ما هي كفارة اليمين وكيفية إخرجها؟

ما هي كفارة اليمين وكيفية إخرجها؟

جعل الله تبارك وتعالى لنا كفارة اليمين رحمة منه بنا، فهي تمحي أثر الحلف المغلوط،
قال الله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ
مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ
ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 89].
وفي هذا المقال تسرد لكم “تريندات” تعريف كفارة اليمين ومقدارها وكيفية إخراجها، مع توضيح أنواع الأيمان.

تعريف كفارة اليمين

  • معنى اليمين: هو الوعد على القيام بعمل معين أو حفظ شئ ما، وتأكيده بذكر اسم الله تعالى
    أو بذكر صفة من صفاته، وكان الناس أيام الجاهلية كانوا إذا تحالفوا يأخذ كل منهم اليد اليمنى
    للآخر وقيل أنّ اليمين سمّي بذلك لأنّ الحلف يتقوى قسمه واليد اليمنى أقوى من اليد اليسرى.
  • معني الكفارة: هي ما يقوم  بإخراجه الشخص الحانث بيمينه سواء كان كسوة أو طعام أو عتق
    تكفيراً لحنثه في يمينه، والحنث هو عمل خلاف مضمون اليمين.
    والكفارة في اللغة تعني التغطية والستر وقد تم تسميتها بذلك لأنّها تستر الإثم وتغطيه.
  • وقد أخرج أبو داود، وغيره عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    هو ـ والمقصود به يمين اللغو ـ كلام الرجل في بيته، لا والله، وبلى والله. وصححه الألباني مرفوعًا في إرواء الغليل.

أنواع الأيمان

  • أولًا: اليمين الغموس: وهي المحلوفة على ماضٍ مع كذب صاحبها وعلمه بالحال،
    وسمِّيت هذه اليمين غموسًا؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم، والإتيان بهذه اليمين حرام وكبيرة من الكبائر؛
    لما فيها من الجرأة العظيمة على الله تعالى، ويجب على من اقترف هذه اليمين أن يتوب إلى الله عز وجل ويندم على ما فعله، ويعزم على عدم العودة إلى مثله، وعليه كفارة يمين على ما ذهب إليه الشافعية، وهو المفتى به.
  • ثانيًا: يمين اللغو: وهي التي يسبق اللسان إلى لفظها بلا قصد لمعناها؛ كقولهم: “لا والله” و”بلى والله” في نحو صلة كلام أو غضب، سواء أكان ذلك في الماضي أم الحال أم المستقبل، وهذه اليمين لا إثم على قائلها، ولا كفارة عليه.
  • ثالثًا: اليمين المعقودة: وهي كل يمين لا تُعَدُّ لغوًا، ومن حلف يمينًا معقودة على أمر وحنث فيها، فكفارة يمينه: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

مقدار الكفارة

ما هي كفارة اليمين وكيفية إخرجها؟

  • مقدار وقيمة الكفارة بالوزن:
  • كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، والإطعام يكون لكل مسكينٍ قدر صاع
    من غالب قوت أهل البلد -كالقمح أو الأرز مثلًا؛ كما ذهب إلى ذلك الحنفية،
    ويقدر الصاع عندهم وزنًا بحوالي (3.25) كجم، ومن لا يستطيع إخراج هذا القدر
    يجوز له إخراج مُدٍّ لكل مسكين من غالب قوت أهل البلد، وهذا هو مذهب الشافعية،
    والمد عندهم ربع صاع، وقدره (510) جم تقريبًا؛ لأن الصاع عندهم (2.04) كجم.
  • كيفية إخراج قيمة الكفارة:
  • يجوز إخراج الطعام نفسه، ويجوز إخراج قيمته للمستحق.
  • من يعجز عن إخراج الكفارة: يصوم ثلاثة أيام.
بدائل الكفارة
  • في حالة عدم قدرة الشخص الحانث بيمينه على اخراج الكفارة بإطعام عشرة مساكين
    أو كسوتهم أو تحرير رقبة مؤمنة، فيجوز له الصيام، ولا يجوز أبدًا أن يقوم الشخص بالصيام
    في حال كان مستطيع ولديه سعة في المال تمكنه من اخراج الكفارة.

