يعد الثلث الأخير من الليل من أكثر الأوقات التي اختصها الله تبارك وتعالى بفضل عظيم،
فهو وقت يستجاب فيها الدعاء، ويتباهي المولى عز وجل بعباده القائمين المستغفرين فيه،
كما يتنزل فيه تيارك وتعالى إلى السماء الدنيا، وفي هذا المقال نجيب عن جميع تساؤلاتكم عن الثلث الأخير من الليل.
في حال كانت الشمس تغربُ على الساعة الخامسة مساءً ويطلع الفجر في الساعة الخامس صباحًا،
فإنَ ثلث الليل مدته 4 ساعات، وثلثي الليل مدته 8 ساعات، وقياسًا على ذلك فإن الثلث الأخير،
يبدأ من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
يبدأ ثلث الليل الأخير في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى الساعة الخامسة،
أي إلى وقت صلاة الفجر،
إيقاظ الأهل لقيام الليل
ونستدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
“كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ كُلَّهَا،
وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ”.
وعن أمَّ سلمةَ رضي الله عنها قالت: «استَيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:
“سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ؟- يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ- حَتَّى يُصَلِّينَ،
رُبَّ كَاسـيةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ”.
الحرص على الدعاء
فهو من أوقات الدعاء المستجاب.
أن يقول المصلى بعد التسليم من صلاة الوتر: (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات،
مع رفع صوته في المرة الثالثة، حيث إنّ هذا من السُّنة، ونستدل على ذلك بحديث
أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: [سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ]”.
وفي حديث عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه: “وَيَرْفَعُ بِسُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ”.
السُّنَّة لمن فاته قيام الليل أن يصلِّيه من النهار
فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فنام عن وتره،
بسبب غفلة أو مرض،فلم يُصلِّيه، فإنه يُصلِّيه من النهار أربعًا،
، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس فنام عن وتره، أو مرض، فإنه يُصليه من النهار سِت ركعات،
وقد كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، ولأنه كان من عادته صلى الله عليه وسلم
أن يوتر بإحدى عشـرة ركعة، فإن عائشة رضي الله عنها تقول عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
“وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى من النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشـرةَ رَكْعَةً”.
الرفق في العبادة دون التأثير على الخشوع
فإذا أصاب العبد نعاس نام؛ ليقوم نشـيطًا، ليصلِّي بقلب خاشع وذهن حاضر في الصلاة،
ونستدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
“إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ. فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ؛
لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ”.
وإذا أصابه الفتور ل بأس بإن يصلى جالسًا، ونستدل على ذلك بحديث أنس رضي الله عنه قال:
“دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ: [مَا هذَا؟]
قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ: [حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسَلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ]”.
كما أنه من السنة أن ينام العبد إذا أصابه نعاس ونحوه وهو يقرأ القرآن بالليل
ونستدل على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
“إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ”.