ما هو مخدر الاستروكس ؟ وما هى مخاطره الجسيمة ؟

الاستروكس

انتشر في الآونة الأخيرة بمصر نوع من المخدرات بين الشباب يُسمى الاستروكس ، وسرعان ما انتشر كالنار في الهشيم
وأصبح له قاعد شعبية واسعة بين الشباب.
فما هو هذا المخدر الذي يسبب مشاكل صحية مختلفة، سواء على الصحة الجسدية أو النفسية والعقلية لمتعاطيه؟
نتعرف فى السطور القادمة على الاستروكس، وعلى أهم الأضرار التى يسبببها هذا المخدر على الإنسان
وطرق العلاج التى ينبغي إتباعها.

ما هو مخدر الاستروكس ؟ وما هي التركيبة الكيميائية له ؟

وفقا لإدارة مكافحة المخدرات، فإن مخدر الاستروكس نوع من المخدرات انتشر في مصر بشكل سريع خلال الفترة الماضية.
ومخدر الاستروكس عبارة عن خلطة جديدة تعتمد في تصنيعها على بعض المواد الكيميائية ذات الخواص الإدمانية،
مثل نبات القنب وبعض المواد الأفيونية، بالإضافة إلى مواد الأتروبين والهيبوسيامين والهيوسين،
ويتم خلط هذه المواد معًا مكونة مادة ذات لون أخضر فاتح.
وهو في الأساس عقار يستخدم لتهدئة الأسود فى السيرك أثناء العرض، ويعتبر أيضًا مهدئ للثيران.

واسم “الاستروكس” هو الاسم المصرى لهذا النوع من المخدرات،
ففي أمريكا يُعرف باسم “كي تو” أو “سبايسى”،  وهذا النوع من المخدرات يندرج تحت بند القنبيات المصنعة.

ويقول خبراء إن هذا المخدر يتم تصنيعه في ورش محلية عن طريق إضافة مواد كيميائية يستخدمها
عادة البيطريون إلى أعشاب طبيعية مثل البردقوش.
ويضيف البعض مبيدات حشرية من أجل زيادة التأثير، غير أن هذا يجعل المخدر فعليا أشد فتكًا.

أما عن سعر هذه المادة المخدرة، فهو مرتفع بالمقارنة بالعديد من المواد المخدرة الأخرى،
حيث يتراوح سعر الكيس الواحد من الاستروكس، والذي يحتوي على أربعة جرام، ما بين (250 إلى 300 جنيه)،
وأحياناً يزيد أو يقل السعر وفقاً للمنطقة التي يتم بها الترويج لهذا المخدر.

الاستروكس

أسباب انتشار مخدر الاستروكس :

ظهر مخدر الاستروكس في مصر،  وسرعان ما انتشر في مصر كالنار في الهشيم، فما السر وراء
سرعة انتشاره واكتسابه هذه الشعبية الكبيرة وسط متعاطي المواد المخدرة؟

نعرض أهم هذه الأسباب، فيما يلي:

  1.  “الرائحة الذكية”
    الاستروكس يتمتع برائحة ذكية، فبعكس العديد من أنواع المخدرات الأخرى،
    يتم استخدام بعض المواد المعطرة والمعالجة كيميائياً ذات التأثير القوي والرائحة النفّاذة،
    الأمر الذي يدفع الكثير من الشباب إلى الرغبة في تجربته.
  2. “التأثير وسرعة التفاعل مع الجسم”
    وفقًا للخبراء، يعد هذا النوع من المخدرات من أقوي أنواع المخدرات من حيث التأثير وسرعة التفاعل مع الجسم،
    حيث لا يستغرق المتعاطي الكثير من الوقت للشعور بمفعول المادة المخدرة، بل تسير في جسده
    خلال دقائق قليلة من التعاطي.
  3.  “سهولة تعاطي الاستروكس” 
    هذا الأمر من أكثر الأمور التي ساعدت على انتشار الاستروكس سريعًا، حيث لا يقتصر تعاطي هذا النوع
    من المخدرات على طريقة واحدة، بل طرق مختلفة كالاستنشاق أو التدخين أو الشم.
  4. وساهم في انتشار الاستروكس أنه ظل حتى فترة قريبة لا يدخل ضمن نطاق تجريم القانون،
    لذلك فيتم تداوله بسهولة داخل البلاد.
  5. من الأمور التي ساهمت في انتشار هذا النوع من المخدرات أيضًا  أن الاستروكس قد لاقى إقبالا كبيراً
    لسهولة تداوله، وخاصة بعد انتشار بيعه على الإنترنت على هيئة بخور أو مواد عطرية طبيعية بنسبة 100%،
    ولا يمكن الكشف عنها في جسم الانسان.

