صعوبة النهوض من الاستلقاء، أو من وضع الجلوس، سقوط متكرر، مشاكل في الجري، والقفز. مشية متهادية (متمايلة)، كبر عضلات الساق، المشي على أصابع القدم، ألم، وتصلب العضلات، عوائق تعليمية.

  2. ضمور عضلات بيكر
    وتكون العلامات، والأعراض مشابهة لتلك الموجودة في ضمور العضلات الدوشيني،
    ولكن تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالاً، وتتقدم ببطء.وتبدأ الأعراض عادةً لدى المراهقين،
    ولكن لا تحدث حتى منتصف عمر العشرين، أو فيما بعده.

أنواع أخرى من ضمُور العضلات

يتم تحديد بعض أنواع ضمُور العضلات من خلال صفة محددة، أو من خلال المكان في الجسم الذي بدأت فيه الأعراض،
وتتضمن الأنواع ما يلي:

  • ضمور عضلي طرفي
    تتأثر في البداية عادة عضلات الفخذين، والكتف.
    وقد يعاني الأشخاص المصابين بهذا النوع من صعوبة في رفع الجزء الأمامي من القدم،
    مما يؤدي إلى حدوث العرج.
    و قد تبدأ الأعراض عادة في مرحلة الطفولة، أو سنوات المراهقة.
  • ضمُور العضلات الوجهي الكتفي العضدي
    يبدأ ضعف العضلات عادة في الوجه، والكتفين، وقد تظهر لوحتي الكتف على هيئة ما يُشبه الجناح،
    عندما يقوم شخص يعاني من ضمور العضلات الوجهي الكتفي العضدي برفع ذراعيه.
    ويحدث في البداية عادة في سنوات المراهقة، ولكنه قد يبدأ في مرحلة الطفولة، أو في وقت متأخر في سن 40 سنة.
  • مرض شتاينرت
    تتأثر في البداية عادة عضلات الوجه، والرقبة.
    ويتميز هذا النوع من المرض بعدم القدرة على إرخاء العضلات فيما بعد التقلصات.
    ويعتبر مرض شتاينرت هو الشكل الأكثر شيوعاً من بداية ضمور العضلات لدى البالغين.
  • ضمُور العضلات الخلقي
    يُصيب هذا النوع الفتيان، والفتيات، ويظهر عند الولادة، أو قبل عُمر سنتين.
    وتتطور بعض الأشكال ببطء، وتُسبب عجز بسيط، بينما تتطور أشكال أخرى بشكل أسرع، وتُسبب اختلال شديد.

ما هي أعراض ضمور العضلات؟

تعتمد الأعراض الظاهرة على مريض ضمُور العضلات على السبب الرئيسي للحالة وحدتها، وهذه بعض الأعراض التي قد تظهر:

  • شعور المريض بوهن وضعف عام.
  • مشاكل وصعوبات في التوازن الجسدي.
  • تقلص حجم العضلات تدريجياً.
  • عدم القدرة على ممارسة الأنشطة البدنية لفترات طويلة من الوقت.
  • الشعور بأن حجم إحدى اليدين أو القدمين أصغر من الأخرى وبشكل ملحوظ.
  • ألم في المنطقة المصابة.
  • صعوبة تحريك العضو المصاب.

مضاعفات ضمور العضلات

ضمور العضلات

تتضمن مضاعفات ضعف العضلات التدريجي ما يلي:

