تعرف على دعاء لبس الثوب وآداب اللباس

تعرف على دعاء لبس الثوب وآداب اللباس

يحب الله تبارك وتعالى أن يرى النعمة على عباده، فقد جعل المولى عز وجل كل الكون، لنعمره ونستمتع بنعمه،
تحت شرطًا واحدًا وهو عدم الاسراف والتكلف، في جميع مناحي الحياة، ومنها ارتداء الثياب،
قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67]،
لذلك تسرد لكم “تريندات” في هذا المقال دعاء لبس الثوب وآداب اللباس،
من السنة النبوية الصحيحة.

دعاء لبس الثوب

  •  وردت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تتناول آداب ودعاء لبس الثوب
    ومنها ما أخرجه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وصححه من حديث أبي سعيد:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة،
    أو قميصا، أو رداء ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له،
    وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له.
  • وقد جاء أيضًا حديث معاذ بن أنس- رفعه-: من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا،
    ورزقنيه من غير حول مني، ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه. أخرجه وحسنه أحمد والترمذي.

دعاء لبس الثوب الجديد

  • كما أخرج الترمذي، وابن ماجه، وصححه الحاكم من حديث عمر-رفعه-:
    من لبس ثوبا جديدا، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي،
    وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، فتصدق به،
    كان في حفظ الله، وفي كنف الله حيا، وميتا.
  • عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه، قال: ((كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
    إذا استجَدَّ ثَوبًا سَمَّاه باسْمِه؛ إمَّا قميصًا أو عِمامةً، ثمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ لك الحَمدُ أنت كسَوتَنِيه،
    أسألُك مِن خَيرِه وخَيرِ ما صُنِعَ له، وأعوذُ بك مِن شَرِّه وشَرِّ ما صُنِعَ له)).

دعاء لمن لبس ثوب جديد

  • ولا يقتصر دعاء لبس الثوب على ما يرتديه الشخص من ثياب فقط،
    بل يجب أن يدعو أيضًا لاخوانه عند رؤيتهم في ثوب جديد.
  • قال أبو نضرةَ: (كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا لَبِسَ أحَدُهم ثوبًا جديدًا قيل له: تُبلي ويُخلِفُ اللهُ تعالى).
  • عن أمِّ خالدٍ بنتِ خالدٍ رضي الله عنها، قالت:
    ((أُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثيابٍ فيها خَميصةٌ سَوداءُ صَغيرةٌ،
    فقال: مَن تَرَونَ نكسو هذه؟ فسكَتَ القَومُ، قال: ائتُوني بأمِّ خالدٍ، فأُتِيَ بها تُحمَلُ،
    فأخَذَ الخميصةَ بِيَدِه فألبَسَها وقال: أبلِي وأخْلِقي. وكان فيها علَمٌ أخضَرُ أو أصفَرُ، فقال: يا أمَّ خالدٍ، هذا سَنَاهْ))
    .
آداب لبس الثوب

 

وردت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله وسلم التي تعلمنا آداب اللباس وكان من فضلها شكر الله
تبارك وتعالى على رزقه، وحفظ البدن من الشيطان، واتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم،
وتتلخص تلك الآداب في الآتي:

التيمن عند لبس الثوب

  • عن حارثةَ بنِ وَهبٍ الخُزاعيِّ، قال: ((حَدَّثَتْني حَفصةُ زَوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
    أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَجعَلُ يَمينَه لطعامِه وشَرابِه وثِيابِه، ويجعَلُ شِمالَه لِما سِوى ذلك)).
  • عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التيَمُّنُ في تنَعُّلِه،
    وترَجُّلِه، وطُهورِه، وفي شأنِه كُلِّه)).
  • عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه، قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
    ((إذا لَبِستُم وإذا توضَّأتُم، فابدَؤوا بأيامِنِكم)).
نظافة الثوب
  • عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: ((أتانا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرأى رجُلًا شَعِثًا قد تفَرَّقَ شَعرُه،
    فقال: أمَا كان يجِدُ هذا ما يُسَكِّنُ به شَعْرَه، ورأى رجلًا آخَرَ وعليه ثيابٌ وَسِخةٌ،
    فقال: أما كان هذا يجِدُ ماءً يَغسِلُ به ثَوبَه)).
ارتداء أجمل الثياب يوم الجمعة
  • عن عبدِ اللهِ مولى أسماءَ، قال: ((أخرَجَت إليَّ أسماءُ جُبَّةً مِن طيالسةٍ عليها لِبْنةٌ شِبرٌ مِن دِيباجٍ،
    وإنَّ فَرْجَيها مكفوفانِ به، فقالت: هذه جُبَّةُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كان يَلبَسُها للوفودِ، ويومَ الجُمُعةِ)).
تجنب الإهمال أو التكلف في زينة الثوب
  • عن أبي أُمامةَ رضي الله عنه، قال: ((ذكَرَ أصحابُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا عِندَه الدُّنيا، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألا تَسْمَعونَ، ألا تَسْمَعونَ، إنَّ البَذاذةَ مِن الإيمانِ، إنَّ البَذاذةَ مِن الإيمانِ)).
  • البذاذة تعني هنا رثاثة الهيئة، أى أن يظهر الرجل يوماً متزيناً ويوماً شَعِثاً.
مراعاة جمال الثوب

