فضل حسبي الله ونعم الوكيل من القرآن والسنة

حسبي الله ونعم الوكيل

حسبي الله ونعم الوكيل :لقد أمرنا الله جل وعلا في كتابه الكريم بالدعاء فقد قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ“، و من أفضل الأدعية التي يدعي بها العبد في أحلك الأوقات هو “حسبنا الله ونعم الوكيل.

فضل حسبي الله ونعم الوكيل

قال المولى سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ” صدق الله العظيم

قال تعالى “الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” [آل عمران]

في صحيح البخاري علي لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي قالها في أعظم محنة تعرض لها حين ألقي في النار كما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة المشركين في حمراء الأسد.

حسبي الله ونعم الوكيل

فضل حسبنا الله ونعم الوكيل

  • “معنى  حسبي الله  أي الله كافينا  فالحسب هو الكافي أو الكفاية  والمسلم يؤمن بأن الله عز وجل بقدرته وعظمته وجلاله يكفي العبد من كل ما أهمه وأصابه  ويرد عنه بعظيم حوله كل خطر يخافه  وكل عدو “
  • “أما معنى نعم الوكيل  أي  أمدح من هو قيِم على أمورنا  وقائم على مصالحنا  وكفيل بنا  وهو الله عز وجل”
  • من فضل حسبي الله ونعم الوكيل هي أنها من أعظم لهجات الأدعية في الفضل والمرتبة.
  • تقرب العبد من الله عز وجل وكسب رضا المولى.
  • إقرار العبد بضعفه وافتقاره إلى الله عزوجل والاستغناء به عن جميع خلقه.
  • يفوض العبد أمره بخا إلى الله تعالى فهو ليس له سواه.
  • التوكل على الله عزّ وجل والاعتماد عليه وحده في دفع الظلم والابتلاء والخوف والشر عنه.
  • الاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى والركون إليه.
  • كفاية العبد من الهم والغم والمخاطر والأهوال والمخاوف وصرف السوء والأعداء.
  • تجعل العبد في حفظ الله ورعايته.
  • كسب سعادة الدارين “الدنيا والآخرة .
  • بثّ الرعب في قلوب الأعداء عند سماعهم هذا الدعاء لعلمهم بقدرة الله عزّ وجل وعقابه.
  • تيسر أمور العبد وجلب الفرج.
  • سبب في جلب الرزق.

حسبي الله ونعم الوكيل

مشروعية دعاء حسبي الله ونعم الوكيل :

وردت مشروعيت دعاء “حسبي الله ونعم الوكيل”  في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل
عن الصحابة الكرام في أعقاب معركة أُحُد ، في ” حمراء الأسد “،
وذلك حينما خوَّفهم بعضُ المنافقين بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم،
وأخذوا يثبِّطون عزائمهم، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بوعد الله، وتمسكا بالحق الذي هم عليه،
فقالوا في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة : حسبنا الله ونعم الوكيل .
يقول عز وجل : “الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” آل عمران/172-174.

من آداب الدعاء :

1- من الأفضل أن يكون الداعي على طهارة كاملة لعموم فعله صلى الله عليه وسلم  ذلك، ولكن يجوز أن يدعو أيضاً وهو على غير طهارة ولكنها من المستحبات

2- من المستحب كذلك استقبال القبلة لما ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن يزيد قوله:
“خرج النبي  صلى الله عليه وسلم  إلى هذا المصلى يستسقي فدعا واستسقى واستقبل القبلة”.
و لكن من الجائز أن يدعو الداعي على أية وجهة كانت، لقوله تعالى في سورة [البقرة: 115]: “فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ“.

3- يُستحب أن يرفع الداعي يديه في الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث
رواه البخاري عن أبي موسى قوله:”دعا النبي صلى الله عليه وسلم  ثم رفع يديه ورأيت بياض أبطيه) وفي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي قوله  صلى الله عليه وسلم : “إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا” ومعنى الحديث أن الله تعالى لا يخيب من رفع يديه ورجاه ودعاه، وأنه عز وجل يستجيب لعبده دومًا

4- لكن من موجبات الدعاء استحضار الداعي عظمة الله تعالى والإقبال عليه سبحانه،
بأن يقف بين يديه جل وعلا رافعًا يديه متوجهًا بالدعاء إليه فيدعوه بقلب خاشع
وعقل حاضر ونفس طاهرة وعزم أكيد وبلسان صادق، والله سبحانه وتعالى يستجيب له بكرمه ومنه للحديث الذي رواه الترمذي والحاكم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه

من آداب الدعاء :

5- من موجبات الدعاء أيضاً : في البداية الثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه أصحاب السنن عن فضالة بن عبيد قال:
“سمع النبي صلى الله عليه وسلم  رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم  :
“عجل هذا ثم دعاه فقال له ولغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم  ثم ليدع بعد بما شاء”.
وفي الحديث الآخر الذي رواه الترمذي عن ابن مسعود قال:
“كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم  وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم  : “سل تعطه سل تعطه“.

