الثلث الأخير من الليل “طريقك للجنة”

الثلث الأخير من الليل "طريقك للجنة"

يعد الثلث الأخير من الليل من أكثر الأوقات التي اختصها الله تبارك وتعالى بفضل عظيم،
فهو وقت يستجاب فيها الدعاء، ويتباهي المولى عز وجل بعباده القائمين المستغفرين فيه،
كما يتنزل فيه تيارك وتعالى إلى السماء الدنيا، وفي هذا المقال نجيب عن جميع تساؤلاتكم عن الثلث الأخير من الليل.

كيفية حساب الثلث الأخير من الليل

في حال كانت الشمس تغربُ على الساعة الخامسة مساءً ويطلع الفجر في الساعة الخامس صباحًا،
فإنَ ثلث الليل مدته 4 ساعات، وثلثي الليل مدته 8 ساعات، وقياسًا على ذلك فإن الثلث الأخير،
يبدأ من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

ما هو وقت الثلث الأخير من الليل؟

يبدأ ثلث الليل الأخير في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى الساعة الخامسة،
أي إلى وقت صلاة الفجر،

فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ:
    مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”
    (رواه البخاري، ومسلم).
  • عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
     “مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
    وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ،
    ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ”
     (رواه البخاري).
  • عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
    مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِرًا يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يُدْرِكَهُ النُّعَاسُ لَمْ يَنْقَلِبْ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ
    يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه”
    (رواه الترمذي).

فضل قيام ثلث الليل الأخير

  • حث الله تبارك وتعالى عباده على قيام الليل، فخاطبهم بصيغة الأمر، قال تعالى:
    “يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلًا، نِصفه أو انقُص منه قليلًا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنّ قيام الليل هو شرف المؤمن”
    حيث يعد قيام الليل دليل على حرص العبد على العبادة.
  • كما أنه علامة على التقوي واليقين، قال تعالى: “إنّ المتقين في جناتٍ وعيونٍ،
    آخذين ما آتاهم ربهم إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون”.
  • مَدح الله تعالى من يقوم الليل، قال الله تعالى:
    “تتجافى جُنوبُهم عن المضاجع يدعُون ربَّهم خوفًا وطَمَعًا وممَّا رزقناهم يُنفقون،
    فلا تعلم نفسٌّ ما أُخفيّ لهم من قُرة أعينِ جزاءً بما كانوا يعملون”.
  • يعد قيام الليل أحد أسباب رحمة الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    “رحم الله رجلًا قام من الليل فأيقظ امرأته”.
  • كما يعد من أكبر أسباب دخول الجنة، حيث يعد واحدًا من العبادات التي تصاحبها المشقة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام،
    وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
  • وقد أوصتنا أم المؤمنين عائشة رضى الله عنهابالحرص على قيام الليل، حيث قالت:
    “لا تَدع قيام الليل، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعُهُ، وكان إذا مَرض، أو كسلَ، صلى قاعدًا”.
  • ميز الله عباده الذين يحرصون على قيام الليل في الأجر، عن غيرهم، ممن يتركوه، قال تعالى:
    “أمّن هو قانتٌ آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربِّه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”.

كيفية صلاة قيام الليل

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
    “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة”.
  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي قيام الليل مثنى ويسلم وينهي بركعة وتر واحدة،
    فإنّ صلى ثلاث عشرة ركعة، فإنه يصلي ركعتين ويسلم، ويوتر بواحدة بعد أن ينتهي،
    ومن الجدير بالذكر أن صلاة قيام الليل غير مقيدة بعدد ركعات معينة،
    فقد تركها الله تبارك وتعالى غير محددة رحمة منه بعباده،
    حتي يستطيع كل شخص أن يصلى حسب مقدرته.

سنن ثلث الليل الآخر

إيقاظ الأهل لقيام الليل
 ونستدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
“كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ كُلَّهَا،
وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ”.
وعن أمَّ سلمةَ رضي الله عنها قالت: «استَيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:
“سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ؟- يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ- حَتَّى يُصَلِّينَ،
رُبَّ كَاسـيةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ”.

الحرص على الدعاء
 فهو من أوقات الدعاء المستجاب.

أن يقول المصلى بعد التسليم من صلاة الوتر: (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات،
مع رفع صوته في المرة الثالثة، حيث إنّ هذا من السُّنة، ونستدل على ذلك بحديث
أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى}
و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: [سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ]”.
وفي حديث عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه: “وَيَرْفَعُ بِسُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ”.

السُّنَّة لمن فاته قيام الليل أن يصلِّيه من النهار
فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فنام عن وتره،
بسبب غفلة أو مرض،فلم يُصلِّيه، فإنه يُصلِّيه من النهار أربعًا،
، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس فنام عن وتره، أو مرض، فإنه يُصليه من النهار سِت ركعات،
وقد كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، ولأنه كان من عادته صلى الله عليه وسلم
أن يوتر بإحدى عشـرة ركعة، فإن عائشة رضي الله عنها تقول عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
“وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى من النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشـرةَ رَكْعَةً”.

من سنن ثلث الليل الآخر

الرفق في العبادة دون التأثير على الخشوع
 فإذا أصاب العبد نعاس نام؛ ليقوم نشـيطًا، ليصلِّي بقلب خاشع وذهن حاضر في الصلاة،
ونستدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
“إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ. فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ؛
لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ”.
وإذا أصابه الفتور ل بأس بإن يصلى جالسًا، ونستدل على ذلك بحديث  أنس رضي الله عنه قال:
“دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ: [مَا هذَا؟]
قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ: [حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسَلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ]”.

كما أنه من السنة أن ينام العبد إذا أصابه نعاس ونحوه وهو يقرأ القرآن بالليل
ونستدل على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
“إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ”.

مواضيع قد تعجبك