 

  • عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
    ((لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبرٍ، قال رجلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يحِبُّ أن يكونَ ثَوبُه حسَنًا ونَعلُه حَسَنةً،
    قال: إنَّ اللهَ جَميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبرُ بطَرُ الحَقِّ، وغَمطُ النَّاسِ)).
  • عن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
    ((كُلُوا واشْرَبوا، وتصَدَّقوا والبَسُوا، في غَيرِ مَخِيلةٍ ولا سَرَفٍ؛ إنَّ اللهَ يُحِبُّ أن تُرى نِعمَتُه على عَبدِه)).
استحباب ارتداء الملابس البيضاء
  • عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: البَسُوا مِن ثيابِكم البَياضَ؛
    فإنَّها مِن خَيرِ ثِيابِكم، وكَفِّنوا فيها مَوتاكم)).
  • عن سَمُرَةَ بنِ جُندَبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
    ((البَسُوا البَياضَ؛ فإنَّها أطهَرُ وأطيَبُ، وكَفِّنوا فيها موتاكم)).
تجنب ارتداء الثياب للشهرة والتباهي
  • لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلَّة يوم القيامة»
    (رواه أحمد وحسنه الألباني).
ألا يلبس الرجال الثياب المصنوعة من  الحرير أو الذهب إلا للضرورة
  • لحديث عليٍّ رضي الله عنه قال : إنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرًا فجعله في يمينه
    وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال : «إنَّ هَذَين حرام على ذكور أمتي» (رواه أبو داود وصححه الألباني).
يجب  ألاَّ يطيل الرجل ثوبه بحيث يجاوز الكعبين
  • لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار»، (رواه البخاري).
عدم ارتداء فردة واحدة من الحذاء
  • عن أبي رَزينٍ، قال: ((خرج إلينا أبو هريرةَ، فضَرَب بيَدِه على جَبهتِه،
    فقال: ألا إنَّكم تَحَدَّثونَ أنِّي أكذِبُ على رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لِتَهتَدوا وأضِلَّ!
    ألا وإني أشهَدُ لَسَمِعْتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ:
    إذا انقطَعَ شِسْعُ أحَدِكم، فلا يمشِ في الأُخرَى حتى يُصلِحَها)).
  • عن أبي الزُّبَيرِ، أنَّه سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما يحَدِّثُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
    قال: ((لا تَمشِ في نَعلٍ واحدٍ)).
  • عن أبي الزُّبَيرِ، أنَّه سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما يحَدِّثُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
    قال: ((لا تَمشِ في نَعلٍ واحدٍ)).
  •  عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
    ((لا يَمشي أحَدُكم في نَعلٍ واحدةٍ  (23) ، لِيُحْفِهما جميعًا، أو لِيُنعِلْهما جميعًا)).
التسمية عند خلع الثوب
  • روى الطبراني في الأوسط، وابن أبي شيبة في مصنفه عَنْ أَنَسِ -رضي الله عنه- قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَتْرُ مَا بَيْنَ عَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ وَالْجِنِّ إِذَا وَضَعَ أَحَدُهُمْ ثَوْبَهُ أَنْ يَقُولَ:
    بِسْمِ اللَّهِ»
     صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته.
  • ونستنتج من ذلك أنه من المستحب أن يقول المسلم (بسم الله الرحمن الرحيم)،
    في كل وقت ينزع فيه ثيابه لتبديله أو للغسل أو لقضاء الحاجة.
آداب اللباس الخاصة بالمرأة في الإسلام
  • أن يكون الثوب ساترًا للعورة.
  • أن يكون الثوب فضفاضًا لا يشف ولا يصف.
  • ألا يشبه لبس الرجال، روى  ابن عباس رضي الله عنهما قال :
    «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المشتبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال»
    (رواه البخاري) .. والتشبُّه يكون في اللباس وغيره.

مواضيع قد تعجبك