حكم كفارة اليمين في المذاهب الأربعة

  • لا يجوز الصوم بدلًا من اخراج الكفارة في مذهب الحنابلة والمالكية والحنفية، إلّا في حالة عدم الاستطاعة
    التامة عن اخراج الكفارة.
  • وقد أجاز مذهب الشافعية الصوم حتى لو لم يصل عجز الشخص إلى هذا الحد.
  • يجب أن يقوم الشخص بصيام ثلاثة أيام متواصلة ومتتالية تبعًا لما ورد في مذهب الحنابلة
    والحنفية والشافعية، وقد اختلفت المذاهب على العذر الشرعي الذي يقطع الصيام
    وجاء في المذهب الحنبلي أن الحيض والنفاس والمرض لا تقطع التتابع في صيام الكفارة
    أمّّا المذهب الشافعي يرى أن الحيض لا يمنع تتابعه.
  • ومن الجدير بالذكر أن ابن قدامة قد قال في المغني:
    وجملته أن اليمين التي تمر على لسانه في عرض حديثه، من غير قصد إليها،
    لا كفارة فيها، في قول أكثر أهل العلم؛ لأنها من لغو اليمين، نقل عبد الله،
    عن أبيه أنه قال: اللغو عندي أن يحلف على اليمين، يرى أنها كذلك، والرجل يحلف فلا يعقد قلبه على شيء.
  • كما قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرحه: وقوله:
    «يمين مكفرة» أي: تدخلها الكفارة، مثل اليمين بالله، والنذر، والظهار، فهذه ثلاثة أشياء كلها فيها كفارة،
    وخرج بذلك الطلاق، والعتق فلا كفارة فيهما.فإن قال في اليمين المكفرة: (إن شاء الله) لم يحنث، أي: ليس عليه كفارة، وإن خالف ما حلف عليه،
    مثال في اليمين بالله: قال: والله لا ألبس هذا الثوب إن شاء الله، ثم لبسه فليس عليه شيء؛
    لأنه قال: إن شاء الله، ولو قال: والله لألبسن هذا الثوب اليوم إن شاء الله، فغابت الشمس ولم يلبسه،
    فليس عليه شيء، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فلا حنث عليه»..
حكم اخراج قيمة كفارة اليمين نقودًا
  • صرح جمهور أهل العلم أن الواجب هو إطعام الفقير أو دفع الطعام له لا دفع قيمة الطعام.
  • وقد اجاز أبو حنيفة إخراج القيمة في الكفارات والزكاة، ووافقه شيخ الإسلام ابن تيمية
    إذا كان في إخراج القيمة حاجة ومصلحة للمساكين، ومنعها في حال عدم وجود ذلك،
    فقال في الفتاوى : وأما إخراج القيمة في الزكاة والكفارة ونحو ذلك فالمعروف من مذهب مالك والشافعي أنه لا يجوز، وعند أبي حنيفة يجوز، وأحمد رحمه الله قد منع القيمة في مواضع وجوزها في مواضع، فمن أصحابه من أقر النص ومنهم من جعلها على روايتين، والأظهر في هذا أن إخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع منه، ولهذا قدر النبي صلى الله عليه وسلم الجبران بشاتين أو عشرين درهما ولم يعدل إلى القيمة، ولأنه متى جوز إخراج القيمة مطلقاً فقد يعدل المالك إلى أنواع رديئة. إلى أن قال: وأما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة أو العدل فلا بأس به.
  • واستدلالًا بذلك فلا يجوز إخراج كفارة اليمين نقودا أي قيمة عند جمهور العلماء بل يجب إخراجها طعامًا،
    أما على القول الآخر وهو قول أبي حنيفة الذي يرى جواز إخراج القيمة مطلقًا،
    وقول شيخ الإسلام الذي يرى جواز دفع القيمة إن كان في ذلك حاجة ومصلحة للفقراء
    فلا مانع من أن تخرج السائلة مقابل هذه الكفارة قيمة أي تخرجها دراهم،
    و يجوز للحانث بيمينه أن يدفع الكفارة سواء كانت طعامًا أو نقودًا لإحدى الجمعيات الخيرية الموثوق بها،
    لكن لا بد من اعلامهم بأن هذه كفارة أيمان، لأن القائمين على الجمعية إذا لم يعلموا أن هذا المبلغ كفارة يمين
    ربما دفعوا المبلغ كله لفقير واحد أو فقيرين، وربما وزعوه على مائة فقير على سبيل المثال،
    وهذا لا يصح في الكفارة؛ لأن الكفارة الواحدة لا بد أن توزع على عشرة لا أقل من ذلك ولا أكثر.

مواضيع قد تعجبك