نهر النيل ومعلومات عن النهر الأقدم في العالم

نهر النيل

ربما لم يحظَ أي نهر على وجه الأرض بالمكانة والتقديس مثلما حظيَ نهر النيل
فعلى ضفاف هذا النهر، كانت هناك واحدة من أبرز الحضارات في العالم – مصر القديمة –
التي بدأت منذ حوالي عام 3000 قبل الميلاد، حيث استقرّ المصري القديم على ضفافه،
زرع وحصد وأقام بيئة إجتماعية كاملة ونظام حكم من خلاله.
يدين المصري القديم للنهر بالعديد من الأفضال، بدئًا من الفيضان كل عام وحتى التجارة والانتقال
إلى بلادٍ بعيدة ومختلفة عن مصر القديمة..

معلومات عن نهر النيل

يُعد نَهر النيل أطول أنهار الكرة الأرضية، إذ يبلغ طول نهر النيل 6650 كم، أما عرض نهر النيل الأقصى

هو 7.5 كم و الأدنى هو 350 متر بمتوسط 2.8 كم، ويقع في قارة أفريقيا، حيث ينساب إلى جهة الشمال.

ويتكون نَهر النيل من رافدين أساسيين، هما “النيل الأبيض” و “النيل الأزرق”
حيث ينبع “النيل الأبيض” من منطقة البحيرات العظمى بوسط أفريقيا (بحيرة فيكتوريا)
التي تمتد على الحدود الفاصلة بين دول أوغندا، وتنزانيا، وكينيا
و يُساهم “النيل الأبيض” بنسبة 30% تقريباً في المياه المُكوِّنة لنهر النيل.
أما “النيل الأزرق” فينبع من بُحيرة تانا التي تقع في إثيوبيا، ويتلاقا الفرعان في مدينة الخرطوم بالسودان
ويتدفق النهر لمسافة تُقدَّر بنحو (1400كم) قبل بلوغه نهر مدينة الخرطوم
ويُساهم النيل الأزرق بنسبة (70%) في المياه المُكوِّنة لنهر النيل.

ويطلق على الدول التي يمرّ بها نَهر النيل اسم دول (حوض النيل)
حيث يبلغ عددها 10 دول من قارة أفريقيا، بالإضافة إلى دولة أريتريا كمراقب
وهم: (تنزانيا، ورواندا، وبوروندي، وأوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية،
وإريتريا، وكينيا، وإثيوبيا، وجنوب السودان، والسودان، ومصر).

نهر النيل

سبب تسمية نهر النيل بهذا الاسم

كان المصريون القدماء يطلقون على نَهر النيل اسم (أتروعا) وهي تعني النهر العظيم
وترجع تسمية نَهر النيل بهذا الاسم نسبةً إلى الكلمة ذات الأصل اليوناني والتي تلفظ بـ (Neilos)
وهي أحد المصطلحات المستخدمة في بلدان أوروبا الناطقة باللاتينيّة، والتي تعني (مصر)، (باللاتينية: Aegyptus).
كما يطلق عليه في اليونانية أيضًا اسم (Aigyptos) (باليونانية: Αιγυπτος).

تاريخ نهر النيل في مصر

نهر النيل

ربما لم يحظَ أي نهر على وجه الأرض بالمكانة والتقديس مثلما حظيَ نَهر النيل
فعلى ضفاف هذا النهر، كانت هناك واحدة من أبرز الحضارات في العالم – مصر القديمة –
التي بدأت منذ حوالي عام 3000 قبل الميلاد. حيث لم يكن النيل مصدر حياة للمصريين القدماء فحسب،
ولكنه لا يزال كذلك اليوم لملايين الناس الذين يعيشون على ضفافه.

وفي اللغة المصرية القديمة، كان النيل يدعى Ḥ’pī أو Iteru، بمعنى “النهر”،
كما دعا المصريون القدماء “نهر أر” أو “أور”، وهو ما يعني “أسود”
في إشارة إلى الطمي الأسود الذي خلفه وراء الفيضان السنوي.

نهر النيل

كما يرتبط نَهر النيل بالعديد من الآلهة والإلهات، حيث اعتقد المصريين القدماء
أنهم كانوا متشابكين بعمق مع البركات في الأرض والطقس
وأن الآلهة يمكن أن تساعدهم في جميع جوانب حياتهم، ففي بعض الأساطير، اُعتبِر النيل مظهرًا “للإله حابي”
الذي بارك الأراضي بوفرة- وفقًا لموسوعة التاريخ القديم- ويعتقد أن إيزيس، إلهة النيل و “معطي الحياة”
قد علّمت الناس كيف يزرعون ويعملون الأرض.

