الفرق بين الدعاء على النفس بالموت وتنمي الشهادة في سبيل الله؟

الفرق بين الدعاء على النفس بالموت وتنمي الشهادة في سبيل الله؟

ما الفرق بين الدعاء على النفس بالموت وتنمي الشهادة في سبيل الله؟ إذا كنت ترغب في التعرف على الإجابة،
فإليك هذا المقال، فسوف نوضح لك من خلال السطور التالية أشهر آراء أهل العلم وأقوال السلف الصالح في هذا الأمر.

الفرق بين الدعاء على النفس بالموت وتنمي الشهادة

  • أوضح أهل العلم أن الدعاء على النفس بالموت مكروه، إلا إذا كان العبد يخاف من فتنة تصيبه في دينه.
  • أما تمني الشهادة فهو أمر مشروع وقد دل على ذلك الكثير من الأحاديث، مثل الآتي :
  • عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    ( لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
    ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ) متفق عليه.
  • ويدل الحديث السابق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تمنى أن يقتل في سبيل الله،
    وما ذاك إلا لعظم فضل الشهادة .
  • كما روى مسلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) .
  • وقد كان السلف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم يحبون الموت في سبيل الله .
  • قال أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بشأن مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة : والله لأقاتلنه بقوم يحبون الموت كما يحب الحياة .
  • وكتب خالد بن الوليد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى أهل فارس: والذي لا إله غيره لأبعثنَّ إليكم قوماً يحبُّون الموت
    كما تحبُّون أنتم الحياة .
  • كما ورد عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ) رواه مسلم.
  • ونستنتج من ذلك أن منزلة الشهادة مرغوبة وطلبها ممدوحًا من كل وجه، فمن رزقه الله إياها فاز بأجر
    العمل الصالح، والنجاة من فتنة القبر.

النهي عن تمني الموت في القرآن

  • أوضح أهل العلم أن تمنى الموت قد تم النهي عنه في الإسلام،
    وهناك بعض الأدلة من القرآن والسنة النبوية على ذلك.
  • إلا أنهم قد أوضحوا أيضًا أن العبد إذا تمناه لخوفه من الفتنة في الدين فهو غير مكروه،
    وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
  • ونستدل على ذلك بقول مريم عليها السلام، في القرآن الكريم عندما قالت:
    يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا [مريم: 23].
  • أنَّ مريمَ عليها السلامُ تمنَّتِ الموتَ من جهةِ الدِّينِ؛ لوجهين:
    الأوَّل: أنَّها خافَتْ أن يُظَنَّ بها الشرُّ في دِينِها وتُعيَّرَ؛ فيفتِنَها ذلك.
    الثَّاني: لئلَّا يَقَعَ قَوْمٌ بِسَبَبِها في البُهتانِ، والنِّسبَةِ إلى الزِّنَا.
  • وهناك أيضًا بعض الأدلة من السنة النبوية الشريفة، كما ورد في الأحاديث التالية:
  • فعن أبي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
    ((لن يُدخِلَ أحدًا عَمَلُه الجَنَّةَ، قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: لا، ولا أنا، إلَّا أن يتغَمَّدَنيَ اللهُ بفضلٍ ورحمةٍ،
    فسَدِّدوا وقارِبُوا، ولا يتمنَيَنَّ أحدُكم الموتَ: إمَّا مُحسِنًا؛ فلعلَّه أن يزدادَ خيرًا، وإمَّا مُسيئًا؛ فلعَلَّه أن يَسْتَعْتِبَ))
  • كما ورد عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
    ((لا يتمَنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ مِنْ ضُرٍّ أصابَه، فإن كان لا بُدَّ فاعِلًا، فليقُلْ:
    اللَّهُمَّ أَحْيِنِي ما كانَتِ الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّنِي إذا كانت الوَفاةُ خيرًا لي))
  • قَالَ النَّوَوِيّ : فِي الْحَدِيث التَّصْرِيح بِكَرَاهَةِ تَمَنِّي الْمَوْت لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ مِنْ فَاقَة ، أَوْ مِحْنَة بِعَدُوٍّ ، وَنَحْوه مِنْ مَشَاقّ الدُّنْيَا , فَأَمَّا إِذَا خَافَ ضَرَرًا أَوْ فِتْنَة فِي دِينه فَلا كَرَاهَة فِيهِ لِمَفْهُومِ هَذَا الْحَدِيث , وَقَدْ فَعَلَهُ خَلَائِق مِنْ السَّلَف .
    وَقَوْله ” يَسْتَعْتِبُ ” أَيْ يَسْتَرْضِي اللَّه بِالإِقْلاعِ وَالاسْتِغْفَار .

هل يجوز تمني الموت للقاء الله

  • أوضح أهل العلم أن  تمنى الموت على الصحة من غير خوف فتنة في الدين فإنه مكروه،
    وإن كان من تمناه ودعا به لا يأثم، ولكن وجب عليه عدم تكرار ذلك فور علمه بكراهته.
  • فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت.
  • ونستدل على ذلك بما جاء في صحيح البخاري فإنه عليه الصلاة والسلام قال:
    (لا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يُستعتب).
  • كما قال ابن رجب رحمه الله: ” وقد كان كثير من الصالحين يتمنى الموت في صحته،
    فلما نزل به كرهه لشدته، ومنهم أبو الدرداء وسفيان الثوري، فما الظن بغيرهما ؟!” .

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم ويسعدنا مشاركتكم لنا في التعليقات.

مواضيع قد تعجبك