فضل الصيام وما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة

فضل الصيام وما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة

الصوم هو الركن الرابع من أركان الأسلام الخمس، وتعتبر أركان الأسلام هي عمود بناء الدين داخل العبد،
والصيام عبادة من أعظم العبادات، وقربة من أحب القربات إلى الله، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين،
يساعد على تزكية النفس وتهذيب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من أقبل عليه بنية صادقة
واتبع آدابه، واجتنب نواهيه، خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة،
وقد ورد عن فضل الصيام نصوص وأحاديث كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره، وما أعده الله لأهله،
وتحث المسلم على الاستكثار منه، وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه.

فضل الصيام وما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة

فضل الصيام في دخول الجنة

  • مما ورد في فضل الصيام أنه أحد أبواب الجنة ووقاية وستر للعبد من النار، فقد روى جابر رضي الله عنه
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) رواه أحمد.

  • كما ورد أن الصيام سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! مرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك بالصوم، فإنه لا مثل له)، فبين عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب العبد من ربه جل وعلا، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة باباً يقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد).

  • وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها)، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام)رواه الترمذي.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنّة وحصن حصين من النار) رواه أحمد.

فضل الصيام في كسر الشهوات والوقاية من الفتن

  • وقد ورد عن فضل الصيام، أنه يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    الشباب الذين لا يستطيعون الزواج، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم، ونستدل بذلك بحديث ابن مسعود
    رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.
  • وقد ورد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فتنة الرجل في أهله
    وماله وولده وجاره، تكّفرها الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر والنهي) 
    متفق عليه.

 فضل الصيام يوم القيامة

  • ومن فضل الصيام أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان).
  • ويعد الصيام من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، التى أهداها لنا الله عز وجل،
    ففي “الصحيحين” عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم،
    قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، أي: إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه،
    واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه.
  • وقد وعدنا المولي عز وجل،  في الصيام بثواب لا حد له، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب، ففي “الصحيحين” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به ) وفي رواية عند مسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي)، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال؛ لشرفه عنده؛ ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله.
  • ومما ورد عن فضل الصيام أيضًا، أن خلوف فم الصائم -وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام- أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، فهذه الرائحة وإن كانت مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا؛ لأنها من آثار العبادة والطاعة، وهي دليل على عظم شأن الصيام عند الله.
  • وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) متفق عليه.

فضل الصيام في صلاح أمور الدنيا والآخرة

فضل الصيام وما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة

  • ولا يتوقف فضل الصيام على ثواب العبد بالآخرة فقط، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أنه سبب في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.
  • ومن فضل الصيام أنه يجنبنا عذاب المفطرين بلا رخصة، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم، إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ، فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهّله لك، فصعدتُ، حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلّقين بعراقيّبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلّة صومهمرواه ابن خزيمة. و(الضَّبْع) هو الساعد من المرفق إلى الكتف

فضل الصيام في استجابة الدعاء

فضل الصيام وما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة

  • ويعد الصيام أحد أسباب، استجابة الدعاء، ونستدل على ذلك بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي في “السنن”، والضياء في “الأحاديث المختارة”، وإسناده حسن.

فضل صيام التطوع

  • وقد وردت الكثير من أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التى تبشرنا بفضل صيام التطوع،
    كما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يقول: (من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) متفق عليه.
  • وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام ثلاثة أيام من الشهر، فقد صام الدهر كله)، ثم قال:(صدق الله في كتابه): {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}
    (الأنعام:160) رواه النسائي، وصححه الشيخ الألباني.

فضل صيام الإثنين والخميس

فضل الصيام وما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة

  • فضل الصيام عامًة لا يعلمه إلا الله عز وجل، ويعد صيام الإثنين والخميس، نوعًا من أنواع إحياء سنة النبي
    محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وقد فسر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب تحديد هذان اليومان على وجه الخصوص، في حديث رواه  الترمذي وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس،
    فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. والحديث صححه الألباني رحمه الله تعالى.

 

مواضيع قد تعجبك