صلاة الليل ما هي؟ “تعرف على فضلها وكيفية أدائها”

صلاة الليل

أحد أهم العبادات التي يقوم بها العبد، تقربًا إلى وجه الله تعالى، هي صلاة الليل ، ففيها يتخلى العبد عن راحته، ونومه ليلاً، صيفًا أو شتاءًا، ليتوجه إلى الله -جل وعلا- ويسجد، ويقترب، إليه، سواء بغرض الدعاء، وطلب ما يتمنا من الله، أو بغرض العبادة، والتقرب، ونيل رحمة الله، وبركته، ورضوانه، في الدنيا، والآخرة، ولكن ما هو حكم صلاة الليل؟ وكيف يؤديها العبد؟ هذا ما سنتطرق إليه فيما يلي.

حكم صلاة الليل 

تعد صلاة الليل هي نافلة يؤديها العبد من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وتعرف أيضًا في الشرع باسم قيام الليل، وتعني قضاء معظم أوقات الليل أو بعضه في طاعة الله، و التقرب إليه بالعبادة، وهي ليست فرض، بل سنة عن الرسول -صل الله عليه وسلم- ولقد ورد في القرآن الكريم في أكثر من موضع فضل صلاة الليل، حيث يقول الله تعالى:

  • وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا
    سورة الإسراء (آية 79).
  • تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
    سورة السجدة (آية 16).
  • كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ و َبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
    سورة الذاريات (آية 17-18).
  • والَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَ قِيَامًا
    سورة الفرقان (آية 64)

إذًا فصلاة قيام الليل تعد إحدى عادات الصالحين، فمن يقوم بها ليس فقد يتبع سنة رسول الله -صل اله عليه وسلم- بل أيضًا يوجه وجهه، وقلبه، وكيانه، إلى الله -جل وعلا- في نفس الوقت الذي يختار فيه عباد آخرون النوم، أو الراحة، أو اللهو، أو غيرها من أمور الدنيا، وفيها تطوع من العبد للتقرب إلى الله بالصلاة، وفي ذلك مشقة، وفي كل مشقة أجر، مادامت خالصة إلى وجه الله تعالى.. فهل تبحث عن كيفية أداء صلاة قيام الليل؟ الأمر ليس بالصعب، ونقدمه لك فيما يلي بالتفصيل.

كيفية قيام الليل

ذكرنا فيما سبق أن صلاة قيام الليل تبدأ من بعد صلاة العشاء، وحتى صلاة الفجر، فيمكن أن يقوم لها العبد ويؤديها أول الليل، أو آخره، حسب التيسير، فهناك من يوتر بركعة واحدة قبل النوم، وهناك من يصلي قيام الليل في ركعتين، أو يستزيد، و إذا كان يشق على العبد قيام الليل في آخر الليل، يمكنه أن يصلي قبل النوم، وذلك امتثالاً لقول رسول الله -صل الله عليه وسلم-: لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(من خاف ألا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل
فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل).

وصلاة الليل عدد ركعاتها يتراوح بين ركعتين وحتى 12 ركعة، وبعد كل ركعتين تشهد، وصلاة إبراهيمية، وتسليم، والصلاة الإبراهيمية هي ما نختم بها الصلاة، والتي تبدأ بالتحيات، حيث نقول، قبل التسليم، مايلي:

التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله، وبركاته،
السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله،
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى أل إبراهيم،
وبارك على محمد، وعلى أل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى أل إبراهيم،
في العالمين، إنك حميد مجيد. 

وبهذا تكون قد انتهيت من صلاة القيام، وخير ما تقوم به بعد الانتهاء من الصلاة الدعاء، وذكر الله، وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم الذهاب إلى النوم.. ولكن هل هناك فرق بين صلاة قيام الليل، وسنة العشاء، والشفع والوتر؟ هذا ما سنعرفه فيما يلي.