كما يُعتقد أن إله الماء خنوم، الذي حكم جميع أشكال المياه، وحتى البحيرات والأنهار في العالم السفلي
مسؤول عن كمية الطمي التي غمرت مياه النهر كل عام
وقد ورد اسم نَهر النيل في الكتب السماوية عدّة مرّات، وخاصّة قصّة النبي يوسف وحلمه.

أهمية نهر النيل

ظهرت الأهمية الكبيرة لنهر النيل في قارة إفريقيا منذ آلاف السنين،
والتي تمثلت في تمركز العديد من الحضارات العظيمة حوله، نتيجة الاستفادة من مياهه وثرواته
في تحقيق بقائها وتقدمها وزيادة قوتها ونفوذها على المناطق المحيطة بها.
وتظهر أهمية نَهر النيل في عصرنا الحالي في العديد من الجوانب، سواء الاقتصادية، الجغرافية، السياحية
أو في الصيد والزراعة قديمًا.
ونستعرض سويًا أبرز الجوانب الهامة لأهمية نَهر النيل.

الأهمية الجغرافية لنهر النيل

نهر النيل

يدعم نظام نَهر النيل – كاجيرا القطاع الزراعي للمناطق التي يمرّ بها،
حيث إنّه يزوّد مساحات كبيرة من الأراضي الأفريقية بالماء اللازم،
والتي كانت ستتحول إلى أراضي صحراوية قاحلة لولا هذه المياه،
ويدعم حوض نهر كاجيرا نفسه حاليًا، ما يقرب من 14 مليون شخص،
كما يمكن نقل والبضائع على طول نهر النيل؛ مما يساعد الناس على تجنب مساحات معزولة من الصحارى
كطرق بديلة وحيدة عنه للوصول إلى وجهاتهم.

ليس هذا فحسب، بل تستفيد بلدان أخرى في أفريقيا مثل السودان، رواندا، وبوروندي، وأوغندا، وتنزانيا
من نظام نَهر النيل – كاجيرا من حيث اعتماد شعبها على الزراعة، والنقل، وأنشطة الصّيد المُرتبطة بمياه النهر.

نهر النيل

أهميته الجغرافية

يشكل حوض النيل تنوعا جغرافيًا فريدًا، بدءًا من المرتفعات في الجنوب إلى الارتفاع الذي يقل تدريجيًا
حتى يصل إلى سهول فسيحة في أقصي الشمال.
وفي خلال رحلته الفريدة تلك، يمر في إحدى عشرة دولة.
لذلك لا عجب أن نعرف أن نَهر النيل كان مطعماً على مر التاريخ للدول الاستعمارية الكبرى
في القرن التاسع عشر للميلاد؛ إذ تحكمت فيه كلٌّ من: بريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا.

أهمية النيل الإقتصادية

يشكل النيل أهمية كبري في اقتصاديات دول حوض النيل، وتتمثل الأهمية
الإقتصادية في الزراعة والصيد، بالإضافة إلى السياحة.

الأهمية الزراعية

نهر النيل

ساعد نَهر النيل في تحويل المناطق المحيطة به إلى مناطق زراعية ذات تربة خصبة ومناسبة
لزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية، ويعود ذلك إلى الفيضان السنوي الذي يحدث لمياه نَهر النيل
حول المناطق المحيطة به، والذي يعمل على غمرها بمياه النهر لعدة أيام مما يساعد في تقويتها
وتخصيبها من خلال حصولها على الري والسماد في آن واحد،
حيث تشكل فضلات الأسماك وبقايا قشورها واحدة من أفضل أنواع السماد الطبيعي للتربة.
الأمر الذي يجعل المزارعون في دول حوض النيل يعتمدون على مياه نَهر النيل من أجل ري محاصيلهم.
ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن، القمح، قصب السكر، البلح، البقوليات، والفواكة الحمضية.

أهميته السياحية

نهر النيل

ظهرت السياحة النيلية منذ عدة عصور، والتي استمرت في التطور حتى أصبحت تجذب أعداداً كبيرة
من السياح من مختلف أنحاء العالم
وتتمثل السياحة النيلية في السفن والمراكب السياحية الفخمة التي تصحب السياح
في رحلة ممتعة عبر مياه نَهر النيل للاستمتاع برؤية المناطق الخصبة المحيطة به،
حيث تبحر المراكب حاملة السياح وزائرو البلاد
في كل من بين السدين الثالث والرابع في شمال السودان وبين جوبا وكوستي
في جنوب السودان والجيزة والمنيا وسوهاج وقنا و الأقصر وأسوان بمصر.
بالإضافة إلى السدود الضخمة المشيدة خلال النهر.

