إن الأصل في ديننا هو التوسط والتيسير وقد أوجد الله لنا حلٌا ميسرٌا لكل أمر قد يشق علينا
ومن تلك الرخص يأتي التيمم فقد أجاز الله عز وجل لنا التيمم وأقامه مقام الوضوء والاغتسال ولكن لأعذار وشروط محددة وإحدي الحالات التي يجوز بها هي التيمم من الجنابة للصلاة في حالة عدم توافر الماء للاغتسال .
وجاء القرآن والسنة مؤكدين وموضحين لذلك
في قوله نعالي: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ) المائدة/6 ”
وقد أوضح لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك في عدة أحاديث
فقد روى البخاري في موضعين (344) (348) عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا مُعْتَزِلا لَمْ يُصَلِّ فِي الْقَوْمِ ، فَقَالَ : يَا فُلانُ ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي الْقَوْمِ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ ، وَلا مَاءَ . قَالَ : عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ . وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد الماء فأَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ وقَالَ : ( اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ ) .
التيمم من الجنابة للصلاة شروطه وأحكامه
ومن هنا نستوضح أن التيمم مطهر وكاف عن الماء إذا لم يتوافر الماء ولكن إذا توافر الماء
فيوجب استخدامه ولا يجوز التيمم وبذلك فهو يقوم مقام الوضوء والاغتسال فيتيمم الجنب ويصلي ولا حرج عليه
وقد أمرنا الله بالتطهر دائمٌا فأوجب علينا ثلاثة أنواع منها وهي
- الطهارة الصغري وهي الوضوء.
- الطهارة الكبري وهي الاغتسال.
- التيمم وهو يحل محل الوضوء والغتسال في حالة عد وجود الماء
وهو مسح الوجه واليدين بالصعيد الطاهر، بقصد الطهارة.
حكم التيمم من الجنابة للصلاة وعدم الاغتسال
- يجوز الصلاة بالتيمم وذلك ما أكده الرسول صلي الله عليه وسلم في كثير من الحوادث
فقد وروى أبو داود (334) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا عَمْرُو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ ؟! فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنْ الاغْتِسَالِ ، وَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا .
وقد فسر 1لك الحديث الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه فقال
” إِذَا خَافَ الْجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ الْمَرَضَ أَوْ الْمَوْتَ أَوْ خَافَ الْعَطَشَ تَيَمَّمَ وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَتَيَمَّمَ وَتَلا ” وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ” فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ” - كما أن التيمم من الجنابة للصلاة لا يسقط الغسل فعن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ )
ونستوضح من ذلك أن التيمم يكفي عن الإغتسال حتي إن فقد الماء لفترات طويلة ولكن متي وجد الماء فعلى المتيمم الاغتسال عما مضي ولا يعيد صلواته وقت التيمم فهي صحيحة.