6- من موجبات الدعاء: العزم في المسألة لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث المتفق عليه:
لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له
أي ليحرص على استجابة الدعاء ولا يتساهل وكأنه يخيّر ربه سبحانه وتعالى في الاستجابة له أم لا.

حسبي الله ونعم الوكيل

من آداب الدعاء :

7- يستحب الدعاء ثلاث مرات لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه أبو داود عن ابن مسعود قوله:
“أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  كان يعجبه أن يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا”.

8- من المستحب الإلحاح في الدعاء والمداومة عليه لقوله صلى الله عليه وسلم
إن الله يحب الملحين في الدعاء” والإلحاح يعني الإكثار والمداومة عليه حتى يستجاب للعبد ويتحقق له ما أراد.

9- يجب الحذر من التعدي في الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه أبو داود:
سيكون أقوام يعتدون في الدعاء…” ومن التعدي في الدعاء بشروط وكأنه يشترط على ربه، ومن التعدي في الدعاء تجاوز الحد كأنه يدعو الله تعالى بدعاء لا يليق به أو لا يعقل تحقيقه،
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في تفسير قول الله تعالى: “إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” [الأعراف: 55]
قال: “لا تسألوا منازل الأنبياء” ذكره السيوطي في الدر المنثور والشوكاني في فتح القدير.

وذكر القرطبي في تفسيره لهذه الآية: “الاعتداء في الدعاء على وجوه منها
الجهر الكثير والصياح ومنها أن يدعو الإنسان في أن تكون له منزلة نبي أو يدعو في محال
ونحو هذا من الشطط ومنها أن يدعو طالبًا معصية وغير ذلك ومنها أن يدعو بما ليس
في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظًا مفقرة وكلمات مسجعة ويترك ما دعا به رسوله صلى الله عليه وسلم  وكل هذا يمنع من استجابة الدعاء”

من آداب الدعاء :

10- الحذر من الدعاء على النفس أو الولد أو المال أو ما يملك المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه مسلم: «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم» فليحذر المسلم من ذلك حتى لا يوقع نفسه في حرج يندم عليه كثيرًا وقد يندم عليه طيلة حياته.

11- يستحب البدء بالدعاء للنفس إذا دعا الداعي لغيره لقوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي ابن كعب: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا ذكر أحدًا فدعا له بدأ بنفسه).. والدعاء في ظهر الغيب مستحب وهو أسرع للإجابة
لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه مسلم: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير –وفي رواية: بشيء- قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل
ولقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: “إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب

12- من موجبات الدعاء عدم استعجال إجابة الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث المتفق عليه: “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي

من آداب الدعاء :

    13-  ومن آداب الدعاء المستحبة التأمين عليه بقول آمين والله سبحانه وتعالى هو المجيب لمن دعاه لعموم  فعله صلى الله عليه وسلم  في ختم الدعاء بالتأمين ولقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه أبو نعيم وغيره في قصة ملاعنة وفد نجران قوله صلى الله عليه وسلم  : «إذا دعوت فأمنوا».

14- يستحب مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ابتغاء ما حل فيها من البركة لما في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي عن عمر قوله: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  إذا رفع يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه“.

15- من موجبات الدعاء أن يحقق العبد موجبات الدعاء وهو السعي لتحصيل ذلك وبذل الأسباب المحققة له وليس الدعاء المجرد من العمل بل سعي وبذل للأسباب، وذلك لعموم فعله صلى الله عليه وسلم  حينما كان يدعو ربه عز وجل مع بذل الأسباب لما يريد تحققه وحصوله، وهذا أمر مهم ومع ذلك فهو يغيب عن الكثير من العباد فيدعو الله تعالى من غير بذل الأسباب لتحقيق دعاءه ويريد من ربعه تعالى أن يستجيب له، كيف يستقيم ذلك؟!.

16- يستحب أن يتحرى الداعي الأوقات المعروفة لاستجابة الدعاء والمواضع المستحبة للدعاء واستغلال تلك الفرص التي تكون الإجابة فيها أحرى وأدعى وآكد.

17- من موجبات الدعاء تجنب موانع الدعاء والحرص من الوقوع في شيء منها، وهذا يعتبر من أهم موجبات استجابة الدعاء ولا ريب.

مواضيع قد تعجبك