سورة الفاتحه مكتوبة بالتشكيل وفضلها وتفسيرها

الفاتحه

تعد سورة الفاتحه من أكثر وأهم سور القرآن الكريم التي يحفظها الكثير من المسلمين، فيقوم كل مسلم بترديدها في صلواته على مدار اليوم الواحد حوالي 17 مرة، لذا يكثر البحث عن معانيها وتشكيلها وكتابتها الصحيحة وفوائدها، وسنتعرف خلال موضوعنا التالي عن كافة المعلومات المتعلقة بفاتحة الكتاب.

الفاتحه مكتوبة بالرسم العثماني  

سنتعرف في البداية على آيات سورة الفاتحة كما وردت في القرآن الكريم بالتشكيل الصحيح الخاص بها:

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (1)
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (2)
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (3) مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (4)
إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ (5) ٱهۡدِنَا
ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (6) صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ
عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ
وَلَا ٱلضَّآلِّينَ (7)

وهنا نؤكد على أن البسملة أي “بسم الله الرحمن الرحيم” هي آية من ضمن آيات سورة الفاتحة السبع، ويجب الالتزام بها وقولها أثناء القراءة، ولا يجوز نسيانها أو التغافل عنها.

فضل سورة الفاتحة 

وتوجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحة فضل وفوائد سورة الفاتحة، ويأتي من بينها:

  • ما جاء عن البخاري عن سعيد بن المعلى، قوله صلى الله عليه وسلم: “لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد” ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن.؟ قال: “الحمد لله رب العالمين” هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
  • كما روي عن الترمذي والنسائي وأحمد في فضل سورة الفاتحة أنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن”.
  • كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قد جاء عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حول فضل سورة الفاتحة فيقول: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: وقرَأَ عليه أُبَيٌّ أُمَّ القُرآنِ، فقالَ: والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ).
  • وتجدر الإشارة إلى أن سورة الفاتحة تساعد في غفران ذنوبك وتقبل المولى عز وجل لتوبتك، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا قالَ الإمامُ: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فَقُولوا آمِينَ، فمَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).

أهمية سورة الفاتحة 

ويأتي من فوائد وأهمية أم الكتاب أيضًا:

  •  تعد سورة الفَاتحَة من الأركان الأساسية والهامة من أجل إتمام الصلاة، فلا يمكن إتمام الصلاة إلا بقراءة الفاتحة بها، فمن الجدير بالذكر أنه قد ورد عن الإمام البخاري ومسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ).
  • كما قال الله سبحانه وتعالى عنها في الآية سبعة وثمانين بسورة الحجر “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ”.
  • وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ.
  • كما ورد عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في سورة الفاتحه قال:
    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أوتي موسى – عليه السلام – الألواح، وأوتيت المثاني”

تفسير سورة الفاتحة

أما عن تفسير فَاتِحة الكتاب فهي كالتالي:

  • {بِسْمِ اللَّهِ} أي البداية باسم المولى سبحانه وتعالى.
  • {الْحَمْدُ لِلَّهِ}: تعني الثناء على المولى عز وجل بكماله وأفعاله، وفضله ونعمه، فلله الحمد كله.
  • {رَبِّ الْعَالَمِينَ}: أي رب جميع المخلوقات وكافة النعم التي تحيط بنا منه تعالى، ويدل ما جاء في قوله تعالى { رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده جل علاه بالقدرة على الخلق والتدبير، كما أنه الغني عن عباده.
  • {الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}: دليل على رحمة الله الواسعة التي شملت كل شئ
    وكل شخص، فالرحمة المطلقة هو سبحانه وتعالى.
  • {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}: أي إن له الملك كله وله حرية التصرف بجميع خلقه وملكه،
    وإضافة يوم الدين للملك دليل على يوم القيامة، وأن المولى هو من يملك هذا
    اليوم بعدله وحكمت، فالجميع خاضع لعظمة المولى وحكمه راغبين في الحصول على ثوابه ورحمته ورضاه.
  • {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: وفي تلك الآية يختص العباد المولى وحده بالعبادة
    والذكر، وفي تلك الآية يؤكد العبد على أن العبادة والاستعانة تكون بالله وحده
    فهو القادر على دفع الضرر وجلب النفع.
  • {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وفي تلك الآية يطلب العباد من المولى الهداية
    والرشاد للطريق الصحيح، ويدعون المولى لمعرفة الحق والصواب والطريق الصحيح الواضح،
    فهو بمثابة دعاء يدعو به المسلم كل يوم في كل صلاة.
  • {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}: وهنا يدعو المسلم
    أن يهديه المولى لطريق الأنبياء والصالحين، وأن يبتعدوا عن طريق الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
    وهم من عرفوا الحق وتركوه مثل اليهود، وألا يكونوا من { الضَّالِّينَ } أي ممن
    تركوا الحق بسبب جهلهم وضلالهم.

أسماء سورة الفاتحة

وتوجد العديد من الأسماء الأخرى لسورة الفاتحه والتي من بينها:

  • فاتحة الكتاب، وذلك لكونها السورة الأولى في المصحف الشريف، كما
    ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رسول الله -عليه الصلاةُ والسَّلامُ
    أنَّه أمَره أن يُنادِيَ: لا صلاةَ إلَّا بقراءةِ فاتحةِ الكتابِ وما زاد” .
  • كما تسمى سورة الشفاء: فعند قراءتها بنية الشفاء على الشخص المريض يشفى بأمر الله جل علاه.
  • وتعرف أيضًا باسم الرقية: فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله
    للرجل الذي رقى سيد الحي: “وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ‏” [صحيح البخاري -5007].
  • السورة الكافية لكونها تكفي عن غيرها.
  • السبع المثاني فقد جاء في قوله تعالى بسورة الحجر: “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ”.

وبهذا نكون تعرفنا على سورة الفاتحه والعديد من المعلومات المختلفة المتعلقة بها مثل معانيها وتفسيرها، وفضلها هذا بجانب التعرف على أهميتها وأسمائها المختلفة.

مواضيع قد تعجبك