دعاء المصيبة من السنة النبوية وفضل الصبر عند الشدائد

دعاء المصيبة

يُبتلى المسلم في حياته لحكمةٍ لا يعلمها البشر، بل يعلمها ربّ البشر -سبحانه وتعالى-،
وقد جعل الله تعالى حياة الإِنسان في الدنيا تتقلّب بين السعادة والشقاء، والعسر واليسر، والغنى والفقر، والصحة والمرض.
والابتلاء أمر حتمي في حياة المسلم ليميّز الله الخبيث من الطيّب، وفي الوقوف أمام الابتلاء موقف الصبر خيرٌ عظيم اختُصَّ به المؤمنُ دون غيره كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه –
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- قال:
“عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.. إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له”.
وينبغي على المسلم أن يدعو ربّه في كل الأوقات، ولا سيما أوقات الشدائد والمصائب، وفي هذا المقال نقدم دعاء المصيبة
وماذا يقال عند المصيبة إلى جانب تبيين فضل الصبر عند الشدائد.

دعاء المصيبة والابتلاء من السنة النبوية

دعاء المصيبة من السنة النبوية: وردت في السنة النبوية الصحيحة عن سيدنا رسول الله -صلَّ الله عليه وسلم-
أدعية كان يدعو ويلتجيء بها إلى الله تعالى عند نزول المصائب، وحث -عليه الصلاة والسلام-
أمته على الاهتداء بهديه وسنته فى اللجوء إلى الله تعالى بتلك الأدعية عند إصابة الإنسان بالمصائب:

  • عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-:
    “المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ،
    واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ،
    ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان”، رواه مسلم.
  • عن أم سلمه -رضي الله عنها- قالت : سمعتُ رسول اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- يقول:
    ” مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيقولُ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ: اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي،
    وَاخْلُف لي خَيْراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَه اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف له خَيْراً مِنْهَا”
    قالت: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-
    فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-، رواه مسلم.

دعاء المُصيبة والكرب

 

  • دعاء المصيبة والكرب: إن خير ما يفعل المسلم الصادق أمام كل ابتلاء الوقوف موقف الصبر والاحتساب
    بما قضى الله -تعالى- فإن الصبر كما قال بعض العلماء ملاك الإيمان، وزينة الإِنسان، وطريقه إلى المعالي والمكرمات.
    ومن بين الأمور التي يجب أن يحرص عليها المؤمن هو الدعاء، بل الإلحاح في الدعاء.
  • وقد ورد عن النبي -صلوات الله عليه- مجموعة من الأدعية المختلفة في مواقف متفرقة وعند الشدائد، ومنها:
  • روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه دعا عند رجوعه من الطّائف، قال:
    “اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين،
    وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي،
    ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت به الظّلمات،
    وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن يحلّ بي غضبك،
    أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلّا بك”. رواه الطّبراني في (الدّعاء . ص/315).
  • دعاء المصيبة والكرب: “اللهمّ فارج الهم، كاشف الغم، مذهب الحزن، اكشف اللهمّ عنّا همّنا وغمّنا، وأذهب عنّا حزننا”.
  • “اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بلوتني وامتحنتني يا أرحم الرّاحمين”.
  • “اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك”.

دعاء الابتلاء والصبر

  • (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
  • (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ).
  • (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
  • (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
  • (إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها)
  • (اللهم اني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك،
    أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك،
    أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرىن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي).
  • (اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين،
    أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري،
    إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت به الظّلمات،
    وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن يحلّ بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى
    حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلّا بك).
  •  (اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك  وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك).
دعاء المصيبة والستر
  • (لاحول ولاقوة الا بك، ياالله ياعلي ياعظيم فرج عني ماأهمني وتول أمري بلطفك،
    وتداركني برحمتك وكرمك إنك على كل شيء قدير).
  • (لا إِله إلا اللّه العظِيم الحليم، لا إله إلا اللّه رب العرش العظيم،
    لا إِله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، وربّ العرش الكرِيم)
  • (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله).
  • (اللهم أسألك فرجاً قريباً، وصبراً جميلاً ورزقاً واسعاً، والعافية من البلايا وشكر العافية،
    توكلت على الحي الذي لايموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً).
  • (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).
  • “اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا و شفيعنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه
    و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيراً طيباً مباركاً فيه”.
فضل الصبر عند الشدائد
  • يجني المؤمن الكثير من الثمار من صبره على الابتلاء، تستند على نوعية الابتلاء ومقدار الصبر عليه،
    وحسب قوة إيمان الشخص وثباته.
  • عن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- أنه قال: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء،
    وإن الله -عز وجل- إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.
  • فثمرة الصبر على البلاء والابتلاء عديدة فهي على وجه الإجمال كالآتي:
  • في مرحلة الابتلاء والصبر عليه يزداد المؤمن تعلقاً بربه وبعبادته ،فيكون حريصاً على أدائها
    أكثر فأكثر ويكثر من النوافل وتلاوة القرآن، ويتوجه إلى الله قلباً وروحاً والانقطاع عن كل ما يشغله من الاتصال الروحي، فيجد فرصاً كثيرة في هذه الظروف يخلو فيها بينه وبين خالقه، ورازقه الصحة والعافية.
  •  تكفير السيئات والحط من الذنوب: وفي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-:
    “ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة”. حديث حسن صحيح.
  • الإخلاص:
    إن الابتلاء والمحن التي يواجهها المسلم في صراعه مع أولياء الشيطان،
    وصبره على ذلك من شأنها أن تنقي نفسه من الشوائب، شوائب الشرك والرياء، وتنقي قلبه من علائق الهوى.
  • زيادة الثقة بنصر الله تعالى، فالإِنسان في الظروف الحرجة لا يبقى أمامه في التخفيف عما هو عليه
    من البلاء إلا خالقه سبحانه فهو وحده الذي يلهمه الصبر ويرزقه الثبات،
    فيتجه بكليته إلى ربه يسأله الثبات على الطريق المستقيم، ومؤازرته عند الضيق.
  • من تلك الثمرات أن يدرك المبتلي الصابر منزلته عند الله وقوة دينه ومقدار صبره على البلاء
    فإذا فقد الصبر على البلاء أدرك أن منزلته عند الله ضعيفة وبالتالي يفقد ثمرات الصبر الكثيرة.
  • من تلك الثمرات دخول الجنة:
    فلا شك أن الصبر على الابتلاء وسيلة من وسائل دخول الجنة،
    فمن نعم الله على عبده أن يبتليه ثم يرزقه الصبر عليه ويكافئه بالجنة،
    يقول تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.

مواضيع قد تعجبك