أهمية نهر النيل في الصيد

نهر النيل

تحتوي مياه نهر النيل على ثروة بحرية كبيرة ما بين الأسماك والأحياء البحرية المتنوعة
كالمحار والجمبري وغيرها من أنواع الأسماك المختلفة، مما جعل الكثير من سكان دول حوض النيل
يعملون في مجال صيد الأسماك كواحد من مصادر الرزق المربحة، والتي يقبل على شرائها
شريحة كبيرة من سكان هذه الدول، إذ يعتبر السمك من الأكلات المفضلة للكثير من شعوب هذه الدول
الذين اعتادوا منذ القدم على تناول الأسماك الطازجة فور اصطيادها، كما يشكل تمساح النيل المتواجد
في بعض مناطق نهر النيل هدفاً مهماً للصياد،
نظراً إلى سعر جلده المرتفع والتي يتزايد الطلب عليه من مختلف مناطق العالم.

ماذا تعرف عن فيضان نهر النيل في مصر؟

نهر النيل

في كل عام تمتلأ الأرض بفيضان كبير، يغطي جانبيه
وقد لاحظ المصري القديم، هذا الفيضان، وصوّره على جدران معابده ليظل خالدًا مدى الحياة
فقد صوّر المصري القديم فيضان النيل بجسد حابي، وكان يتمثل في صورة إنسان يحمل فوق رأسه نباتات مائية
ويظهر جسده معالم الجنس الذكري والأنثوي في نفس الوقت.
فتظهر ملامح الذكورة في عضلات أرجله وذراعيه، وتظهر ملامح الأنوثة في الصدر والبطن،
وهي ترمز إلى الأرض التي تم إخصابها بمياه الفيضان.
فقد كان هو سيد النهر، الذي يجلب النماء، وسيد أسماك وطيور المستنقعات مما يرمز إلى أنه
منح المصريين هذه المخلوقات مع النيل نفسه، ولذلك فقد صور في المعابد وهو يحمل القرابين كتقدمات للأرباب.

وفي كل عام، تملأ أمطار الصيف الغزيرة المنبعية وذوبان الثلوج في الجبال الإثيوبية نهر النيل الأزرق بكامل طاقته
وتسييل سيلاً كبيرًا من مجرى النهر ثم تتسرب المياه الزائدة فوق الضفاف على الأراضي الصحراوية الجافة في مصر
وبمجرد أن تهدأ الفيضانات يتسرب الطمي الأسود السميك، أو الطين على الأرض.

ومن المعروف أن الطمي يمنح التربة الخصوبة الغنية لزرع المحاصيل،ووفقًا لموسوعة العالم الجديد،
فإن حوالي 96% من الرواسب التي يحملها نهر النيل تنبع من إثيوبيا
وكانت منطقة الطمي معروفة باسم “الأرض السوداء”، بينما كانت الأراضي الصحراوية تعرف أكثر باسم “الأرض الحمراء”.

وفي كل عام

كان الشعب المصري القديم ينتظر بفارغ الصبر ليشكر الآلهة على الفيضانات التي تعطي الحياة
ومن الجدير بالذكر أن المصري القديم ربط حياته الإجتماعية بنهر النيل
حيث تم تقسيم التقويم المصري إلى ثلاث مراحل على أساس دورة الفيضان السنوية:
الموسم الأول من السنة” ويسمى أخيت”، والتي تغطي فترة الفيضان بين يونيو وسبتمبر.
“الموسم الثاني من السنة “بيريت”، وهو وقت النمو والزرع من أكتوبر إلى منتصف فبراير ؛
و”شمو “، وهو وقت الحصاد بين منتصف فبراير ونهاية مايو.

وفي عام 1970، تم بناء السد العالي في أسوان في مصر للمساعدة في تنظيم فيضان النيل
فعلى الرغم من أن الفيضانات كانت مهمة جدًا للمصريين في الأزمنة القديمة، إلا أنها أصبحت أكثر ضررًا
مع أنظمة الري الحديثة.
وعلى الرغم من أن الفيضانات لم تعد تحدث بشكل مستمر على طول نَهر النيل
إلا أن ذكرى هذه البركة الخصبة لا يزال المصريون يحتفلون بها اليوم، خاصةً كترفيه للسياح.
حيث يبدأ الاحتفال السنوي، المعروف باسم وفاء النيل، في 15 أغسطس ويستمر لمدة أسبوعين.