نسبة متعاطي الاستروكس في مصر

بلغت نسبة تعاطي مخدر الاستروكس في مصر حوالي (40%) من إجمالي أعداد مدمني المخدرات.
تفيد أرقام صندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري بارتفاع نسبة متعاطي مخدر “الاستروكس” و”الفودو” لعام 2018 عن العام السابق، فضلًا عن انخفاض أعمار متعاطي مخدر الاستروكس، لتتراوح بين (15 إلى 20 عامًا).

ووفقًا لما صرّح به الدكتور إبراهيم عسكر، مدير عام البرامج الوقائية لصندوق علاج ومكافحة الإدمان، إن نسبة متعاطي “الاستروكس” و”الفودو” ارتفعت في عام 2018، فبلغت (4.5%)، بينما يحتل مخدرا “البانجو” و”الحشيش”
أكثر من (30%) من نسبة رواد المراكز العلاجية التابعة للصندوق، وعبر الخط الساخن للصندوق.

الاستروكس

تصنيف مخدر الاستروكس

صنفت المنظمات العالمية المختصة بمكافحة الإدمان، مخدر الاستروكس والمواد المستخدمة في تصنيع مخدر الاستروكس،
بأنها مواد مخدرة اصطناعية تتكون من مجموعة عقاقير تسمى “new psychoactive substances”،
ويطلق عليها المؤثرات العقلية الجديدة (NPS).

وقد شددت الحكومة المصرية عقوبات جلب المخدرات وحيازتها وتعاطيها، وأضافت مؤخرًا مواد مخدرة جديدة
للقائمة التي يجرمها القانون ومنها الاستروكس.

وينص مشروع القانون، الذي وافق عليه مجلس الوزراء، على عقوبات تشمل الإعدام لجالبي المخدرات ومصدريها،
والسجن المؤبد لحائزيها بغرض الإتجار، والسجن المشدد للمتعاطين، بالإضافة إلى غرامة مالية.

و”يأتي مشروع تعديل القانون في إطار التصدي الحاسم لمشكلة انتشار المخدرات بجميع صورها، خاصة المستحدثة منها،
والتي شكلت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة تلقي بظلالها الضارة على المجتمع المصري عامة،
وعلى فئة الشباب خاصة”، بحسب بيان لمجلس الوزراء المصري.

الأضرار التي تنتج عن تعاطي مخدر الاستروكس

بحسب ما ذكره الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن الاجتماعي، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي،
في بيان صدر عن الوزارة، مايو الماضي، فإن “الاستروكس يعد من أكثر المواد المخدرة خطورة،
وتتمثل أعراضه فى فقدان التركيز والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة، بالإضافة إلى سرعة خفقان القلب،
والقىء، وبعض حالات الإغماء، والخوف الشديد من الموت، والشعور بالاحتضار والسكتة القلبية والتشنجات”.

ليس هذا فقط، فالمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع مخدر الاستروكس، الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين،
تسبّب السيطرة التامة علي الجهاز العصبي وتؤدي إلي تخديره تمامًا، وتصيب متعاطيه بإحمرار في الوجه واتساع في حدقة العين، وتبلغ ذروة تأثير مخدر الاستروكس على المتعاطي بزيادة الهلاوس السمعية والبصرية.
كما تؤثر بشكل سلبي علي جميع جميع خلايا الجسم، كالقلب فتزيد من عدد ضرباته، وتسبب الكثير من مشاكل في الكبد
ويزيد من نسبة الإصابة بالجلطات.
ولا تتوقف أضرار هذا المخدر على الأضرار الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل تأثيرات نفسية على المريضن منها
نوبات ذهان حادة جداً، والشعور بالعظمة، التفكير فى الإنتحار، وممارسة العنف.

ونظراً لأن هذا المخدر ينتمي إلى عائلة المخدرات الاصطناعية، والتي تعتمد آليه تصنيعها على مجموعة من المواد الكيميائية،
فقد أثبتت الدراسات أن الجرعة الواحدة من هذا المخدر يعادل في مفعوله مخدر الماريجوانا ومخدر الحشيش حوالي 200 مرة.

