تعرف على سيرة الصحاب الجليل عمر بن الخطاب “الفاروق”

عمر بن الخطاب

هل ترغب في التعرف على على سيرة الصحاب الجليل عمر بن الخطاب “الفاروق”؟
إذا كانت إجابتك بنعم فننصحك بقراءة هذا المقال.. تابعنا

نشأة عمر بن الخطاب

  • هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزَّى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزَاح بن عديّ (رضي الله عنه).
  •  يجتمع نسبه مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كعب بن لؤي بن غالب.
  • يكنَّى أبا حفص، وقد لُقِّب بالفاروق، لأنه أظهر الإسلام بمكة ففرّق الله به بين الكفر والإيمان.
  • وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد أسلم ـ رضي الله عنه ـ في ذي الحجة سنة ست من النبوة، بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة ـ رضي الله عنه ـ، وله ست وعشرون سنة.
  • وهو ثاني الخلفاء الراشدين، مثال العدل والإنصاف، والزهد والتواضع،
  • ولد سيدنا عمر في مكة ونشأ بها.
  • كان والده “الخطاب” ذا مكانة رفيعة في قومهن فقد كان رجلًا ذكيًا، ولكنه كان معروفًا بشدته وغلظته.
  • كما كان فارسًا من فرسان العرب، شارك في العديد من الحروب والمعارك، وكان على رأس بني عدي في حرب الفجار.
  • تعلم عمر (رضي الله عنه) – في طفولته – القراءة والكتابة، ولم يكن يجيدها في قريش كلها غير سبعة عشر رجلاً.
  • كان يعمل عُمر (رضي الله عنه) في رعاية إبل أبيه، وقد آتاه الله بسطة من الجسم، فأجاد المصارعة، وركوب الخيل،
    كما أتقن الفروسية والرمي.
  • كان عمر (رضي الله عنه)  قبل الإسلام، من محبي اللهو والشراب.
  • بالإضافة لذلك فقد ورث عن أبيه ميله إلى كثرة الزوجات، فتزوَّج عمر (رضي الله عنه) في حياته تسع نساء،
    وَلَدْن له اثني عشر ولدًا (ثمانية بنين وأربع بنات).
  • ومن الجدير بالذكر أن عمر (رضي الله عنه) لم يكن كثير المال.
  • عرف أيضًا بشدة اعتداده بنفسه حتى إنه ليتعصب لرأيه ولا يقبل فيه جدلاً، وخاصة قبل الإسلام.
  • عندما جاء الإسلام، كان عمر من أشد  المتعصِّبون من أهل مكة يتعرضون للمسلمين ليردوهم عن دينهم.
  • كما كان “عمر” من أشدِّ هؤلاء حربًا على الإسلام والمسلمين، ومن أشدهم عداء للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه.

إسلام عمر بن الخطاب

  • روى عن عمر أنه قال: “خرجت أتعرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن فقلت:
    هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ }
    (الحاقة 40 : 41 )، قلت: كاهن، قال: { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }(الحاقة: 42)،
    حتى بلغ آخر السورة. قال: فوقع الإِسلام في قلبي كل موقع ” رواه الطبراني.
  • وقد أوضح أهل العلم أن هذه القصة فيها ضعف، وكذلك قصته مع أخته فاطمة حين لطمها لإسلامها وضرب زوجها سعيد بن زيد، ثم اطلاعه على صحيفة فيها آيات وإسلامه فلم يثبت شيء من هذه القصص من طريق صحيحه، ولكن الحافظ ابن حجر ذكر بان الباعث له على دخوله في الإسلام ما سمع في بيت أخته فاطمة من القرآن الكريم.
  • وقد أخبرنا عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – عن لحظة إعلان عمر ـ رضي الله عنه ـ إسلامه،
    فيقول ـ كما يروي ذلك الألباني في صحيح السيرة ـ :
  • ” لما أسلم عمر قال: أي قريش أنقل للحديث؟!، فقيل له: جميل بن معمر الجمحي،
    فغدا عليه، قال عبد الله: وغدوت أتبع أثره، وانظر ما يفعل – وأنا غلام أعقل كل ما رأيت – حتى جاءه فقال له:
    أعلمت يا جميل أني أسملت ودخلت في دين محمَّد – صلى الله عليه وسلم -؟،
    قال: فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر واتبعته أنا،
    حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش – وهم في أنديتهم حول الكعبة – ألا إن ابن الخطاب قد صبأ!، قال: يقول عمر مِن خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، قال: وطلح ( أي أعيا ) فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاث مئة رجلٍ لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا، قال: فبينما هم على ذلك، إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم؟!، فقالوا: صبأ عمر!، قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمراً، فماذا تريدون؟!، أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا؟!، خلوا عن الرجل، قال: فوالله، لكأنما ثوباً كُشط عنه، قال: فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى ( المدينة ): يا أبت! من الرجل الذي زجر القوم عنك بـ (مكة) يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟، قال: ذاك أي بني! العاص بن وائل السهمي ” .