  • مشاكل القلب
    حيث من الممكن أن يقلل ضمور العضلات من كفاءة عضلة القلب.
  • مشاكل المشي
    حيث يحتاج بعض الأشخاص المصابين بضمور العضلات في نهاية الأمر إلى استخدام كرسي متحرك.
  • قصر العضلات، أو الأوتار حول المفاصل (التقلصات)
    والتي يمكن أن تقلل من حركة الحالة.
  • مشاكل التنفس
    حيث يمكن أن يُصيب الضعف التدريجي العضلات المرتبطة بالتنفس.
    وقد يحتاج الأشخاص المصابين بضمور العضلات في نهاية الأمر إلى استخدام جهاز مساعد للتنفس (التنفس الصناعي)، ويستخدم في البداية أثناء الليل، ولكن من المحتمل أيضاً أثناء النهار.
  • مشاكل البلع
    من الممكن الإصابة بالمشاكل الغذائية، والالتهاب الرئوي إذا أُصيبت العضلات المسئولة عن البلع،
    ويكون الحل استخدام أنابيب التغذية.
  • العمود الفقري المنحني (الجنف)
    حيث تكون العضلات الضعيفة غير قادرة على تثبيت العمود الفقري بشكل مستقيم.

أسباب ضمور العضلات

تلعب العديد من العوامل دوراً كبيراً في الإصابة بضمور العضلات، وهذه أهمها:

  1. الجينات والوراثةضمور العضلات الشوكي (SMA) هو اضطراب وراثي يسبب فقدان خلايا الأعصاب الحركية وضمور العضلات.

    ومن الجدير بالذكر إلى وجود ما يسمى بحثل العضلات، وهي حالة يندرج أسفلها مجموعة
    من الأمراض المختلفة التي تتسبب في خسارة الكتلة العضلية وضعف العضلات وضمورها.

    ويحدث الضمور العضلي عندما يتحور أحد الجينات المشاركة في إنتاج البروتين.
    ويمكن لأي شخص أن يرث طفرات جينية، ولكن العديد منها يحدث بشكل طبيعي مع تطور الجنين.

  2. سوء التغذية
    وفقاً لما ذكره موقع (medical news today) فمن الممكن لسوء التغذية أن تحفز نشأة وظهور مجموعة من الأمراض،
    بما في ذلك مرض ضمور العضلات.
    وتحذر “المؤسسة الدولية لهشاشة العظام” من أن الوجبات الغذائية المنخفضة البروتين والفواكه
    والخضروات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في كتلة العضلات.

    وقد يتطور ضمور العضلات المرتبط بسوء التغذية نتيجة للحالات الطبية التي تضعف قدرة الجسم
    على امتصاص العناصر الغذائية، مثل: سرطان القولون العصبي، الداء الزلاقي، الهزال.

  3. العُمر

    مع التقدم في العمر يبدأ الجسم بإنتاج كميات أقل من البروتينات،
    والتي تساهم عادة في زيادة حجم العضلات والحفاظ على صحتها وعلى قوة النسيج العضلي.

    ومع انخفاض كميات البروتينات في الجسم، تبدأ الخلايا العضلية بالتقلص في حالة تسمى ضمور اللحم،
    وعادة ما تسبب ظهور الأعراض التالية: مشاكل في التوازن، مشاكل في الحركة، مشاكل في الخصوبة.

  4.  أمراض مختلفة
    هناك العديد من الأمراض التي قد تساهم في الإصابة بضمور العضلات، وفقاً لماذكره موقع (Health Line)
    وهذه أهمها:

    • التصلب الجانبي الضموري، والمعروف أيضًا باسم مرض لو جيريج،
      وهو يؤثر على الخلايا العصبية التي تتحكم في حركة العضلات الطوعية.
    • التصلب اللويحي.
    • التصلب المتعدد، وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية يدمر فيها الجسم الأغطية الواقية للأعصاب.
    • التهاب العضلات.
    • التهاب المفاصل.
    • شلل الأطفال، وهو مرض فيروسي يصيب الأنسجة العضلية ويمكن أن يؤدي إلى الشلل.

  5. مشاكل عصبية
    قد تؤدي الإصابة أو الحالة إلى تلف الأعصاب التي تتحكم في العضلات،
    مما يؤدي إلى حالة تسمى ضمور العضلات العصبية، وهو أمر يمنع انقباض العضلات
    وانبساطها بسبب عدم وصول أي إشارات عصبية إلى العضلات.

