ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

دعاء مولد النبي

ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ وهل يجوز للمسلمين الاحتفال به وهل يأثم من يحتفل به أم لا تعرف على رأي علماء الدين حول هذا الأمر.

ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

  • قال العلماء إن الاحتفال بالمولد النبي بدعة، فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بيوم مولده، ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين.
  • بالرغم من وجود سبب للاحتفال بالمولد، ومع ذلك لم يفعلوه ولم يفعله من بعدهم من التابعين لهم بإحسان.
  • وقد أكد عامائنا الأفاضل أنه لو كان في مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة،
    ولأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة،
    وأنها من الأمور المحدثة.

من أول من احتفل بالمولد؟

  • ومن الجدير بالذكر أن الفاطميين كانوا أول من أحدثها في القرن السادس الهجري عند ظهور الدولة الفاطمية، (العبيديون) وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، ومن العلماء من أخرجهم من الملة ولا شك في ضلالهم وبعدهم عن منهج السلف الصالح.
  • لذا لا ننصحكم باتباع تلك البدع فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة،
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
  • وبالرغم من مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس جميع المسلمين قدر عظيم،
    إلا أن  هذا الحب لابد أن يقترن بمتابعةٍ لسنته صلى الله عليه وسلم،
    كما قال الحق سبحانه وتعالى : “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم”.[آل عمران:31].

حكم الاحتفال بمولد الرسول ابن عثيمين

  • سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
  • فأجاب قائلًا: “نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم،
    ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم،
    ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث

    كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة،
    كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
    ( الأعراف : 158 ).

هل يجوز الاحتفال بمولد النبي صل الله عليه وسلم؟
  • وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات
    لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه
    وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله،
    فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله.
  • وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ” كل بدعة ضلالة ” قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول،
    وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه،
    لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى،
    ولهذا روى النسائي آخر الحديث: ” وكل ضلالة في النار ”
    ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة،
    ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم،
    فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله.
  • كما نصح فضيلة الشيخ رحمه الله، المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور
    التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
    ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة،
    من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع.

مواضيع قد تعجبك