من حكمة الله عز وجل أن أخفى ليلة القدر على عباده، ولعل ذلك من أجل أن يجتهدوا في العبادة في العشر الأواخر من رمضان. إلا أن ليلة القدر لها علامات. وأما فضلها، فقد قال الله تعالى في سورة القدر: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
وألف شهر يساوي بضع وثمانون سنة، فهذه الليلة خير من بضع وثمانين سنة، وخيرها يكمن في فضلها ومضاعفة الثواب فيها ورحمة الله عز وجل لعباده، ومغفرته لهم في هذه الليلة.
ومن فضلها أن من قامها إيمانًا واحتسابًا للثواب من عنده، أن الله عز وجل يغفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال – صلى الله عليه وسلم-: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”. رواه البخاري ومسلم. من حديث أبي هريرة، وفي هذا الموضوع نستعرض معًا علامات ليلة القدر بالتفصيل واستنادًا إلى الأحاديث النبوية.
ليلة القدر محصورة في العشر الأواخر من رمضان، ولم يقتصر الشرع على هذا الحصر، بل أخبر ببعض العلامات
التي تُميز تلك الليلة رغبةً في استباق الخير فيها والتزوّد للآخرة.
فيستشعر العبد المؤمن حلاوة الطاعة في تلك الليلة، فيجد في القيام سعادة وراحة لا يجدها في غيرها من الليالي.
والرياح فيها تكون ساكنة، لا عواصفَ فيها.