  6.  أسباب أخرى
     قد ترفع العوامل التالية من فرص الإصابة بضمور العضلات:

    • ملازمة السرير بسبب مرض ما أو بسبب شلل أصاب الأطراف نتيجة جلطة أو سكتة.
    • التواجد في أماكن تتميز بمستوى جاذبية منخفض، كما في حالات رواد الفضاء.
    • التعرض لحروق.
    • الجلوس لفترات طويلة، خاصة من قبل الأشخاص الذين يعملون في وظائف مكتبية.
علاج ضمور العضلات

ضمور العضلات

يختلف علاج ضمُور العضلات اعتماداً على تشخيص طبيعة وشدة ضمور العضلات، ومعرفة الأسباب
والحالات الطبية المرتبطة بحدوثه.
وقد يساعد علاج الحالة الكامنة التي تسبب ضمور العضلات في إبطاء تقدم فقدان العضلات.
وتشمل علاجات ضمور العضلات:

  • العلاج الطبيعي والفيزيائي
    خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من شلل أو مشاكل في الحركة كانت هي السبب في ضمور العضلات.يتضمن العلاج الطبيعي أداء تمارين محددة بهدف منع الجمود، ويوفر العلاج الطبيعي العديد من الفوائد التالية للأشخاص الذين لديهم ضمُور العضلات كزيادة قوة العضلات، تحسين الدورة الدموية،منع الجمود، الحد من التشنج
    والذي يسبب تقلص العضلات المستمر
  • الجراحة
    وهو خيار علاجي يطرح على من يعانون من مشاكل في الأعصاب أو إصابات كانت هي السبب في ضمور العضلات.
  • التحفيز الكهربائي الوظيفي
    التحفيز الكهربائي الوظيفي (FES) هو علاج فعال آخر لضمور العضلات، حيث أنه ينطوي على استخدام النبضات الكهربائية لتحفيز تقلص العضلات في العضلات المتضررة.
  • العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة
    توفر هذه التقنية أشعة طاقة الموجات فوق الصوتية إلى مناطق محددة في الجسم،
    إذ تحفز الحزم انقباضات في النسيج العضلي الضموري.جدير بالذكر أن هذه التكنولوجيا الجديدة في مرحلة التطوير ولم تدخل بعد مرحلة التجارب السريرية.
نصائح للمرضى المصابين بضمور العضلات فيما يخص الطعام وما ينبغي عليهم الابتعاد عنه:

التغذية مهمة للغاية للمرضى المصابين بضمور العضلات، كما هو الحال عادةً للمرضى المصابين بأي مرض أو متلازمة،
فيجب أن يعيش جميع المرضى المصابين بضمور العضلات حياة صحية؛ إذ تتعرض العضلات للضمور سريعاً
ولذلك توجد حاجة لنظام غذائي متوازن، نذكره فيما يلي:

  • تعتبر الفواكه والخضراوات والبروتينات والفيتامينات، وخاصة فيتامين (د)،
    في غاية الأهمية للتخفيف من التطور السريع للمرض.
    اقرأ أيضاً: علاج نقص فيتامين د “عليك التعرض للشمس وتناول هذه الأطعمة”
  • يجب على الأشخاص الذين يتناولون المنشطات الابتعاد عن الملح المُضاف والمواد الحافظة والأغذية المصنعة
    والسكر المكرر؛ للحد من خطر حدوث مضاعفات والإصابة بمرض السكري.
  • إذا لم يتوخ المريض الحذر في أخذ المنشطات، فيجب عليه التوقف عن تناولها،
    وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدهور سريع للحالة، وهذا يعني أن اتباع نظام صحي هو أمر في غاية الأهمية.
  • بالنسبة للأطفال، يرجى عدم إعطائهم الحلويات أو المقرمشات.

وأخيراً، بعد أن استعرضنا كل ما يخص ضمور العضلات من أسباب وأعراض تظهر على المريض، وطرق العلاج المختلفة تبعاً لطبيعة وشدّة الحالة، هل تجد أن هذه المعلومات كافية؟
شاركنا في التعليقات.

مواضيع قد تعجبك