كيفية صلاة الضحى وفضلها.. “ما لا تعرفه عن صلاة التوّابين الأوّابين”

صلاة الضحى

للصلاة في الإسلام مكانة عظيمة، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي عمود الدين وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن كانت صالحة صَلُح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
وقد فرض الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين خمس صلواتٍ مفروضة في اليوم والليلة،
وبالإضافة إلى هذه الصلوات المفروضة يوجد صلوات مسنونة سنّها النبي -ﷺ-، ومن يُؤدّيها ينال أجرًا عظيمًا من الله تعالى،
ومن هذه الصلوات صلاة الضحى التي تُسمى أيضًا بصلاة الأوّابين، فما هي صلاة الضحى وكيف نصليها وما فضلها؟..
إليك الإجابة في هذا المقال.

ما هي صلاة الضحى وما حكمها؟

معنى كلمة الضُحى هو الصحو في ارتفاع الشمس والنهار، وهي آتيه من كلمة ضُحى ويضحو وضحى.

ولصلاة الضحى أسماء أخرى، منها: صلاة الإشراق؛ وقد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها،
كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون.

صلاة الضُحى سنة أوصى بها النبي ﷺ بعض أصحابه وفعلها في بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام،
وفعلها يوم الفتح صلى ثمان ركعات الضحى يوم الفتح، فهي سنة مؤكدة، ومن النوافل المُستحبّة؛
لما في صحيح مسلم عن أمّ المُؤمنين عائشة رضي الله عنها: كم كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يصلي صلاة الضحى ؟ قالت: أربعَ ركعاتٍ، ويزيدُ ما شاء. يقول الإمام النفراويّ المالكيّ: (وصلاة الضّحى بالقصر نافلةٌ متأكّدة).

صلاة الضحى

صلاة الضحى كم ركعة؟

صلاة الضُحى أقلها ركعتان؛ لما رواه البخاري ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ:
أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى،
وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ
.

وكذا حديث أبي ذر الذي رواه مسلم في صحيحه أن النَّبِيِّ -ﷺ- قَالَ:
يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَي مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ،
وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى”
.
فهذان الحديثان يدلان على أن صلاة الضُحى ركعتان، وتكونان بتشهد واحد، كتحية المسجد وصلاة الصبح.

وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صلاها أربعًا أو أكثر أيضًا لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى، قَالَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ. رواه مسلم.

قال النووي في شرحه: هَذِهِ الْأَحَادِيث كُلّهَا مُتَّفِقَة لَا اِخْتِلَاف بَيْنهَا عِنْد أَهْل التَّحْقِيق وَحَاصِلهَا: أَنَّ الضُّحَى سُنَّة مُؤَكَّدَة،
وَأَنَّ أَقَلّهَا رَكْعَتَانِ، وَأَكْمَلهَا ثَمَان رَكَعَات، وَبَيْنهمَا أَرْبَع أَوْ سِتّ كِلَاهُمَا أَكْمَل مِنْ رَكْعَتَيْنِ وَدُون ثَمَان
… اهــ .
وإن صلاها أربعًا أو ستًا أو ثمان فإنه يتشهد ويسلم من كل ركعتين كصلاة الصبح؛ لما رواه أبو داوود
في سننه بِإِسْنَادٍ صَحِيح عَلَى شَرْط الْبُخَارِيّ – قاله النووي – من حديث عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -ﷺ- يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
فإذا صلّى المسلم أكثر من ركعتين، فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين، لقول النبي -ﷺ- :
“صلاة الليل والنهار مثنى مثنى”. رواه أحمد وأصحاب السنن.

ما هو وقت صلاة الضحى؟

وقت الضحى يبدأ من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، -ويحصل ذلك بعد خمس عشرة دقيقة تقريباً بعد بزوغها-
إلى أن يقوم قائم الظهيرة، وهو قُبيل زوال الشمس بزمن قليل، وقدَّره بعض العلماء بعشر دقائق تقريباً قبل دخول وقت الظهر،
فيمكن أن يؤديها المسلم في أي ساعة من هذا الوقت.

لكن أفضلها عند اشتداد الضحى، إذا اشتد الحر ورمضت الفصال كما قال -ﷺ- .
ففي الحديث الصحيح يقول -ﷺ- “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”.
يعني: حين يشتد حر الرمضاء على أولاد الإبل، فصلاتها في الضحى في ارتفاع الضحى أفضل
وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس فقد حصلت السنة.

صلاة الضحى

كيفية صلاة الضحى

إذا أراد المسلم أن يصلّي صلاة الضُحى، فينبغي أن يجهّز نفسه حسيًا ومعنويًا، فيتوضأ ويُسبغ الوضوء
ثم يتوجه للمكان الذي سيؤدي فيه الصلاة، ويصلي بالكيفية الآتيه:

  • النيّة؛ وذلك بأن ينوي أن يصلي الضُحى.
  • يكبّر تكبيرة الإحرام.
  • يقرأُ دعاء الاستفتاح.
  • يقرأُ سورة الفاتحة.
  • يقرأُ آيات أو سورة قصيرة بعد الفاتحة.
  • يُكبر ويركع ويقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم.
  • يَرفعُ من الركوع حتى يستوي قائماً، قائلاً: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
  • يُكبر ويسجد ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى.
  • يرفع من السُجود ويجلس جلسة قصيرة.
  • يسجد سجدة ثانية ويقول في سجوده كما قال في السجود الأول.
  • يرفع من السجود ويصلّي باقي الركعات كما صلَّى الركعة الأولى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الجلوس
    للتشهد بعد صلاة الركعتين.
  • يجلس للتشهُّد الأخير، وقراءة التشهد والصلاة الإبراهيميّة.
  • يُسلّم عن يمينه، ويقول أثناء التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.
  • يُسلّم عن شماله، ويقول أثناء التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.

فضل صلاة الضحى وثوابها

  • نيل أجر الصّدقة:
    فقد رُوي عن النّبي -ﷺ- أنّه قال:
    “يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة،
    وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة،
    ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى”.
  • وصف المحافظين على صلاة الضحى بالأوّابين:
    فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -ﷺ- :
    “لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين”.
  • كِفاية الله تعالى للمُحافظين على صَلاةِ الضُّحى:
    فعن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام،
    عن الله عز وجل أنّه قال: (ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره).
  • حرص النبي – ﷺ- عليها:
    والدليل على ذلك ما ورد في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت:
    كَانَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي الضُّحَى أرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ الله.

مواضيع قد تعجبك