قصة الخضر .. وهل هو نبي أم لا؟

تعرف على قصة الخضر عليه السلام

تسرد لكم “تريندات” في هذا المقال قصة الخضر كما تجيب لكم على تساؤلات، من هو الخضر؟ وهل هو نبي أم لا؟
وما سبب لقاءه بسيدنا موسي عليه السلام.

من هو الخضر؟

الخضر هو العبد الصالح الذي ذكره الله تبارك وتعالى في سورة الكهف، ولم يذكراسمه صراحة في الآيات الكريمة،
وهو عبد رزقه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علمًا، وقد زعم البعض أنه على قيد الحياة حتي يومنا هذا
وحتي يوم القيامة.

وقد أجاب شيخ السلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ  عندما سأل عن ذلك، فقال: “لو كان الخضر حيًا
لوجب عليه أن يأتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويجاهد بين يديه ويتعلم منه.

وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر: “اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض”
وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم،فأين كان الخضر حينئذ؟
فالقرآن ،والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر كما يقولون.

وعندما سئل الإمام البخاري عن الخضر والياس هل هما أحياء ؟ فقال: كيف يكون هذا ؟ وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:
” لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد ” (رواه الشيخان) . وسئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا – مستدلين بالقرآن -: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون) ؟ (الأنبياء: 34).

لماذا سمي بالخضر؟

قيل أن الخضر -عليه السلام- يعود نسبه لآدم -عليه السلام- فهو ابنه ومن صلبه، وقيل هو بلياء بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليه السلام-، وقد سبق بزمانه زمان إبراهيم الخليل -عليهم السلام- جميعاً،
وقيل حول سبب تسميته بالخضر؛ أنّه جلس على بقعةٍ من الأرض بيضاء، فاهتزّت من تحته، وانقلبت خضراء نضرةً فسمّي الخضر، وقد كانت كنايته “أبي العباس”.

هل هو نبي أم لا؟

  • اختلف أغلب أهل العلم حول هل هو نبي أم عبد صالح؟ وما اتفق عليه الجميع وأكده أنه عبد صالح،
    استدلالًا بقوله تعالى: (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً). (الكهف/65).
  • وقد رأي البعض أنه نبي استدلالًا بقوله تعالى: وما فعلته عن أمري  الكهف / 82 ، أي : وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا،
    وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي.إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا، ولا سيما قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر،
    وتعييب سفن الناس بخرقها؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى،
    وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى: ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء/45، و “إنما ” صيغة حصر.

    قصة الخضر في القرآن

  • وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)
  • فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)
  • فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)
  • قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)
  • قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)
  • قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)
  • وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)
  • قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)
  • فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)
  • قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)
    فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)

    قصة الخضر مع سيدنا موسى سورة الكهف من الآية (76) إلى (82)

قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)

فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)

أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)

وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا
وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)

سبب لقاء الخضر بسيدنا موسى عليه السلام

  • كان موسي عليه السلام يخطب في بني إسرائيل يومًا ويعلمهم مما علمه الله،
    فسألوه عن أعلم أهل ألأرض، فكان جواب موسى بأنّه هو، فعاتبه الله تبارك وتعالى
    لأنّه لم يُرجع الفضل لخالقه، وأخبره بوجود مَن هو أعلم منه في مجمع البحرين.فسأل موسى ربّه كيف يُمكن الوصول إليه، فأمره الله -تعالى- أن يخرج ومعه حوتًا،
    وفي المكان الذي يُفقد فيه الحوت سوف يجد الرجل الصالح، فانطلق موسى -عليه السلام- وأصطحب معه فتاه،
    وكان يسمي يوشع، فلمّا بلغا الصخرة غلب عليهما النوم.فخرج الحوت من مكانه وشق طريقه إلى البحر، وبعد استيقاظ موسى -عليه السلام- وفتاه تابعا
    مسيرتهما في البحر دون أن يتفقّدا وجود الحوت من عدمه.

    وبعد أن نال التعب والجوع منهما طلب موسى عليه السلام من فتاه بأنّه يحضر لهم بعض الطعام،
    فلم يجد الفتى الحوت، وقال له بأنّه نسي الحوت عند الصخرة وأنّ ذلك من فعل الشيطان،
    فأسرع موسى -عليه السلام-  بالعودة إلى المكان الذي فقد فيه الحوت فوجد العبد الصالح.

  • فعرفه الخضر وقال له بأنّه موسى بني إسرائيل، وأنّ الله -تعالى- آتاه علما لا ينبغي تعليمه وهو التوراة،
    وأنّ الله آتى الخضر علماً لا ينبغي لموسى أن يعلمه.ثمّ نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة
    لعلم الله إلّا كما أخذ هذا الطائر من البحر، فطلب منه موسى -عليه السلام- أن يعلمه مما علمه الله،
    فقال له الخضر بإنّه لن يستطيع أن يصبر، ولكنّ موسى تعهّد له بألّا يعصي له أمرًا، وألّا يسأله عن
    شيء يفعله حتى يُفسّره له، فوافق الخضر على ذلك.
قصة الخضر ورحلة موسي عليه السلام في السنة
  • جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تفاصيل قصة الخضر وموسي عليه السلام فقال:( فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ
    فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَفْجَأْ إِلَّا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ
    بِالْقَدُومِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا
    لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا. قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا ؟! قَالَ : لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ
    وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا.
  • قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا.
  • قَالَ: وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ ).
  • وفي حديث أبي بن كعب 🙁 ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَةِ، فَبَيْنَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ.
  • فَقَالَ لَهُ مُوسَى : أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ؟! قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا . قَالَ : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى . قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ).
  • وفي حديث أبي بن كعب: ( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا،
    فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ مَائِلا، فَقَامَ الْخَضِرُ فَأَقَامَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ
    يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ؟! قَالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ.
  • فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا.
  • وقد فسر الخضر لموسي عليه السلام كل ما فعل في الآيات السابقة.

مواضيع قد تعجبك