كثيرًا ما يحتار المرء فيما أمامه من اختيارات، أو تصيبه الحيرة والتخبط ولا يدري أي القرارات سليمة وأيها غير سليم بالمرة، والأصل أن يلجأ العبد إلى ربه، يستخيره بالصلاة والدعاء، ويسأله من علمه وفضله، ومن أهم الأمور التي يحتاج فيها المسلم إلى الاستخارة هي الزواج، لما يترتّب على تلك الخطوة الهامة العديد من القرارات وشكل الحياة المستقبلية، وفي هذا المقال نستعرض معًا كيفية صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج بالخطوات، بالإضافة إلى دعاء الاستخارة بالتفصيل.
كان النبي ﷺ يُعلّم أصحابه -رضي الله عنهم- الاستخارة في الأمور كلّها، وبيّن لهم دعاء الاستخارة، فقال:
“إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثمّ ليقل: اللهمّ إنّي أَستخيرك بعلمك
وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علَّام الغيوب،
اللهمّ فإن كنت تعلم هذا الأمر -ثمّ تسمّيه بعينه- خيراً لي في عاجل أمري وآجله و في ديني
ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه، اللهمّ
وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه،
واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضّني به”
ليس لصلاة الاستخارة وقت محدد، بل يجوز للمسلم متى أهمَّه أمر وأراد أن يطلب الخِيرة من الله -عز وجل-
لذلك الأمر أن يتوجه إليه بالصلاة ويسأله حاجته.
إلا إن ذلك الجواز محصور بأوقات الاستحباب والإباحة، فلا تُشرع صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة،
وهي ما بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس بقدر رُمح، وفترة توسّط الشمس في السماء قبل الزوال،
وما بعد صلاة العصر إلى الغروب؛ أي عندما تميل الشمس للغروب، فإن ابتعد المسلم عن تلك الأوقات جاز لها أن يُصلِّيها متى أراد.
أما عن بعض الأوقات المستحبة عن غيرها لأدائها، فهي الثلث الأخير من الليل، أي قبل الفجر بساعتين وحتى آذان الفجر.
كما أن على المسلم ضرورة معرفة أن الاستخارة تكون في الأمور المباحة، أو الأمور المندوبة والواجبة
بشرط أن يحصل تعارض بين واجبين أو مندوبين ويريد المستخير أن يختار أحدهما أو يبدأ بأحدهما قبل الآخر،
أما الأمور الواجبة والمستحبة فلا يُستخار لفعلهما، وكذلك الأمور المحرمة أو المكروهة فلا يُستخار لتركهما.