سنة العشاء وقيام الليل

إن سنة العشاء ركعتين شفع، وأخرى وتر، حيث يوقل الرسول -صل الله عليه وسلم-: صلاة الليل مثنى مثنى، وإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى، وعليه فلا يوجد إثم على من لم يصل الليل، ويقيمه، فصلاة سنة العشاء باعتبارها صلاة ليل جائز، وصلاة سنة العشاء، والازدياد عليها بنوافل قيام الليل جائز، ولكن ما هو المستحب قراءته فكل من الصلوات السابقة:

  • في صلاة الشفع، من الجائز أن يقتصر من يصلي قيام الليل على قراءة الفاتحة،
    بدون سورة قصيرة، ولكن يستحب قراءة سورة الناس بعد الفاتحة في الركعة الأولى،
    وسورة الفلق بعد الفاتحة في الركعة الثانية، وقبل الصلاة ينوي المصلي قائلاً:
    نويت أصلي ركعتين شفع إلى الله عز وجل.
  • في صلاة الوتر، وهي ركعة واحدة، يفضل قراءة التوحيد ثلاث مرات،والناس، والفلق،
    بعد الفاتحة، ومن المستحبات الخشوع، الاستغفار، والعفو، وقول: “هذا مقام العائذ بك
    من النار” 7 مرات، والدعاء للنفس، ولكل مؤمن.

ومن الجائز أيضًا، حالة عدم استيقاظ المصلي لأداء صلاة قيام الليل، أن يقضيها في اليوم التالي، ومن لم يمتلك وقتًا للصلاة ليلاً عليه أن يكتفي بركعتي الشفع، وركعة الوتر.. ولكن هل هناك نصائح للحفاظ على صلاة قيام الليل؟ هذا ما سنعرضه فيما يلي.

نصائح للحفاظ على نافلة قيام الليل

هناك بعض الأمور التي تعين على القيام ليلاً لصلاة النوافل، ومن ثم إن قمت بها ستساعدك على الاستيقاظ، والوقوف بين يد الله تعالى، وأهم هذه الأمور:

  • الابتعاد عن المعاصي، وترك المحرمات.
  • الدعاء إلى الله -جل وعلا- بأن يعينك على حسن العبادة، والقيام.
  •  الإكثار من ذكر الله، والاستغفار.
  • الابتعاد عن مواطن الشبهات في الرزق،و في العمل، وفي الدراسة، وفي كل أمور الحياة.

بهذه النصائح ستجد نفسك تقيم الليل، وتصلي النوافل طمعًا في كرم الله، وحبه، وحب الأعمال التي تقرب إلى حبه، فهل هناك فضل لصلاة قيام الليل؟ الإجابة نعم؛ بإذن الله تعالى، وهذا ما سنقوله فيما يلي.

فضل قيام الليل 

إن صلاة قيام الليل لها فضل عظيم،حيث ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم، والسنة النبوية، الفضل العظيم لقيام اليل، حيث يقول الله تعالى، واصفًا من يقوم الليل للصلاة، بما يلي:

  • تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ
    مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
  • كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
  • أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
    وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ

هذا ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، واصفًا حال القائم ليلاً للصلاة، وورد عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- في أكثر من موضع فضل صلاة قيام الليل، حيث قال: أَيُّها الناسُ أَفْشُوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصَلُّوا والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلَامٍ، صدق رسول الله -صل الله عليه وسلم-.

وما أجمل أن يعينك الله -جل وعلا- على القيام ليلاً، للصلاة، والذكر، حيث ذكر عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- أنه قال: إنَّ اللهَ يُمْهِلُ، حتى إذا ذهب ثلثُ الليلِ نزل إلى السماءِ الدنيا، فيقول: هل من مستغفرٍ، هل من تائبٍ، هل من سائلٍ، هل من داعٍ، حتى ينفجِرَ الفجرُ، صدق رسول الله -صل الله عليه وسلم-.. إلى هنا نكون قد تعرفنا على كيفية صلاة قيام الليل، وفضلها، وحكمها في الإسلام.. والآن شاركنا رأيك، هل لديك عادات تتبعها حتى تحافظ على قيام الليل؟ (اترك لنا تعليقًا).

مواضيع قد تعجبك