صفات عمر بن الخطاب

صفاته الجسمية

  • كان عمر (رضي الله عنه) أبيض البشرة مع حمرة خفيفة.
  • كما كان أصلع الرأس.
  • كانت له لحية طويلة في المقدمة وتقصر عند العارضين كان يخضبها بالحناء.
  • كما كان رضي الله عنه فارع الطول جسيمًا،
    وقيل بأنه كان عندما يركب الفرس كان يبدو كأنه واقف لأن قدميه تصل للأرض.
  • قال الواقدي: لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم، إلا أن يكون رآه عام الرمادة، فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت.
  • وقد أخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر فقال: رجل أبيض تعلوه حمرة، طوال أصلع أشيب.
  • كما أخرج عن عبيد بن عمير قال: كان عمر يفوق الناس طولًا.
  • وأخرج ابن عساكر، عن أبي رجاء العطاردي قال: كان عمر رجلًا طويلًا جسيمًا،
    أصلع شديد الصلع، أبيض شديد الحمرة، في عارضيه خفة، سبَلته (لحيته) كبيرة، وفي أطرافها صهبة.

صفاته الخُلُقية

  • كان لعمر (رضي الله عنه) من الأخلاق وخصال الإيمان ما لم تكن لغيره من الأمة.
  • ولم يفضل عليه أحد (بعد الرسول صلى الله عليه وسلم) سوى أبا بكر الصديق رضي الله عنهم جميعًا.
  • فقد كان عمر (رضي الله عنه) شديد الإخلاص والصدق.
  • وقد اشتهر بقوة اللهجة في قول الحق ولا يضعف ولا يلين،
    ولعل هذا سبب فرار الشيطان منه، حيث كان رضي الله عنه إن مشى في طريق فر الشيطان وسلك طريقاً غيره،
  • كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلّم: ( «إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ» ).
  • كان رضي الله عنه متواضعًا زاهدًا.
  • كما اتصف أيضاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • بالإضافة لذلك فقد اشتهر بمشاورة أصحابه وأهل الاختصاص في كل مسألة.

مواقف عمر بن الخطاب

كانت حياة سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حافلة بالمواقف العظيمة، مثل الآتي:

مواقف عمر بن الخطاب مع الشيطان

  • استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله ﷺ وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب، فدخل عمر ورسول الله ﷺيضحك، فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله! فقال النبي ﷺ: «عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب»، قال عمر: يا عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله ﷺ؟ فقلن: نعم؟ أنت أفظ وأغلظ، فقال رسول الله ﷺ: «إيه يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك».
  • وفي حادثة أخرى، قال النبيّ عليه أفضل الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب، عندما توقفت الجارية التي كانت تضرب على الدّف عند الرسول عليه الصلاة والسلام، وفاءً لنذرها بأن تدفّ إذا عاد النبي عليه الصلاة السلام سالمًا من أحد الغزوات: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ، فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ).

تأخير دفع الزكاة في عام الرمادة

  • أوقف عمر  (رضي الله عنه) إِلزام النَّاس بالزَّكاة في عام الرَّمادة.
  • فعن يحيى بن عبد الرَّحمن بن حاطبٍ: (أَنَّ عمر بن الخطاب أخَّر الصَّدقة عام الرَّمادة، فلم يبعث السُّعاة، فلمَّا كان قابل، ورفع الله ذلك الجدب، أمرهم أن يُخرجوا، فأخذوا عِقالين، فأمرهم أن يقسموا عقالاً ويقدموا عليه بعقالٍ)، أي: صدقة سنةٍ.

حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر

  • لما فتح المسلمون “تستر”، فبعثوا بالهرمزان إلى عمر بالمدينة لأنه نزل على حكمه، فلما وصلوا إلى بيته لم يجدوه فيه، فسألوا عنه فقيل لهم: إنه ذهب إلى المسجد، فجاءوا إلى المسجد فلم يجدوا فيه أحدًا، فرجعوا فإذا بأولاد يلعبون فقال لهم الأولاد: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد عمر، قالوا لهم: هو في المسجد نائم.
  • فرجعوا إلى المسجد فوجدوه نائما متوسدا برنسًا له ودرته معلقة في يده، فقال “الهرمزان”: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا النائم، وجعلوا يخفضون أصواتهم لئلا ينبهوه، وجعل “الهرمزان” يقول: وأين حجابه؟! وأين حراسه؟!، فقالوا: ليس له حجاب ولا حراس ولا كتاب، ولا ديوان، فقال: ينبغي أن يكون نبيا، فقالوا: بل يعمل بعمل الأنبياء.
  • فقال “الهرمزان”: (عدلت فأمنت فنمت، والله إني قد خدمت أربعة من ملوك الأكاسرة أصحاب التيجان،
    فما هبت أحدًا منهم هيبتي لصاحب هذه الدرة).

