آداب تشييع الجنازة من السنة النبوية الشريفة

آداب تشييع الجنازة

أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الآداب التي يجب على كل مسلم الالتزام بها عند حضور الجائز،
لذا قررنا أن نوضح لكم في هذا المقال آداب تشييع الجنازة من السنة النبوية الشريفة.

آداب تشييع الجنازة

أوضح أهل العلم أن هناك بعض الآداب التي يجب على الحاضرين اتباعها عند تشييع الجنازة ومنها الآتي:

  • أن يكون الشخص متعظًا بالموت وما يصير إليه الميت: يجب على المشيع أن يكون ساكنًا متفكرًا في مآله،
    فلا يجوز للحاضرين الكلام في أمور الدنيا أو الانشغال أثناء التشييع أو عند القبر، فهذه الأفعال تدل على الغفلة
    وقسوة القلب، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانتفاع من هذا الموقف والموعظة والذكرى،
    فعن جابرِ بنِ عبد الله رضيَ اللهُ عنهما قالَ: (مرَّتْ جنازةٌ فقَامَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقُمْنا مَعَهُ،
    فقلنا: يا رسولَ اللهِ إنها يهُوديَّةٌ؟ فقال: إنَّ الْمَوتَ فَزَعٌ، فإذا رأيتُم الجنازةَ فقُومُوا)
  • كما ورد أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما:
    (أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا شهدَ جنازةً رُئيتْ عليهِ كآبةٌ، وأكثرَ حديثَ النفسِ)
  • استشعار عظم الموقف وعدم الضحك: فعن أبي بحر العبسي:
    (أن ابن مسعود رضي الله عنه رأى رَجُلاً يَضحكُ في جنازةٍ، فقال رضي الله عنه: تَضْحَكُ في جنازةٍ!
    لا أُكلِّمُكَ بكلمةٍ أبداً)
    وعن قتادة قال: (بلَغَنا أنَّ أبا الدرداء رضي الله عنه نظَرَ إلى رَجُلٍ يَضحَكُ في جنازةٍ،
    فقال: أمَا كان في ما رأيتَ من هَوْلِ الْموتِ ما يَشغلُكَ عن الضَّحكِ)
  • الخشوع والسكينة: عن أبي قلابة قال: (كُنَّا في جنازةٍ فرَفَعَ ناسٌ من القُصَّاصِ أصواتَهُم،
    فقال أبو قلابة: كانوا يُعظِّمُون الْميِّتَ بالسكينةِ)
  • كما قال ابنُ قدامة: (ويُستحبُّ لِمُتَّبع الجنازةِ أن يكون مُتخشِّعاً مُتفكِّراً في مآلهِ،
    مُتَّعظاً بالموتِ وبما يَصيرُ إليه الميتُ، ولا يَتحدَّثُ بأحاديثِ الدُّنيا ولا يَضحكُ.

من المستحب في تشييع الجنازة

  • يستحب الإسراع في تجهيز الميت والصلاة عليه ودفنه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
    «اسرعوا بجنائزكم، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم»
  • كما يستحب أيضًا أن يسير المشيع في هدوء وسكينة وأن يحدث نفسه ويتفكر في مآله.
  • فيجب على كل مسلم ألا يستمر على غفلته عند رؤية الميت، لأنه إذا رأى الميت ثم تمادى في تنشغاله،
    كان هذا دليلًا على غفلته وتساهله بأمر الموت.
  • قال سعدُ بنُ معاذٍ: «ما تَبعتُ جنازةً فحدَّثتُ نفسي بغيرِ ما هُوَ مفعُولٌ بها».
  • وقال شيخنا محمد العثيمين: (ومما لا ينبغي فعلُه أيضاً: أن بعض الناس إذا كانوا ينتظرون دفن الجنازة
    تجدهم يجتمعون أوزاعاً ويتحدَّثون حديثَ المجالس، حتى أنَّ بعضهم تسمع له قهقهة، وما أشبه ذلك،
    وهذا خطأ وليس هذا موضعه، ولهذا قالوا: ينبغي للإنسان المشيِّع أن يكون وقوراً، وأن يكون مفكِّراً في مآله،
    وأنه الآن ينتظر دفن هذا الميت، وغداً سوف ينتظرُ الناس دفنه هو، كما دفن غيره يدفن)

حال السلف مع الجنائز

  • قال الإمام النووي رحمه الله: ويُكره اللَّغَطُ في الجنازة، والأصوات المرتفعة.
  • فجنائزُ السَّلَفِ (كانتْ على التزامِ الأدَبِ والسُّكُونِ والخُشُوعِ والتَّضَرُّعِ،
    حتَّى إنَّ صاحبَ الْمُصيبةِ كانَ لا يُعْرَفُ من بينهِم لكثرةِ حُزْنِ الجميعِ،
    وما أخذَهُم من القلقِ والانزعاجِ بسَبَبِ الفكرةِ فيما هُم إليهِ صائرُونَ، وعليهِ قادمُونَ،
    حتَّى لقد كانَ بعضُهم يُريدُ أن يَلقى صاحبهُ لضَرُوراتٍ تقَعُ لهُ عندَهُ فيلقاهُ في الجنازةِ
    فلا يَزيدُ على السلامِ الشَّرعيِّ شيئاً، لشُغلِ كُلٍّ منهما بما تقدَّمَ ذكرُهُ،
    حتَّى إنَّ بعضَهم لا يَقدرُ أن يأخُذ الغذاءَ تلكَ اللَّيلَةَ لشدَّةِ ما أصابَهُ من الجَزَعِ،
    كما قال الحسنُ البصريُّ رضي الله عنه: « ميِّتُ غَدٍّ يُشيِّعُ ميِّتَ اليومِ»).
  • وإنَّ من العَجَب ما يُسمعُ من صوت الموسيقى من هواتف بعض الْمُشيِّعين،
    والاسترسال من بعضهم في المكالمات الهاتفية أثناء تشييع الجنائز،
    وهذا من الغفلةِ، نسأل الله لنا وللمسلمين العافية.
  • قال ابنُ المنذر رحمه الله: (فليُكثر مَن تبعَ الجنازة حيثُ مشى منها ذكرَ الموتِ، والتفكُّرِ في صاحبهِم،
    وأنهم صائرونَ إلى ما صارَ إليهِ، وليستعدَّ للموتِ ولِما بعده، سهَّلَ اللهُ لنا حُسْنَ الاستعدادِ واللِّقاءِ به).
  • وعن قيس بن عبَّادٍ قال: (كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يكرهُونَ رَفْعَ الصوتِ عندَ ثلاثٍ:
    عندَ القتالِ، وعندَ الْجَنائزِ، وعندَ الذِّكْرِ).
  • وقد كان السَّلَفُ رضي الله عنهم في حُضُورِ جَنائزِهم يَتَناكرُ بعضُهُم من بعضٍ،
    حتى إذا رجَعُوا للبلدِ تعارفُوا على عادتهِم في وُدِّهِم الشَّرعيِّ.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ولمزيد من المعلومات يمكنكم الإطلاع على هذا المقال سنن الجنائز ومستحبات الجنازة

مواضيع قد تعجبك