تأثير الجرعات الزائدة من مادة الاستروكس المخدرة :

عادة ما يؤدي تعاطي هذه المادة المخدرة إلى الإصابة السريعة بأنواع عديدة من السرطانات، مثل سرطان الكبد والمعدة
علاوةً على سرطان الدم، كما تؤدي الجرعات الزائدة منه إلى تضييق وانسداد مفاجئ في الأوعية الدموية في القلب والجسم،
الأمر الذي قد ينتج عنه الوفاة المفاجئة للمتعاطي.

الاستروكس

علاج إدمان الاستروكس :

تختلف طرق علاج الإدمان من الاستروكس، حسب عدة عوامل، والتى تحدد طول أو قصر مدة العلاج.
وهذه العوامل تتضمن (نوع المادة المخدره – الكميه التى تم تعاطيها – مدة التعاطي – عمر الشخص المتعاطي
– الحالة الصحية للشخص المتعاطي – قوة الإرادة للتوقف عن التعاطي).

أما عن علاج مخدر الاستروكس فينقسم إلى 3 مراحل أساسية، كالتالي:

  1. مرحلة سحب السموم
  2. مرحلة العلاج النفسي
  3. مرحلة التأهيل الاجتماعي

 

  • أولاً: مرحلة سحب السموم
    في البداية يستلزم علاج مدمن الأستروكس إجراء فحوصات طبية شاملة، للإطمئنان على الحالة الصحية للمدمن
    إذا كان يعانى من أمراض أخرى بالجسم، ثم البدء فى مراحل العلاج، وهى مرحلة بدء سحب السموم،
    وهذه أولى مراحل العلاج، حيث يقوم الجسم بالتخلص من السموم التي فيه بشكل طبيعي
    وهنا تظهر الأعراض الانسحابية له ويتم السيطرة عليها من خلال أدوية طبية مخصصة لذلك
    لإتمام هذه المرحلة بدون ألم.
    كما يتم وصف الأدوية النفسية اللازمة كمضادات للاكتئاب ومثبتات المزاج ومضادات الذهان، وأحيانًا المنومات
    ويتوقف ذلك حسب حالة المريض و احتياجه.
    أما عن الفترة التي تستغرقها هذه المرحلة، فتتراوح من (5 إلى 10 أيام) حسب حالة كل مريض،
    وقد تصل إلى شهر عندما يتطلب الأمر.
  • مرحلة العلاج أو التأهيل النفسي

    في هذه المرحلة يتم تأهيل المريض على التخلص من الإدمان على المخدرات بشكل عام،
    ويتعلم فيها المريض أساليب مقاومة الرغبة في تعاطي المخدرات وعدم العودة إليها مرة أخرى.
    حيث يتم إجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة من أجل عرضها على الطبيب النفسي،
    ويأتي دور الطبيب النفسي لمحاورة المريض ومعرفة أسباب تناوله لهذا المخدر، ويقوم بمحاولة معالجة الأسباب
    التي أدت إلى سيره في طريق الإدمان، و تتم هذه المرحلة بشكل فردي أو جماعي.
    أما عن الفترة التي تستغرقها هذه المرحلة، فتتراوح من (4 إلى 7 أسابيع) حسب حالة كل مريض.

  • مرحلة التأهيل النفسي والاجتماعي
    وهذه هي المرحلة التي يحصل فيها المريض على الدعم من الأسرة والأصدقاء والأهل
    وفيها يسعى لاستعادة حياته الطبيعية مرة أخرى والانخراط في أنشطة المجتمع.
    حيث تقوم مصحات علاج الادمان بتأهيل المريض نفسيًا للعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية كما كان في السابق،
    كما يتم تدريبه على مواجهة ضغوط الحياة والقدرة على إتخاذ القرار مع عدم الحاجة إلى اللجوء
    لتناول هذه المواد المخدرة.
صندوق علاج ومكافحة الإدمان

يبلغ عدد المراكز العلاجية التابعة للصندوق نحو ‏22 مركز علاج فى أنحاء مصر،
حيث تردد عليها خلال العام الماضي أكثر من 100 ألف مريض، ويقدم الصندوق العلاج بالمجان.
وقد دشن الصندوق “خطًا ساخنًا” لتلقي طلبات المواطنين وبلاغات الراغبين فى العلاج من الإدمان.
ورقم الخط الساخن: 16023

جدير بالذكر أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى قد أُنشئ عام 1991 بناءاً على قرار رئيس الجمهورية
رقم_46_ لسنة1991 تطبيقاً لما نص عليه القانون _122_ لسنة 1989
وتنطلق رسالة الصندوق وخطة العمل به من الخطة الرسمية للدولة للقضاء علي مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات في مصر.

مواضيع قد تعجبك