موقف عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح

  • خرج عمر بن الخطاب  إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغٍ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح  وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، فاستشار عمر من معه من المهاجرين والأنصار فاختلفوا، فقال: بعضهم خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رَسُول اللَّهِ ﷺ، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، ثم دعا مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء.
  • فنادى عمر بن الخطاب  في الناس: (إنَّي مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ، فأَصْبحُوا عليه)، فقال أبو عبيدة ابن الجراحِ: (أفِرارًا من قَدَر الله؟!)، فقال عُمرُ: (لو غيرك قالها يا أبا عُبيدةَ! نعم، نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر اللهِ، أَرأَيْتَ لو كان لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وادياً له عُدْوَتانِ، إحداهما خَصِبةٌ، والأخرى جدْبَةٌ، أَليسَ إن رعَيْتَ الخَصِبَةَ رَعيتها بقدرِ الله، وإن رعيتَ الجَدْبَةَ رعيتها بقدرِ الله؟).

موقف عمر مع معيقيب وقصة الدرهم

عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب، فكنس بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه إلى ابنٍ لعمر، قال معيقيب: فانصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي: ويحك يا معيقيب أوجدت علي في نفسك شيئًا؟ قال: قلت: ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: (أردت أن تخاصمني أمة محمد ﷺ في هذا الدرهم).

إنجازات عمر بن الخطاب
  •  أول من أسس وعمل بالتقويم الهجري.
  • توسع نطاق الدولة الإسلامية في عهده حتى شمل العراق ومصر وليبيا والشام،
    وفارس وخراسان وشرق الأناضول، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة.
متى توفي عمر بن الخطاب
  • استمرت خلافة عمر (رضي الله) عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال.
  • تشير أغلب الأقاويل أنه قد توفي في شهر ذي الحجة، في سنة ثلاثة وعشرين هجريًا.
  • وقد توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على أصح الأقوال.
  • ومما ورد عن مقتل عمر في صحيح البخاري، الآتي:
  •  رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قَبْلَ أنْ يُصَابَ بأَيَّامٍ بالمَدِينَةِ،
    وقَفَ علَى حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ وعُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كيفَ فَعَلْتُمَا؟
    أتَخَافَانِ أنْ تَكُونَا قدْ حَمَّلْتُما الأرْضَ ما لا تُطِيقُ؟
    قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أمْرًا هي له مُطِيقَةٌ، ما فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ،
    قَالَ: انْظُرَا أنْ تَكُونَا حَمَّلْتُما الأرْضَ ما لا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا: لَا،
    فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لَأَدَعَنَّ أرَامِلَ أهْلِ العِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إلى رَجُلٍ
    بَعْدِي أبَدًا، قَالَ: فَما أتَتْ عليه إلَّا رَابِعَةٌ حتَّى أُصِيبَ،  قَالَ: إنِّي لَقَائِمٌ ما بَيْنِي وبيْنَهُ إلَّا عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وكانَ إذَا مَرَّ بيْنَ الصَّفَّيْنِ،
    قَالَ: اسْتَوُوا، حتَّى إذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، ورُبَّما قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ،
    أوِ النَّحْلَ، أوْ نَحْوَ ذلكَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى حتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ،
    فَما هو إلَّا أنْ كَبَّرَ،
    فَسَمِعْتُهُ يقولُ: قَتَلَنِي -أوْ أكَلَنِي- الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ العِلْجُ بسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ،
    لا يَمُرُّ علَى أحَدٍ يَمِينًا ولَا شِمَالًا إلَّا طَعَنَهُ، حتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ منهمْ سَبْعَةٌ،
    فَلَمَّا رَأَى ذلكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عليه بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أنَّه مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ،
    وتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فمَن يَلِي عُمَرَ فقَدْ رَأَى الذي أرَى،
    وأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فإنَّهُمْ لا يَدْرُونَ، غيرَ أنَّهُمْ قدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ،
    وهُمْ يقولونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! سُبْحَانَ اللَّهِ! فَصَلَّى بهِمْ عبدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً،
    فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَن قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَامُ
    المُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ! لقَدْ أمَرْتُ به مَعْرُوفًا، الحَمْدُ لِلَّهِ الذي
    لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتي بيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإسْلَامَ..
ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته

جاء عبد الله بن عباس فقال: “يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقتلت شهيداً ولم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض” . فقال له: “أعد مقالتك” فأعاد عليه، فقال: “المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع”. و قال عبد الله بن عمر: “كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه”. فقال: “ضع رأسي على الأرض”. فقلت: “ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!” فقال: “لا أم لك، ضعه على الأرض”. فقال عبد الله: “فوضعته على الأرض”. فقال: “ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ولمزيد من المعلومات يمكنكم الإطلاع على هذا المقال:
سيرة عمر بن الخطاب مختصرة

مواضيع قد تعجبك