ما فضل الصدقة للميت وما هي أشكالها؟

الصدقة للميت

يعد الإنفاق في سبيل الله من أفضل العبادات وأصدقها، فهي عمل خير خفي بين الإنسان وخالقه، كما أنّها تقوّي صلة العبد بربه، وكما نحتاج في حياتنا للتصدّق، يحتاج الميت كذلك للصدقة، فالمتصدّق يُظَلّ بظلّ صدقته يوم الحساب حتى يفرغ الحساب
فقد قال النبيّ ﷺ: “الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ”، فهل تجوز الصدقة للميت ؟ وما أشكالها ؟
هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.

ما فضل الصدقة للميت ؟

اتفق أهل العلم على أن الدعاء والاستغفار والصدقة والحج تصل للميت.

أما الدعاء والاستغفار فلقول الله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
وقال النبي ﷺ : “استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل”، وقال صلى الله عليه وسلم:
“إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء”.

وأما الصدقة فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة: “أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم
إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر
إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم”. رواه البخاري برقم 1388 ، ومسلم برقم 1004.
وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة: “أن أمه توفيت وهو غائب فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب
فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال: نعم، فقال : أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها” رواه البخاري برقم 2756.

وأما الحج فقد قال ﷺ لمن سألته عن الحج: “أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته،
قالت: نعم قال: فدين الله أحق بالقضاء” رواه البخاري برقم 6699 ، ومسلم برقم 1148.

ومما سبق نرى أن الصدقة عن الميت تنفعه ويصل إليه ثوابها، سواء كانت مقطوعة أم مستمرة.

فالمؤمن إذا دعا إلى خير أو فعل خيرًا في غيره يرجى له مثل أجره، فإذا تصدق عن أبيه أو عن أمه
أو ما أشبه ذلك فللمتصدق عنه أجر وللباذل أجر، وهكذا إذا حج عن أبيه أو عن أمه فله أجر ولأبيه وأمه
أجر ويرجى أن يكون مثلهم أو أكثر لفعله الطيب وصلته الرحم وبره لوالديه، وهكذا أمثال ذلك فضل الله واسع.

وقاعدة الشرع في مثل هذا أن المحسن إلى غيره له أجر عظيم، وأنه إذا فعل معروفًا عن غيره يرجى له
مثل الأجر الذي يحصل لمن فعل له ذلك المعروف،
وقد قال عليه الصلاة والسلام: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

أشكال الصدقة عن الميت

الصدقة للميت

  • أفضل الصدقة للميت هي الصدقة الجارية التي تمتد منفعتها، ويبقى أصلها؛
    كتوفير الماء بحفر بئر، أو إجراء نهر، أو ما أشبه ذلك في الأماكن التي يحتاج أهلها إلى الماء؛
    لما رواه الإمام أحمد وغيره عن سعد بن عبادة- رضي الله عنه- قال:
    قلت: يا رسول الله؛ إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟
    قال: سقي الماء”.
     حسنه الألباني.
  • بناء المساجد، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وبناء المدارس، والمستشفيات؛
    فقد قال رسول الله ﷺ: “ومن بنى لله مسجداً يذكر فيه اسم الله تعالى،
    بنى الله له به بيتاً في الجنة”. رواه أحمد وغيره.
  • والصدقة على الأسرة المحتاجة يلحق ثوابها المتوفى أيضاً،
    وهي من أفضل الصدقات كذلك، ومن أعظمها أجراً،
    كما قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) {الحديد:18}.
  • طباعة المصاحف وتوزيعها على الناس.
  • إطعام الطعام والتبرّع بالملابس.
  • غرس الأشجار.
  • مساعدة طلاب العِلم وتوزيع الأموال عليهم.
  • المساهمة في تجهيز الجيوش للجهاد في سبيل الله تعالى.

الأمور التي ينتفع منها الميت

  • الدعاء والاستغفار له
    فقد جاء في القرآن الكريم على جواز الدعاء للميت:
    (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
    رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر: 10]،
    وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلّم: “اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا” [صحيح]،
    وحث الصحابة على الدعاء للميت بعد دفنه والسؤال له التثبيت لأنّه سيُسأل،
    واستمر الصحابة من بعده على هذا النهج والدعاء لجميع المسلمين.
  • الصوم
    لما ورد عن النبي ﷺ من ضرورة قضاء الصوم عن الميت الذي لم يستطع قضاءه في حياته.
  • الحج
    فيجوز للحي أن يحج عن الميت ويصله أجر الحج بإذن الله تعالى.
  • قراءة القرآن الكريم
    وهذا هو رأي أهل السنة، لكن ذهب بعض العلماء أنّ الأجر لا يصل.

مواضيع قد تعجبك