الطريقة الصحيحة في تلقين المحتضر وما يسن عند احتضار الميت

الطريقة الصحيحة في تلقين المحتضر

ما المقصود بتلقين الميت؟ وما يسن عند احتضار الميت؟ إذا كنت ترغب في التعرف على إجابة تلك الأسئلة
فننصحك بقراءة هذا المقال، فسوف نوضح لك الطريقة الصحيحة في تلقين المحتضر وما يجب على الأهل فعله.

تعريف تلقين المحتضر 

  • معني التلقين في اللغة هو التعليم والتفهيم.
  • والمراد بتلقين المحتضر أن يكون عنده من يذكره بنطق كلمة التوحيد، ( لا إله إلا الله ).
  • وقد أوضح أهل العلم أن من المستحب تلقين الشخص كلمة الإخلاص عند نزول الموت به، لأجل أن يختم له بها.
  • وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قال:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) رواه مسلم.

ماذا تفعل عند احتضار الميت

  1.  تلقين المحتضَر “لا إله إلا الله” فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني في “إرواء الغليل” .
    وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ فَقَالَ:
    ( يَا خَالُ، قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ: خَالٌ أَمْ عَمٌّ ؟! قَالَ : بَلْ خَالٌ . قَالَ : وَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَهَا ؟! قَالَ : نَعَمْ )
    رواه أحمد وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح على شرط مسلم
  2. كما يجب توجيه الميت إلى القبلة ، مضطجعاً على شقه الأيمن، لما رواه البيهقي والحاكم وصححه عن أبي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، سأل عن البراء بن معرور رضي الله عنه ؟
  3. فقالوا : تُوفي ، وأوصى بثلث ماله لك، وأن يوجه للقبلة لمّا احتُضر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    [ أصاب الفطرة ، وقد رددت ثلث ماله على ولده ] ، ثم ذهب فصلى عليه وقال:
    [ اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك وقد فعلت ] قال الحاكم : ولا أعلم في توجيه المحتضر إلى القبلة غيره.
    وقد روى أحمد : أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها استقبلت القبلة ثم توسدت يمينها.
  4. تغميض عينيه إذا مات ، لما رواه مسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي سلمة رضي الله عنهما ، وقد شق بصره فأغمضه ثم قال : [ إن الروح إذا قبض تبعه القصر ] .
  5. تسجيته صيانة له عن الانكشاف ، وستراً لصورته المتغيرة عن الأعين ، فعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سُجي ببُرْد حَبَرة ( يعني غُطي بثوب مخطط ) [ رواه البخاري ومسلم ].
  6. المبادرة بتجهيزه متى تحقق موته، فيسرع وليه بغسله ودفنه مخافة أن يتغير ، والصلاة عليه ، لما رواه أبو داود . عن الحصين بن وحوح أن طلحة بن البراء مرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقال : [ إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت ، فآذنوني به وعجلوا ، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهرَيْ أهله ] .
    ولا ينتظر به قدوم أحد إلا الولي : فإنه ينتظر ما لم يخش عليه التغير ،
    روى أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ،
    [ يا علي : ثلاث لا تؤخرها : الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت كفئاً ] .

الطريقة الصحيحة في تلقين المحتضر كلمة التوحيد هي الرفق

  • ينبغي على الحاضرين عدم إيذاء المحتضر بالإكثار عليه في التلقين ، إذا قالها ولم يتكلم بعدها بشيء
    قال النووي :” وَكَرِهُوا الإِكْثَار عَلَيْهِ وَالْمُوَالاة لِئَلا يَضْجَر بِضِيقِ حَاله وَشِدَّة كَرْبه ، فَيَكْرَه ذَلِكَ بِقَلْبِهِ, وَيَتَكَلَّم بِمَا لا يَلِيق . قَالُوا: وَإِذَا قَالَهُ مَرَّة لا يُكَرِّر عَلَيْهِ إِلا أَنْ يَتَكَلَّم بَعْده بِكَلامٍ آخَر , فَيُعَاد التَّعْرِيض بِهِ لِيَكُونَ آخِر كَلَامه “.
  • وقد أوضح أهل العلم أن هذا التلقين مشروع، ولو كان الميت كافرا، لأنه لو قالها قبل النزع نفعه قوله،
    ولو عذب ما عذب بذنوبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ؛ فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر ،
    وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ) رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع.
    ونستدل على ذلك أيضًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب، فقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب، وقال له : ( أَيْ عَمِّ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) رواه البخاري  ومسلم .

ماذا يفعل أهل المحتضر

  • أوضح أهل العلم أن من المستحب قراءة سورة يس ، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي عن مَعْقِل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ يس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له وأقرؤوها على موتاكم ] .
    كما قال ابن حبان : ( أراد بذلك مَن حضرته المنية ، لا أن الميت يقرأ عليه ،
    ويؤيد هذا المعنى ما رواه أحمد في مسنده عن صفوان قال : كانت المَشْيَخَة ( أي الشيوخ) يقولون:
    إذا قرئت “يس” عند الموت خُفف عنها بها ، وأسنده صاحب مسند الفردوس إلى أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هوّن الله عليه ].
  • ومن الجائز أيضًا تقبيل الميت إجماعاً فقد قبّـل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثـمان بن مظعون وهو ميت،
    وأكبّ أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته فقبّله بين عينيه وقال: ( يا نبيّاه ، يا صفيّاه ) .
  • كما يجب على أهل الميت قضاء دينه ، لما رواه أحمد وابن ماجه والترمذي ، وحسنّه،
    عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ] أي إن أمرها موقوف لا يحكم لها بنجاة ولا بهلاك ، أو محبوسة عن الجنة ، وهذا فيمن مات وترك مالاً يقضى منه دينه . أما من لا مال له ومات عازماً على القضاء ، فقد ثبت أن الله تعالى يقضي عنه ، ومثله من مات وله مال وكان محبَّاً للقضاء ، ولم يقض من ماله ورثته ، فعند البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ]
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يمتنع عن الصلاة على المديون ،
    فلما فتح الله عليه البلاد ، وكثرت الأموال صلى على من مات مديوناً وقضى عنه،
    وقال في حديث البخاري: [ أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن مات وعليه دين ، ولم يترك وفاءً ،
    فعلينا قضاؤه ، ومن ترك مالاً فلورثته ]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم ونسأل الله أن يرزق جميع موتي المسلمين الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.

مواضيع قد تعجبك