من هو ذو القرنين في سورة الكهف ؟

من هو ذو القرنين في سورة الكهف

من هو ذو القرنين في سورة الكهف ؟ وما السر وراء ذكره في القرآن الكريم.. كتاب يُتلى إناء الليل
وأطراف النهار إلى يوم القيامة؟
إن قصة ذو القرنين من أعظم القصص التي ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم في سورة الكهف
والتي تبدأ قصتها من (آية 83 إلى الآية 98)
وهذا الشخص كل ما نعرفه عنه أنه يُسمى ذو القرنين
وقد عُرف بأنّهُ ملك عادل وهو الذي بنى السد على يأجوج ومأجوج
ليدفع به الأذى الذي كان يأتي منهم، وقد عرف عند البعض كشخصية أسطورية..
إلا أننا سنحاول الإجابة خلال السطور التالية عن من هو ذو القرنين في سورة الكهف .

قصة ذو القرنين في سورة الكهف

من قصص القرآن العظيمة التي قصها الله علينا في القرآن الكريم قصة ذي القرنين، قال الله تعالى:
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا
* فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ
وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا *
قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا *
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا) 

من هو ذو القرنين في سورة الكهف

لا نعلم قطعًا من هو ذو القرنين، فقد إختلف العلماء على التحديد الحقيقي
والشخصي لذو القرنين فمنهم من حدّد هويته بأنّهُ
الإسكندر الأكبر أو كورش الكبير أو اخناتون الفرعون المصري
وقد تعدّدت الأقاويل واختلفت، فهو غير معروف الهوية بالتحديد والله أعلم .

كما  اختلف أهل التفسير في ذي القرنين
فقيل: كان نبيًا، وهذا ضعيف، وقيل: كان ملكًا.
واستغربه ابن كثير رحمه الله، فهو قول غريب جداً
قال ابن كثير: “والصحيح أنه كان ملكًا من الملوك العادلين”. [البداية والنهاية: 2/103].
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
“كان ذو القرنين ملكًا صالحًا، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه”. [البداية والنهاية: 2 /103].
وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين؟ فلم يقل: لم يكن نبيًا ولا رسولاً ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا. [تفسير ابن كثير: 5/189].
وفي النهاية كل ما يخبرنا به القرآن الكريم عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب،
فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.

قصة ذو القرنين مختصرة

تبدأ قصة ذو القرنين أنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيًا إلى الله.
فبدأ بالاتجاه غربًا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه
وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه.
فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذهم أو أن يحسن إليهم.

فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم.
فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة.
أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.

وبعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق.
فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس.
وكانت أرضًا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها.
فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.

وظل ذو القرنين يتنقل في رحلته

حتي وصل إلى قوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة
وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها
وعندما وجدوه ملكًا قويًا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدًا لهذه الفجوة
مقابل خراج من المال يدفعونه له.

فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم،
واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.

واستخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد
فقام أولاً بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين
ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسًا مذابًا ليلتحم وتشتد صلابته.
فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج،
فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره، وهكذا أمِن القوم الضعفاء من شرّهم.

وبعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته،
وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.

مواضيع قد تعجبك