خصوبة الأراضي المحيطة بالنيل

إنّ نهر النيل يحمل من مادّة الطمي سنوياً ما يساوي الـ 110 مليون طناً،
ومعظم هذا الطمي يصل من هضبة الحبشة،
وهذه المادة وإن كانت تؤثّر على بعض السدود والبحيرات، وخزانات المياه،
إلاّ أنّ من شأنها أن تجدّد الخصوبة في التربة،
وذلك من خلال رميها بفعل اندفاعها من الماء لتحطّ على ضفاف النيل.

من أين ينبع؟

نهر النيل

على الرغم من وجود ما يقرب من قرنين من البحث عن مصدر النيل، إلا أن الجغرافيين
ما زالوا غير قادرين على الاتفاق على الإجابة على ذلك
ولكن موقع (world atlas.com) يقدم بعض الإجابات..

يتدفق نهر النيل عبر الجزء الشمالي الشرقي من أفريقيا، وهو نهر دولي به حوض تصريف يغطي 11 دولة
(دول حوض النيل)، في جميع أنحاء شمال شرق أفريقيا.
وهو المصدر الرئيسي للمياه في مصر والسودان
حيث يغطي نهر النيل مسافة حوالي 4132 ميلاً ويحتوي على حوض تصريف مساحته 1.3 ميل مربع تقريبًا.
والنهر لديه اثنين من الروافد الرئيسية المعروفة باسم “النيل الأبيض” و “النيل الأزرق”.
النيل الأبيض هو الاتجاه الرئيسي والتيار الرئيسي لنهر النيل، بينما يزود النيل الأزرق
معظم المياه والطمي (الطين الذي يتم ترسيبه كرسوبيات).

مسار النيل العظيم

نهر النيل

في الخرطوم، عاصمة السودان، يسمى النيل “النيل الأبيض”
ويستخدم مصطلح النيل الأبيض لتسليط الضوء على المنطقة التي تفصل بحيرة لا والخرطوم.
حيث يلتقي النيل الأبيض بالنيل الأزرق في الخرطوم
ويتدفق النيل الأبيض من شرق أفريقيا بينما يتدفق النيل الأزرق من إثيوبيا.
يقع كلا الروافد على الجانب الأيسر من الوادي المتصدع العظيم.
يمر الجزء الشمالي من نهر النيل عبر السودان إلى مصر وينتج عنه دلتا كبيرة قبل تفريغ البحر الأبيض المتوسط.
ويبلغ طول النيل الأبيض حوالي 510 أميال.

مصادر نهر النيل

على الرغم من أن نَهر النيل له مصادر متعددة، ينشأ نهر النيل الصحيح من بحيرة فيكتوريا.
حيث يبدأ نهر النيل في جينجا بأوغندا ، على شاطئ بحيرة فيكتوريا
ويتدفق شمالاً فوق ريبون فولز إلى بحيرة كيوغا.
ثم تتدفق فيكتوريا النيل باتجاه الغرب قبل أن تصب في بحيرة ألبرت عبر نهايتها الشمالية.
ومياه فيكتوريا النيل تختلط مع مياه البحيرة وتمتد شمالاً باسم ألبرت النيل.
يدخل نهر النيل إلى جنوب السودان ويتجه إلى جوبا حيث يطلق عليه اسم نهر الجبل.
ويدخل النيل الأبيض السودان تحت رنك ويمضي شمالاً إلى العاصمة حيث ينضم إلى النيل الأزرق.
وفي القاهرة، ينقسم النيل إلى توزيعين رئيسيين، هما رشيد ودمياط ، حيث يشكلان دلتا النيل.

نهر النيل
روافد نهر النيل

الرافد هو نهر أو نهر يتدفق إلى نهر أو بحيرة أكبر، ونهر عطبرة هو أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل.
حيث ينبع هذا النهر من بحيرة تانا في إثيوبيا ويبلغ طوله 500 ميل تقريبًا.
ومع ذلك، يتدفق عطبرة فقط خلال مواسم الأمطار في إثيوبيا ويجف بسرعة.
و”النيل الأزرق” هو أحد روافد نهر النيل، وينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا ويتدفق نحو 875 ميل إلى الخرطوم
حيث ينضم إلى النيل الأبيض لتشكيل النيل.
لذا لا عجب أن حوالي 90 ٪ من مياه النيل تنبع من إثيوبيا.
ومن الروافد الرئيسية الأخرى النيل الأصفر بحر الغزال
ونهر السوباط وهما الروافد الرئيسية للنيل الأبيض والنيل الأصفر.

مواضيع قد تعجبك