من قصص سورة الكهف.. قصة صاحب الجنتين

من قصص سورة الكهف.. وقصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين هي واحدة من قصص سورة الكهف التى تحمل لنا العديد من المواعظ والعبر
حول حسن الظن واليقين في الله تبارك وتعالى، وفي هذا المقال تقدم لكم “تريندات” قصة صاحب الجنتين كاملة.

 من قصص سورة الكهف “قصة صاحب الجنتين”

قال تعالى:

﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ [الكهف: 32 – 44].

 قصة صاحب الجنتين

تعد قصة صاحب الجنتين واحدة من قصص سورة الكهف وتدور تفاصيلها حول الآتي:

رزق الله أحدهما جنتين جميلتين وكانت الجنتان مزوروعتين بأشجار العنب ويتوسطهم الزروع المختلفة الأشكال والألوان وتحيط بهم أشجار النخيل وقد رزق الله صاحبها أيضٌا بنهر يتوسط الجنتين ويسقيهما.

كما ميزهما الله بالثمار اليافعة الناضجة التي تسر الناظرين. وقد وصف المولي عز وجل حال الرجل الأول
ببداية القصة ولم يأتي على وصف الآخر لجذب انتباه وتركيز القارىء وكذلك ليوحي بإن الرجل الثاني
فقير ولا يملك من متاع الدنيا من شىء.

ويسرد بعد ذلك الجزء الآخر من القصة فيأتي حوار الرجلين الذي يوضح لنا فيه نظرة كل منهم للدنيا
وقناعاته بها فعلى الرغم مما يملكه الرجل الأول من كل هذه النعم والعطايا من الله
إلا أن نعمه كانت عليه نقمة فقد شغلته عن ذكر وشكر ربه المعطي له كل تلك النعم.
فشغلته نفسه بالباطل وحولت عطاياه لبلاء.
أما الرجل الثاني فعلي فقره الشديد فكان عابدٌا شاكرٌا لربه حامدٌا لأبسط عطاياه ورزقه.
وفي حوراهما كان صاحب الجنتين متكبرٌا معتزٌا بما لديه من النعم غير منتبهٌا أنه عبد من عباد الله
ليس له من أمره شيء فالأمر كلبه بيدي الله. فقد حاور الرجل الفقير بكل أنانية وتفاخر بجنتيه غير مدرك أن الله قادرٌا علي دكها وإزالتها كأنها لم تكن يومٌا على وجه الأرض.
وكان الرجل الفقير واعظٌا ومنبهٌا له أنه إن أتي أمر الله سلبه جنتيه وكل ما يتفاخر به ويتعالي
وأنه بذلك يسيء الأدب مع ربه القادر مانحه كل تلك العطايا.

وبالفعل أتي عقاب الله لذلك المغرور الذي أغتر بالدنيا وبجنتيه. فأرسل الله تعالي صاعقة من السماءدمرت الجنتين
وقضت على كل ما فيها من ثمار.فجلس صاحب الجنتين نادمٌا على ما فعل مدركٌا أنه أستحق
عقاب الله القادر علي كل شيء ولكنه أتعظ وندم بعد أن انقضي وقت تحذير الله له وتنبيهه .

لذلك فإن أعظم ما يهلك الإنسان هو أتباعه لهوي نفسه واعتزازه بها وسيطرة (الأنا) والأنانية والغرو عليه.

مواضيع قد تعجبك